لمعالجة مشاكل التحصيل لدى المتمدرسين

تربصات نفسية للمعلمين

تربصات نفسية  للمعلمين
  • القراءات: 770
❊رشيدة بلال ❊رشيدة بلال

تعتبر الصحة في الوسط المدرسي من المواضيع المعاصرة التي تحتاج إلى اهتمام، بالنظر إلى دورها في التكفل بالمشاكل الكثيرة التي يعاني منها المتمدرسون، خاصة الخجل، العدوانية، فرط الحركة والخوف، والتي تؤثر على تحصيلهم الدراسي. انطلاقا من كل هذه المعطيات، ارتأت خليدة يعلاوي، الأخصائية في أمراض اللغة والتواصل أن تشارك في الملتقى الوطني الثامن حول "الصحة والمجتمع" في جامعة الجزائر، بمحاضرة حول "الممارسات الوقائية للصحة النفسية في الوسط المدرسي"، للفت انتباه وزارة التربية إلى ضرورة الاهتمام بالصحة النفسية للمتمدرسين قبل وخلال مرحلة التمدرس.

في معرض حديثها لـ"المساء"، أشارت المحاضرة على هامش أشغال الملتقى، إلى أن سبب اختيارها لموضوع الصحة النفسية هو وقوفها على جملة المشكلات التي يعاني منها التلاميذ، و أثرت بطريقة أو بأخرى على تحصيلهم الدراسي، وهو ما تعكسه نتائجهم الدراسية وتضرب في الإطار بعض الأمثلة عن عدد من المشكلات المنتشرة بصورة عامة وسط التلاميذ، ومنها؛ الخوف، الخجل، الكآبة، فرط الحركة والعدوانية، التي لها تأثير سلبي على التحصيل الدراسي، في غياب تكفل نفسي يكون فيه للمعلم دور بارز.

عن دور المعلم في التكفل بهذه المشكلات النفسية، ترى محدثتنا أن المعلم اليوم مطالب بالقيام، إلى جانب دوره التربوي، بالدور النفسي، من خلال الكشف عن المشكلات النفسية للمتمدرسين لديه، مشيرة إلى أنه كلما كان الكشف مبكرا، كان من السهل التكفل بمن يعانون من هذه المشكلات، خاصة الخجل الذي يعتبر من أكثر المشاكل انتشارا بين المتمدرسين، من ناحية، ومن جهة أخرى تقول "المعلم بعد الكشف، مطالب أيضا بالتبليغ عن الحالة إما للمختص النفساني إن وجد بالمؤسسة التعليمية، أو الأولياء ليتكفلوا بعلاج المشكل الذي يعاني منه ابنهم"، "خاصة و أن التلاميذ اليوم يخضعون للتقييم المستمر ولمثل هذه المشكلات، وتحديدا الخجل، وهو ما يؤثر على تحصيلهم الدراسي".

ردا عن سؤالنا حول افتقار المعلمين لتكوين في المجال النفسي، وتركيزهم فقط على الجانب البيداغوجي، أشارت محدثتنا إلى أن المشكل المطروح، يتمثل في عدم اهتمام المنظومة التربوية بتكوين الأساتذة في المجال النفسي الذي يعتبر غاية في الأهمية، وبالمناسبة تقول "أهم توصية أرفعها إلى وزارة التربية؛ ضرورة لعب المدرسة دورها في تعزيز الصحة النفسية، من خلال إخضاع المعلمين إلى تكوينات في مجال الصحة النفسية أو المختصين النفسانين في المنظومة التربوية، "مشيرة إلى أن الأمر لا يتوقف عند الطور الابتدائي، إنما ينبغي أن تبدأ عملية الكشف المبكر على مستوى الروضات وفي مراحل التعلم ما قبل التمدرس، للتسريع في التكفل بكل حالة قبل أن تتحول إلى حالة مرضية.    

و أرجعت الأخصائية مختلف المشكلات النفسية التي يعاني منها الأطفال،  إلى عدة عوامل اجتماعية وثقافية، وكذا التنشئة الاجتماعية، فمثلا، قد يرجع الخوف إلى عدم شعور الابن بالحماية بسبب غياب دور الأب، تقول "لذا نجد بعض الأطفال يرفضون الخروج إلى الشارع بسبب شعورهم بالخوف، نفس الحال بالنسبة للطفل العدواني الذي عادة ما يكون تصرفه انعكاسا لما يعيشه في أسرته، أو الطفل الخجول نتيجة عدم وجود التواصل في الأسرة، فكل هذه المشاكل النفسية تحتاج إلى علاج، وللأولياء والمعلم دور هام في معالجتها حتى لا تتطور إلى حالات مرضية".