مع اعتقاد البعض أن زمن كورونا قد ولّى

تراجع كبير في اقتناء مواد التعقيم

تراجع كبير في اقتناء مواد التعقيم
تراجع كبير في اقتناء مواد التعقيم
  • القراءات: 1161
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

كشف مسيّرو عدد من الصيدليات الذين اقتربت منهم “المساء” لمعرفة مدى استمرار اقتناء مواد التعقيم للوقاية من فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19” بعد سنة كاملة من وجوده وسط أفراد المجتمع، كشفوا عن تراجع كبير في اقتناء المواد المعقمة، والتي تُعد أساسية للوقاية والحفاظ على نظافة اليدين؛ بهدف التقليل من خطر الفيروس القاتل.

وفي جولتنا الاستطلاعية بين عدد من الصيدليات في العاصمة، أكد معظم مسيّروها تسجيل تراجع كبير في اقتناء هذه المادة، في حين أرجع البعض الآخر، الأمر إلى أن الكثيرين يفضلون اقتناءها من محلات المواد الغذائية، بعدما أصبحت منتشرة في جميع المحلات والمساحات التجارية بأحجام مختلفة، فيما فسر البعض هذا التراجع بتراخي الجهود المبذولة للوقاية من الفيروس.
وفي هذا الصدد قالت نفيسة بوخلدة، صيدلانية بالعاصمة، إن العديد من أفراد المجتمع تراجعوا في حماية ذواتهم؛ لسببين رئيسين، أولهما شعورهم بالملل من روتين لم يعتادوا عليه، وهو تعقيم اليدين بين الفينة والأخرى، وبعد ملامسة أي سطح قد يكون ملوثا أو حاملا للفيروس، في حين فئة أخرى استنزفتها تلك المصاريف، وفضلت بعد سنة كاملة، اتخاذ تدابير أخرى للوقاية؛ حفاظا على الجيب. وأضافت الصيدلانية على غرار ما كشفته باقي الصيدليات التي دخلتها “المساء”، أن محلها كان في المرحلة الأولى يسجل توافدا منقطع النظير على اقتناء سائل التعقيم أو مادة الكحول؛ إذ لم يكتف البعض بالهلام المعقم، فكان يضيف الكحول لفعاليته أكثر في اعتقاده. وكان بعضهم، على حد تعبيرها، لا يمر أسبوع واحد إلا ويعودون، مرة أخرى، لاقتناء قنينة جديدة، مشيرة إلى أن ذلك دليل قاطع على الاستعمال المتكرر والمنتظم للجيل؛ للوقاية من الفيروس، حيث كان ملاحَظا أن الناس يستعملونه بشدة وبعد كل تصرف، بعيدا عن نطاقهم الضيق؛ أي بعد ملامسة باب السيارة، والصعود في وسائل النقل العمومي، والنزول منها، ودخول محل، وحمل النقود، والخروج من المحل، وقبل الأكل وبعده... وما إلى ذلك، إلا أن الأمر اليوم تراجع، بعد أن كادت تلك السلوكات تصبح عادة. وأردفت قائلة: “من جهة أخرى، يبدو أن تسجيل انخفاض في حالات الإصابة في الآونة الأخيرة بعد الجهود الجبارة التي أُنجزت في هذا الباب لاحتواء الفيروس والقضاء عليه، جعل البعض يعتقد أنه تم القضاء على كورونا في الجزائر، خصوصا أن الإعلام لم تعد حملاته مكثفة بنفس الصورة التي كانت عليها قبل فترة”، وهذا أمر قالت إنه طبيعي، لكنه خطير على الصحة العمومية؛ “لأن نظافة اليدين وتعقيمهما أمر لا بد من تبنّيه حتى بعد زوال “كوفيد 19”، على اعتبار أن الفيروسات المنتشرة بيننا لا تُعد ولا تحصى.. “ولا بد من البقاء دائما يقضين، لتبقى الوقاية خيرا من العلاج”، تؤكد المتحدثة.
ودعت الصيدلانية إلى أهمية تبنّي تلك السلوكات الوقائية، وحث الأطفال على حملها؛ من خلال مواصلة حملات التوعية والتحسيس، لتكون لدينا تلك الثقافة الصحية، التي بفضلها اليوم، تم تسجيل تراجع في بعض الأمراض الموسمية الأخرى، على غرار الأنفلونزا؛ فالكمامة الواقية والجيل المعقم أمران أثبتا فعاليتهما في تخفيف الإصابة، ودليل ذلك عدم إصابة الكثير من الأشخاص عند احترامهما تلك المعايير الوقائية.
وفي الأخير شددت نفسية بوخلدة على أهمية حسن اختيار الجيل المعقم، وعدم اقتنائه من الشارع أو الأسواق، مضيفة أن البعض ممن غاب عنهم الضمير المهني، تجرأوا على الغش في إنتاج المعقمات والمواد المطهرة؛ إذ تحوي نسبا ضئيلة جدا من الكحول المعقم، وبالتالي لا تُعد فعالة في تعقيم اليدين، وهذا من أجل طرحها في السوق، وتحقيق أرباح هائلة، موضحة أن هناك أنواعا أخرى لمخابر ذات سمعة جيدة مسوقة بكل الأسعار والأحجام، التي يمكن اقتناؤها وحملها عند الخروج من البيت، لضمان استعمالها والوقاية، ولو نسبيا، من الإصابة بالفيرس الذي يُعد قاتلا إلى حد الساعة.