تكاتف الجهود وارتفاع درجة الوعي عند الأولياء

تراجع محسوس في تجارة المفرقعات ودعوة إلى تقنينها

تراجع محسوس في تجارة المفرقعات ودعوة إلى تقنينها
  • القراءات: 1408
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

عرفت الجزائر تراجعا ملحوظا وتقلّصا محسوسا في تجارة المفرقعات خلال احتفالات المولد النبوي هذه السنة، وهي نتاج جهود مكثفة لمصالح الأمن والرقابة، التي شدّدت قبضتها ودرجة الوعي التي اكتسبها الأولياء بفعل التجارب المريرة التي مر بها غيرهم، والرسالة التي تبنّتها وسائل الإعلام والدور الفعال الذي لعبه المجتمع المدني في العملية التحسيسية، التي تحوّلت إلى تقليد يسبق المناسبة، وحملت تحذير الأولياء وحتى تخويفهم من النتائج الكارثية، التي أصبحت تخلّفها المفرقعات من عيون مفقوءة وأصابع مبتورة. كما سعت الجمعيات و المراكز الثقافية لإحياء مولد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم؛ بغرس مجموع القيم والأخلاق الحميدة التي جاء بها المعلّم عليه الصلاة والسلام لنجاة الأمم، من خلال «أسبوع القيم» الذي سطرته جمعية «جزائر الخير»، والمحاضرة القيّمة التي ألقاها الإمام موسى مرزوق بالمركز الثقافي الإسلامي، حول المنة والرحمة المهداة من رب العالمين، إمامنا ونبينا محمد عليه أزكى الصلوات والتسليم.وعمدت «المساء» من خلال هذا الملف، إلى جمع آراء المختصين حيال الظاهرة، وكيف يجب أن تكون الاحتفالية، خاصة أنّ لغة الأرقام تشير إلى التبذير الفظيع الذي يعرفه الاحتفال بالمفرقعات، حيث يُحرق خلال يومين ما لا يقل عن 5 ملايير دينار، حسبما أكد الخبير الاقتصادي مسدور، في حين دعا الحاج الطاهر بولنوار، رئيس الجمعية الوطنية للتجار، إلى تقنين تجارة بيع المفرقعات؛ من خلال تغيير النصوص القانونية وتقنين تجارتها بشروط.  

 

الإمام موسى مرزوق لـ «المساء»: محمد»ص» منّة الله والرحمة المهداة للعالمين 

تحدّث الإمام موسى مرزوق لـ «المساء» عن المحاضرة التي نشطها بالمركز الثقافي الإسلامي بمناسبة المولد النبوي الشريف، والتي حملت عنوان «المنّة الكبرى ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم»، والتي ارتكزت على الآية العظيمة في سورة آل عمران في قوله عز وجل: «لقد منَّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم  يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلّمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين».

يقول الإمام مرزوق شارحا معنى الآية الكريمة التي حملت في طياتها كرم الله على عباده ورحمته بهم وكيف أخرجهم من الظلمات إلى النور: «في هذه الآية يمتن الله على عباده المؤمنين بأن بعث فيهم رسولا من أنفسهم؛ أي يعرفونه  ويعرفون نسبه الشريف وأخلاقه قبل أن يُبعث؛ فقد نشأ بينهم، وعرفوا سيرته وما تحلى به «ص» من الخلق الرفيع والمعاملة التي عرفها كل الناس عنه حتى لُقب بالصادق الأمين. ويوضح الإمام معنى الآية الكريمة: «إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم»، فالتلاوة معناها القراءة والاتباع، فهو كان يقرأ على أمته آيات الذكر الحكيم التي أُنزلت، ويقوم بشرحها للصحابة. وللتزكية معنيان؛ أي يطهرهم من سفاسف الأخلاق والرذيلة، ويزكيهم من النماء؛ أي يدلهم ويحثهم ويدعوهم  إلى مكارم الأخلاق وفضائلها وحسنها، فجمع لهم بين التحلي بالأخلاق الفاضلة والتخلي عن السيئة، وبهذه الصفات يمكن للإنسان أن يصل إلى الكمال البشري.

