بفضل الحملات التحسيسية المكثفة لمحاربة السمنة

تراجع ملحوظ في استهلاك المشروبات الغازية والسكريات

تراجع ملحوظ في استهلاك المشروبات الغازية والسكريات
حسان منوار، رئيس جمعية "الأمان" لحماية المستهلك
  • القراءات: 838
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

أكد حسان منوار، رئيس جمعية "الأمان" لحماية المستهلك، أن استهلاك المشروبات الغازية والسكريات تراجع بشكل ملحوظ خلال هذه الفترة، مشيرا إلى أن أرقام مبيعات مختلف المصانع المنتجة لتلك المشروبات سجل تراجعا كبيرا، نظرا للوعي الكبير الذي بات ينتشر وسط المجتمع، بفضل الحملات التحسيسية والتوعوية عن مخاطر تلك المشروبات، بسبب نسبة السكريات العالية التي تحتويها، والتي تعد سكريات معقدة يصعب تحريرها كطاقة.

تكافح الجزائر كغيرها من الدول الأخرى، جاهدة للقضاء على الاستهلاك المفرط للمشروبات الغازية، والعصائر الغنية بالسكريات، والتي يعتبرها الخبراء والأطباء السبب الرئيسي في الإصابة بالعديد من الأمراض، على رأسها السكري بنوعيه، والسمنة، إلى جانب مشاكل صحية أخرى تتعلق بزيادة الوزن، لكن رغم كل تلك المحاولات التي كانت على شكل حملات تحسيسية، وضرائب مفروضة على تلك المنتوجات أو على المواد الأولية لها، أو غيرها من السياسات التشجيعية لنقص استهلاك السكريات، وعلى رأسها المشروبات المحلاة، لكن دون الحصول على نتيجة تذكر.

قال المتحدث، إن الجزائر عملت جاهدة طيلة سنوات عديدة، لاسيما خلال الخمس سنوات الأخيرة، على تشديد الحملات التحسيسية التوعوية، التي تحث على استبدال تلك السكريات بمنتجات غذائية أكثر فائدة على الصحة، على غرار الفواكه الطازجة، والإكثار من استهلاك الماء، فضلا على حث الفرد على تبني نظام غذائي صحي متزن، يضمن سلامة الجسم وصحته.

ذكر المتحدث أن من أكثر الأمراض التي تسببها السكريات؛ السمنة، التي تصيب في الجزائر 18 بالمائة من أطفالنا، بسبب النظام الغذائي السيء الذي يتبعه هؤلاء في أكثر مراحل نموهم أهمية، إذ أن الاستهلاك الزائد للمشروبات الغازية، لا يمد الجسم فقط بكميات عالية من السعرات الحرارية، إنما يعمل على تحفيز الشهية، وهو ما يؤدي إلى استهلاك أكثر للوجبات، بالتالي التهديد بالإصابة بالسمنة، فزيادة تناول السكريات البسيطة التي تحويها المشروبات الغازية، ترفع من مستويات السكر في الدم بشكل سريع ومؤقت، مما يحفز الشعور بالجوع، إلى جانب الإصابة بالسكري بنوعيه، بسبب ارتفاع نسبة السكر في تلك المشروبات، والتي تقلل من حساسية الأنسولين، وعندها يصبح الجسم أقل حساسية للأنسولين، تبدأ مستويات الجلوكوز بالارتفاع، ويتعرض الشخص للإصابة بالسكري.

في هذا الصدد، ثمن المتحدث الوعي الذي يتحلى به اليوم المستهلك الجزائري، والذي استبدل الكثير من عاداته الغذائية بعادات أكثر وعيا، حفاظا على صحته، كالتقليل من الاستهلاك المفرط للسكريات، معربا عن أمله في رصد نتائج جديدة عن إصابات بداء السكري بنسبة متراجعة، كل هذا، حسبه، بفضل الحملات التحسيسية المكثفة التي كانت ولا يزال ينظمها خبراء الصحة، والجمعيات الناشطة التي مفادها الوقاية من أمراض مزمنة تعقد الحياة.

في الأخير، أشار منوار إلى أنه من جهة أخرى، ارتفع استهلاك الماء وسط المجتمع، حسب الأرقام التي تشير إلى ارتفاع الطلب على هذه المادة في المحلات، وهذا دليل آخر على انتشار وعي الغذاء الصحي لدى الكثيرين، وهو ما يعتبر من الخطى العظيمة في مجال مكافحة العادات الصحية السيئة والمضرة، أملا في مواصلة تلك الحملات وتشديدها، لأن المهمة تبقى متواصلة مع الأجيال القادمة.