الصالون الوطني للطفل ببومرداس

ترسيخ التظاهرة لتنويع الترفيه التربوي

ترسيخ التظاهرة لتنويع الترفيه التربوي
  • القراءات: 649
❊ حنان.س ❊ حنان.س

يعرف الصالون الوطني للطفل المنظم ببومرداس هذه الأيام، إقبالا كبيرا للأسر،  مصطحبة أبناءها ممن وجدوا في هذه التظاهرة متنفسا، في ظل نقص أماكن الترفيه بالولاية، واتفق أغلب محدثينا من أرباب الأسر على أنها مبادرة تستحق التنويه، مطالبين بالتفكير في ترسيخ مثل هذه التظاهرات، وإطالة مدتها بهدف السماح للأطفال بتنويع وجهات الترفيه طيلة الموسم الصيفي

تباينت أجنحة العرض بالصالون الوطني للأم والطفل، الجارية فعالياته بدار الثقافة "رشيد ميموني" في مدينة بومرداس، بين التغذية الصحية وفضاء المطبخ ولوازمه، وورشات الترفيه من رسم وألعاب بهلوانية وألعاب لتنمية الذكاء لدى الأطفال، إلى التوعية بخطر الآفات لاجتماعية التي أشرف عليها الأمن الولائي،  وعرف جناحه إقبالا ملحوظا لأطفال تقربوا من عناصر الشرطة بغية السؤال عن هذا وذاك. كما وجدت مصالح التجارة في هذه التظاهرة، فرصة للتحسيس من مخاطر التسممات الغذائية التي تزداد في الموسم الصيفي لأسباب مختلفة، من خلال توزيع مطويات تحمل عددا من النصائح لتفادي التسممات. ولئن اتفق أغلب أرباب الأسر على أن الصالون مبادرة جيدة، طالبوا بتكرار تنظيمها، وهو ما يسمح للأسر بتنويعه أماكن الترفيه في ظل نقصها حاليا، إلا أن الأطفال من جهتهم وجدوا في الألعاب المنصبة بساحة الدار متعة كبيرة، غير آبهين ولا مبالين بأن عمر التظاهرة قصير، فلا تسمع في الأرجاء سوى صرخاتهم المعبرة عن نشوة الاستمتاع..

في الموضوع، يحدثنا الطفل آدم (7 سنوات) وهو يتصبب عرقا من فرط استمتاعه بـ«الطوبوقون"، أنه أحب كل الألعاب المنصبة وأعجب بالبهلوان الذي أمتعهم ببعض المقاطع الهزيلة من حين لآخر، بينما وجد كل من غيلاس (10 سنوات) وسفيان (11 سنة) متعهم في لعب كرة القدم في الملعب المصغر، وفيما كانا يلعبان رفقة طفلين آخرين، أخذ خامسهم يعلق على اللعب، كأنه معلق رياضي محترف، إذ استعان بأسماء لاعبين عالميين، كيف لا وسحر مونديال روسيا يفعل فعلته هذه الأيام.. أما الطفلة لينا (12 سنة) فقد وجدت ضالتها في ورشة الرسم، وقالت بأنها أصرت على والدتها بزيارة الصالون عند الثانية بعد الظهر، تماما مع توقيت فتحه للعامة، حتى تكون من السباقين للجلوس بالورشة وتستمتع بكامل وقتها رفقة المشرفة على الورشة، التي قدمت للرسامين الصغار جملة من النصائح من أجل اختيار الألوان، بينما لخص عصام (8 سنوات) إعجابه بالصالون الذي يشارك فيه قرابة 30 عارضا في جملة واحدة، وقال "جئت لأكل الحلوى.. ولاكريم (أي المثلجات)". وقد تمكن بعفويته من تلخيص الصورة أيضا، حيث أن أغلب العارضين تمكنوا من جلب اهتمام الجمهور الصغير بفضل الحلويات والمثلجات والعصائر المتنوعة المعروضة، حتى كادت صورة بقية الأجنحة العارضة لا تظهر أمام هذه وتلك..

الشرطة في الموعد.. وحديث متجدد عن التوعية والتحسيس

كان لأمن ولاية بومرداس حضور مميز في الصالون "الموجه للأم والطفل بالدرجة الأولى، بالتالي للأسرة"، يقول ملازم أول للشرطة وليد براهيتي من خلية الاتصال، متحدثا إلى "المساء"، قال بأن مثل هذه التظاهرات تعد فرصة متجددة لتمرير مزيد من الرسائل التوعوية ضد خطر الآفات الاجتماعية، معتبرا أن توعية الطفل عبارة عن توعية كل الأسرة. وقال بأن الحضور المتكرر للشرطة في كل التظاهرات ذات البعد الاجتماعي كفيل بترسيخ الرسالة الإعلامية المبتغاة.