ويضيف الإمام شارحا أن التعليم والتربية اللذين جاء بهما النبي (ص) لأمته لكونه هاديا ومعلّما وبشيرا وداعيا، كما قال تعالى عنه: «وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا» وقوله عز وجل: «لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلّمهم الكتاب والحكمة»، فالكتاب هو القران الكريم، والحكمة هي السنّة النبوية، وهذان المصدران حويا كل من فيه الدعوة إلى الخير والتحذير من كل ما هو شر. وقال عز وجل في محكم التنزيل: «ما فرّطنا في الكتاب من شيء». وقال تعالى: «ونزّلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين». وقال عز وجل: «يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون»؛ بمعنى أن هذا الكتاب الهادي والسنّة النبوية يستضيء بهما المرء في حياته، وبهما يحيا حياة طيبة. وقال تعالى في وصف الكتاب والنبي (ص) في أواخر سورة الشورى: «وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا»؛ فالقرآن والرحمة المهداة  روح ونور وحياة، والإنسان يحتاج للنور ليبصر به الطريق، ويحتاج للحياة  الطيبة والسعيدة حتى لا يتخبط في الظلمات؛ مصداقا لقولة تعالى: «أَوَمن كان ميتا فأحييناه  وجعلنا له نورا يمشي به في الناس»؛ فهو يحمل نورا يستفيد منه الجميع ويدعو إلى ما فيه الخير في المجتمع بين العائلات والجيران والمواطنين وكل ما فيه الخير للبلاد والعباد، وهذا النور موجود بين أيدينا، والقرآن الكريم من نعم الله، وهو منّة، والله يذكّرنا بأن هذا الرسول جاء بهذه الخيرات؛ «يتلو عليهم الكتاب والحكمة». وقد كان العرب والناس عموما من قبل في ضلال مبين، إذ كان الإنسان الذي كرمه الله، يخضع للحجر، وكان حول الكعبة 360 صنم، ومع مجيء الإسلام أصبح يعبد الله الذي خلقه. كما حرر الإسلام المرأة وكرمها، حيث يعرض القرآن حالها قبل البعثة وكيف أصبحت؛ قال عز وجل: «وإذا بُشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودّاً وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بُشر به»، وهو بُشر ببنت لعلها تكون بهجته وفرحته. ولما جاء الإسلام رفع قيمة ومنزلة المرأة كما جاء في الآية الكريمة: «من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينَّه حياة طيبة».

ويواصل الإمام بالشرح والتفصيل «: فالنبي جاءنا بهذه الخيرات التي هي نور وحياة وهدى ورحمة؛ قال عز وجل عن نبيه صلى الله عليه وسلم: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين». ومضمون الرسالة التي بعث بها أنها هدى وعلم نافع وعمل صالح، ودعوة إلى الخير ورحمة؛ فالمجتمع الذي كوّنه النبي، عليه الصلاة وأزكى التسليم، كله تآلف، فالصحابة الذين رباهم الرسول، عليه الصلاة والسلام، كانوا «كالجسد الواحد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»، نسأل الله تعالى أن يمن علينا باتباع هذا الرسول؛ فقد شرّفنا الله عز وجل بأن جعلنا من أمته، ونسال الله الأمن والأمان لمجتمعنا وسائر بلاد المؤمنين».

استعمال الألعاب النارية والمفرقعات ... وزارة الصحة تحذّر من المخاطر

حذّرت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، أمس الأربعاء، من الحوادث الخطيرة التي قد تنجم عن استعمال الألعاب النارية والمفرقعات الذي تزداد وتيرته مع حلول المولد النبوي الشريف، مذكرة بأنّ هذا النوع من الممارسات قد يودي بحياة الأفراد ويحول الاحتفال إلى مأساة. وفي بيان لها تلقت «المساء» نسخة منه، وجهت وزارة الصحة سلسلة من النصائح بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف الذي سيتزامن مع نهاية الأسبوع الجاري، حيث جدّدت تذكيرها بأنّ المواد النارية كالمفرقعات والصواريخ والقذائف وغيرها، قد تتسبب في حوادث خطرة تهدد سلامة الأشخاص.

ومن بين الأخطار التي تنطوي عليها الألعاب النارية، الحرائق والصخب الناجم عن انفجارها، الذي قد يؤدي إلى إتلاف السمع، فضلا عن آثاره السلبية على راحة الأفراد (القلق والإزعاج)، خاصة بالنسبة للمسنين والمرضى والحوامل والأطفال. وقد يتسبّب هذا النوع من الألعاب في إصابة الأشخاص الذين يتعاملون مباشرة مع هذه المواد الحارقة، أو في إلحاق الضرر بالآخرين، إذ قد ينجم عن ذلك فقدان الأصابع أو الإصابة بالعمى، علاوة على الحروق شديدة الخطورة، التي غالبا ما تصيب الأصابع والأذرع والأعين والوجه، وهو «ما قد يجعل من العودة إلى الحياة الطبيعية أمرا مستحيلا» بالنظر إلى أن الحروق من الدرجة الثانية والثالثة قد تكون مرفقة بوقوع تشوهات، يضيف المصدر.

ومن بين أكثر المخاطر التي قد تصيب العين - تتابع وزارة الصحة - الرضوض البصرية مع الإصابات الخطيرة؛ كالتآكل والتقرحات والحروق وانفجار كرة العين وغيرها، مما قد يؤدي إلى تعقيدات وعواقب خطيرة كحصول العمى.  ولفتت الوزارة إلى أن الأطفال والمراهقين يعدّون أكثر عرضة لهذه الحوادث؛ لكونهم «غير واعين بالخطر الذي يتهددهم»، مشدّدة على أهمية قيام البالغين بالانتباه لمن هم أقل سنا.

ن.ج