الأستاذ في جراحة القلب عبد المالك بوزيد لـ"المساء":
ترقية التكفل بأمراض القلب والشرايين تكون بوقف هجرة الكفاءات

- 915

يرى الأستاذ في جراحة القلب وممثل الجمعية الإفريقية لجراحة القلب الدكتور عبد المالك بوزيد، أن ترقية التكفل بأمراض القلب والشرايين، تتطلب توعية أصحاب القرار والمجتمع المدني، وكل من له صفة في التكفل بهذا النوع من الأمراض المستعصية؛ من أجل توحيد الجهود من الناحية التنظيمية، وترقية التكفل المادي والبشري، لا سيما أن هذا النوع من الأمراض يُعد السبب الأول وراء الوفاة في الجزائر على غرار باقي دول العالم. وعن أهم التحديات التي تعيق سبل التكفل بجراحة القلب والشرايين وأهم المقترحات، تحدثت "المساء" إلى الأستاذ عبد المالك بوزيد، على هامش مشاركته في الأيام التحسيسية الإفريقية حول سبل ترقية التكفل بجراحة أمراض القلب والشرايين.
❊ بداية، كيف تقيّمون سبل التكفل بأمراض القلب والشرايين في الجزائر؟
❊❊ تسجل أمراض القلب والشرايين في السنوات الأخيرة بالجزائر، ارتفاعا. ففي السنوات الماضية كان لدينا ما يسمى بالأمراض المرتبطة بالدول السائرة في طريق النمو والدول الفقيرة والموجودة، عادة، في الدول الإفريقية عموما، والتي تتسبب في الإصابة بأمراض القلب، ومنها التشوهات الخلقية، وأمراض الصمامات. أما اليوم فإلى جانب وجود الأمراض التقليدية إن صح التعبير، أصبح لدينا أمراض أخرى كانت منتشرة بالدول الأوربية، تسبّب، هي الأخرى، أمراض القلب والشرايين، وتفشت بسبب التطورات التي عرفها المجتمع الجزائري عموما، وهي مرتبطة بتغيّر النمط المعيشي، والبدانة، وتفشي بعض الأمراض المزمنة التي كانت منتشرة في الدول الأوروبية، التي تسببت في ظهور أمراض الشرايين التاجية، والجلطات القلبية.
❊ إذن الجزائر أمام تحدي مواجهة الأمراض الموجودة بالدول الإفريقية والأوربية؟
❊❊ حقيقة أصبح أمام الجزائر تحد مزدوج في مواجهة الأمراض التي تصيب القلب والشرايين، وباتت تشكل عبءا كبيرا من حيث التكفل الصحي في شقه المادي؛ لأنها تتطلب أموالا كبيرة، ومؤهلات بشرية. وقلة الأطباء المختصين في المجال تتطلب من الجهات المعنية ممثلة في وزارة الصحة وأصحاب القرار وكذا الجمعيات، العمل الجاد والمنظم لترقية التكفل الجراحي بالمصابين بأمراض القلب والشرايين، الذين يزداد تعدادهم في الجزائر.
❊ وفيمَ تتمثل النقائص التي تعيق عملية التكفل بالمصابين بأمراض القلب والشرايين؟
❊❊ إذا أردنا الحديث عن النقائص التي تعيق ترقية التكفل بالمصابين بأمراض القلب والشرايين، فيمكننا حصرها في قلة الكفاءات التي تشرف على متابعة الوضعية الصحية للمصابين بأمراض القلب والشرايين؛ بسبب هجرة الأدمغة، التي تُعد واحدة من أهم التحديات التي تواجه المنظومة الصحية الجزائرية، التي تقدّم كل ما لديها من إمكانيات، لتكوين أطباء أكفاء، ينتهي بهم المطاف إلى تفضيل الهجرة، ومنه استفادة الغير من كفاءات جزائرية، هي في أمسّ الحاجة إليها، خاصة على مستوى القطاع العام الذي يقصده المواطن البسيط؛ لكون مثل هذه الأمراض يتطلب مبالغ مالية كبيرة يعجز عنها المواطن البسيط. ومن هنا تظهر أهمية الحرص على تشجيع الكفاءات الجزائرية على العمل داخل الوطن؛ من خلال محاربة ظاهرة هجرة الأدمغة، ناهيك عن تزويد قطاع الصحة بما يحتاج إليه من مصالح صحية متخصصة؛ كمصلحة خاصة بالإنعاش والتخدير، وعتاد متطور يتماشى والتطورات التي يعرفها الطب الحديث.
❊ من هي الشريحة الأكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والشرايين؟
❊❊ أمراض القلب والشرايين تحولت في الوقت الراهن، إلى مشكل صحة عمومية. وتُعد السبب الأول في الوفاة في الجزائر. ولا تمس البالغين فقط، بل تصيب الأطفال أيضا؛ حيث نجد التشوهات الخلقية القلبية، وأمراض الشرايين التاجية التي تمس، بدرجة كبيرة، المصابين بالسكري والضغط الدموي؛ الأمر الذي يفرض حتمية ترقية التكفل بهذا النوع من الأمراض التي نجهل حتى وضيعتها في الجزائر؛ بسبب غياب إحصائيات واضحة، وعدم وجود سجل وطني لأمراض القلب؛ مما يفرض حتمية التعجيل بإقرار سجل وطني حول أمراض القلب، لتسطير الاستراتيجية الصحية للتكفل بهذا النوع من الأمراض.
❊ هل من كلمة أخيرة؟
❊❊ نحاول من خلال اللقاءات التحسيسية التي يتم تنظيمها، لفت انتباه أصحاب القرار إلى أهمية التنسيق بين المهنيين وأصحاب القرار؛ لتحسين وترقية التكفل بأمراض القلب والشرايين.