معاهد التكوين بالبليدة تدعو الشباب للاستثمار فيها

تربية الأرانب من المشاريع غير المكلفة والمربحة جدا

تربية الأرانب من المشاريع غير المكلفة والمربحة جدا
  • القراءات: 743
رشيدة بلال رشيدة بلال

تستقطب تربية الحيوانات الصغيرة، خاصة منها الأرانب، اهتمام بعض الشباب من أبناء مدينة الورود ومن خارجها، وهم عادة من الذين يرغبون في التأسيس لمشروع ناجح ومربح، يفتقرون إلى الخبرة اللازمة التي يبحثون عنها في المعاهد التكوينية، وهو ما تطرق إليه كمال الطيب، مدير المعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني للفلاحة وتربية الحيوانات الصغيرة، الكائن ببلدية بوقرة في ولاية البليدة، والذي أوضح أن الاستثمار في تربية الأرانب من الاستثمارات التي لا تزال غير مستغلة، رغم فعاليتها في إنعاش السوق المحلية بهذا النوع من اللحوم. 

أكد مدير المعهد كمال الطيب في حديث خص به "المساء"، على هامش تظاهرة أقيمت مؤخرا، حول آفاق التكوين المهني والتخصصات المتاحة لفائدة المتربصين، أن تخصص تربية الأرانب من التخصصات التي لم تلق اهتماما كبيرا من الشباب للاستثمار فيه، بالنظر إلى تركيز أفراد المجتمع عموما على اللحوم البيضاء، ممثلة في الدواجن، واللحوم الحمراء بين الأغنام والأبقار، في حين ظل الإقبال على لحوم الأرانب شحيحا، الأمر الذي همش هذا الاختصاص.

وحسبه، فإن ما يجهله الشباب وبحاجة لأن يعرفوه، أن أهم ما يميز تخصص تربية الأرانب، أنه من التخصصات المضمونة، بمعنى أن نسبة نجاح المشروع كبيرة، لأن المحلات تفتقر إلى هذا النوع من اللحوم، ناهيك عن وجود طلب عليه من بعض محلات بيع اللحوم، وهي فرصة أيضا للترويج له وحث المستهلك على التنويع في غذائه من اللحوم، لافتا  في السياق، إلى أن ومن بين المميزات الأخرى التي تجعل الإقبال على هذا المشروع الاستثماري مربحا، أن الأرانب من الحيوانات التوالدية، بحيث تشير الإحصائيات إلى أنه سنويا، يمكن الحصول على 60 خرنقا "صغير الأرنب" للأم الواحدة في السنة، مما يعني أن الإنتاج وفير، غير أنه يقول: "من القطاعات التي يتطلب أن تولي له الدولة عناية خاصة فيما يتعلق بالأعلاف"، معتبرا أنها "من الأسباب الأولى التي تجعل المستثمر في هذا المجال يتخوف من ولوج عالم تربية الأرانب" .

من الأسباب الأخرى التي تجعل الإقبال على الاستثمار في تربية الأرانب ضعيفا؛ العادات الغذائية السيئة للمستهلك، حسب ذات المسؤول، موضحا بقوله: "يعتمد المستهلك الجزائري على نوع معين من اللحوم، ويهمل غيرها من اللحوم، بما فيها لحوم الأرانب، رغم غناها بالبروتينات، حيث تقدر النسبة بـ21 بالمائة"، مؤكدا أنها من اللحوم الصحية، لأن محتواه من الدهون قليل، وهو ما يجلب إليه عددا من المستهلكين الذين يعانون من بعض الأمراض المزمنة، خاصة ما تعلق منها بالكوليسترول، ناهيك عن غناه أيضا بالمعادن، معتبرا أن "تربية الأرانب من المشاريع الاستثمارية الناجحة التي يجري الترويج لها من خلال الحث على ولوج هذه التخصصات، عن طريق تحفيز المستثمرين من فئة الشباب على التكون فيها، والحصول على خبرة علمية وميدانية تساعدهم على التحكم فيها وإنعاش السوق بها"، مشيرا إلى أن أهم علاج لنقص البروتينات الحيوانية في الجزائر موجود في لحوم الأرانب، ولعل هذا من الحلول الأقل تكلفة، ويتطلب دعم الدولة له٫.