تفاعل الأطفال مع جناح الشرطة الذي عرضت فيه أدوات الأمن العمومي، والتي عن طريقها يعمل عناصر الأمن على تقريب صورة العمل الميداني لشرطي المرور في الحفاظ على السلامة المرورية. كان اندفاع الأطفال إلى الجناح، رغبة ـ كذلك ـ في محاولة كسر "الخوف من الشرطي"، مثلما تقوله البنت سيرين (5 سنوات) التي أدلت بكل إدراك بأنه "إذا أسرعت على الطريق يوما ما، فإن الشرطي سيسحب مني رخصة السياقة.. إذن علي ألا أسرع"، بينما اعتبرت كل من سارة (13 سنة) وإيمان (11 سنة) أن الشرطة تمثل الأمان، وإأن انتشارها في كل مكان دليل على الأمان، حسب تعبير البنتين.

كما كان نفس الجناح فرصة للتحسيس بخطر المخدرات، حيث اعتبر الملازم أول للشرطة عمر قرباب، أن التظاهرات المختلفة تسمح باستهداف عدة فئات من المجتمع ممن يقصدونها، وقال بأن إحياء اليوم العالمي لمكافحة المخدرات المصادف لـ26 جوان من كل سنة، تم على هامش صالون الأم والطفل، إذ أضحى يعرف الأطفال من زوار الجناح أخطار هذه الآفة، لاسيما تلك الأنواع التي يتم ترويجها وسط المراهقين والشباب، وعلى رأسها "الحلوى" التي تتخذ أشكالا وألوانا مختلفة وتأتي تحت مسميات مغرية، مثل تلك التي تطبع عليها صورة حمامة وتعني أنها تشعر متعاطيها بالراحة والهدوء، وأخرى طبعت عليها فراشة، كناية عن أنها تطير بالمدمن إلى فضاء آخر، وأخرى طبعت عليها علامة استفهام كناية عن كونها تشعر متعاطيها بـ«خليط" من الأحاسيس المتباينة. واعتبر أن أحسن طريقة لمحاربة تعاطي هذه السموم، التوعية المستمرة ليس للتلاميذ بالمؤسسات التربوية أو الشباب عبر الجامعات ومراكز ومعاهد التكوين فحسب، وإنما حتى الأسرة، من خلال أبواب مفتوحة وتظاهرات إعلامية يشارك فيها الأمن الولائي.

في السياق، نشير إلى أن فرقة مكافحة المخدرات تمكنت خلال السداسي الأول من العام الجاري 2018، من معالجة 157 قضية، أوقف على إثرها 250 شخصا تتراوح أعمارهم بين 19 و45 سنة، مع حجز قرابة 37 كلغ و2116 قرصا مهلوسا.

دعوة إلى ترسيخ التظاهرة وتنويع مصادر ترفيه الأطفال

من جهتهم، اعتبر أرباب الأسر ممن تحدثت إليهم "المساء"، في ثاني أيام الصالون، أن تنظيم هذه التظاهرة مبادرة جيدة تستحق التنويه، وطالبوا بتنظيمها بين الفترة والأخرى من أجل تنويع مصادر ترفيهية للأطفال، خاصة أن ولاية بومرداس تفتقر لأماكن خاصة بالترفيه. فبالنسبة لمواطن قصد الصالون من بلدية الثنية، فإن الترفيه الوحيد المتاح أمام الأسر في الصيف هو الشواطئ، ودعا القائمين على تنظيم المعارض والصالونات للتفكير في صيغ معينة، تجعل من تنظيم مدينة لترفيه الأطفال (ماناج) يكون طوال الموسم الصيفي "على الأقل على مستوى كل دائرة من دوائر الولاية، بهدف السماح للأطفال بالاستمتاع بالألعاب"، في نفس السياق، قال مواطن قصد الصالون رفقة ابنيه من بلدية يسر، بأن نقص أماكن ترفيه الأطفال جعلته يقطع مسافة طويلة للصالون الذي يفتح أبوابه ست ساعات فقط في اليوم، مطالبا الجهات المعنية بتكثيف مثل هذه التظاهرات، من أجل السماح للأسر بتنويع مقاصد ترفيه أطفالها خلال "العطلة الكبيرة". ضمت كل من أم آدم وأم هبة صوتهما إلى نفس الدعوة من أجل ترفيه جيد ومتنوع للأطفال طيلة العطلة الصيفية، وقالتا بأنه لا يشترط في ذلك إقامة صالون "كبير"، بل يكفي "ماناج" في هذه البلدية وتلك حتى يكون أمام الأطفال إمكانية الترفيه بين الشاطئ والغابة و«الماناج" بين فترة وأخرى، إلى حين العودة إلى المدرسة..

الجدير بالذكر، أن الوالي عبد الرحمان مدني فواتيح، أعلن مؤخرا عن سعيه في سبيل إنشاء مدينة للترفيه، وأوضح لـ«المساء"، في تصريح خاص عن اقتراب موعد تجسيدها، وفتح المجال أمام "استثمارات راقية، لتساير مدينة الألعاب والترفيه مدن ترفيه عالمية"، بهدف الارتقاء بالجانب الترفيهي للأطفال والأحداث في ولاية بومرداس، في ظل النقص المسجل في هذا الجانب.

حنان.س