محلات المنتجات العضوية تنتعش بالعاصمة

ترجمة الوعي الصحي والاستهلاك السليم

ترجمة الوعي الصحي والاستهلاك السليم
  • القراءات: 457
 نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

انتشر خلال السنوات الأخيرة، عدد من المحلات الخاصة ببيع المنتجات "العضوية" أو ما يعرف بالمنتج "بيو"، مما يترجم انتشار الثقافة الاستهلاكية، لاسيما بعدما تغير النمط الاستهلاكي للفرد، وبات يجرب العديد من المنتجات المعدلة التي أثبتت مخاطرها على مر السنوات. تعددت تلك المحلات لتتوسط الكثير من شوارع العاصمة، بعضها يعرض الخضر والفواكه العضوية،  في حين تخصصت أخرى في المنتجات المشتقة، التي يبدو أنها اكتسبت زبائن كثر من مختلف الفئات العمرية، لاسيما الشباب الذين بات لديهم وعي بأهمية الاستهلاك الطبيعي والابتعاد عن المنتجات المعدلة، التي قد تحوي على مركبات كيماوية خطيرة على الصحة.

في هذا الصدد، أوضحت "ن. حميدة"، بائعة بمحل خاص بالمنتجات الخالية من الغلوتين والمنتجات العضوية، في شارع "خليفة بوخالفة" بالعاصمة، أن إقبال الجزائريين على استهلاك المنتجات العضوية في تزايد مستمر، وذلك راجع إلى تنامي الرغبة في اقتناء الأغذية الخالية من المبيدات الحشرية، والتي تحترم البيئة خلال عملية الإنتاج، ولا تعدل جينيا، مما قد يحول منافعها، لاسيما في هذا الظرف الذي تشهد انتشار العديد من الفيروسات التي لم نكن نسمع عنها من قبل.

من جهته، قال وسيل، بائع خضر وفواكه طبيعية بسوق "علي ملاح"، إنه رغم محدودية نطاق سوق المنتجات البيولوجية بالجزائر، حيث يقتصر على بضع محلات بعدد من البلديات بالمدن الكبرى فقط، إلا أنه يشهد نموا ملحوظا، حيث يتخصص بعض الشباب في تنمية هذه السوق، من خلال البحث عن فرص مشاريع لإنشاء مصانع صغيرة أو التخصص في هذه الزراعة وعرضها على المستهلك. وأضاف أن أسعار هذه المنتجات مرتفع في الخارج، لكن لا تزال في الجزائر معقولة، نظرا لعدم التأثر الكبير بتكنولوجيات التصنيع والزراعة، مما يجعلها سليمة وصحية ونظيفة إلى حد بعيد، لكن هناك من يريدها أكثر عضوية من ذلك، وألا تكون قد مستها أي مبيدات حشرية أو منتجات قد تحولها إلى مواد سامة.

من جهتها، قالت فريال، المختصة في صناعة المربى بفواكه حديقتها الصغيرة، إن الجزائري أدرك بعد أزمة "كورونا"، أن ذوي المناعة الضعيفة يصابون بالامراض بسهولة، ولأن المنتجات العضوية حل لمشاكل صحية، فإن المستهلكين اليوم لا يترددوا في اختيار المنتجات الأكثر أمانا، بالابتعاد قدر الإمكان عن المنتجات المعدلة، والتي تحوي على نسب عالية من المواد الكيماوية والمبيدات، مشيرة إلى أن للأنترنت فضل كبير في نشر الثقافة الاستهلاكية لدى الفرد، وهذا يجعله واعيا بما يجب وما لا يجب استهلاكه. أكد عدد من الزبائن الذين التقتهم "المساء" ببعض تلك المحلات، أن الوعي الصحي يبدأ بما يأكله الفرد، مشيرين إلى أن سلامة صحتنا تنطلق من سلامة ما يحتويه صحننا، فكلما كان خاليا من مواد صناعية كانت اكثر نفعا لصحتنا عامة.