بسبب غلائها

تراجع الإقبال على "الزلابية" وتعويضها بالفواكه الموسمية

تراجع الإقبال على "الزلابية" وتعويضها بالفواكه الموسمية
  • القراءات: 689
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

 تراجعت صناعة "الزلابية" و«قلب اللوز" بشكل ملحوظ خلال السنوات القليلة الماضية، ويعود سبب ذلك حسب بعض صانعي تلك الحلوى، إلى تزامن شهر رمضان وفصل الصيف، الموسم الذي يتوجه فيه تركيز الصائم نحو المواد الغذائية المرطبة كالعصائر والفواكه الموسمية الغنية بالمياه والألياف، مشيرين إلى أن كمية "الزلابية" المستهلكة في اليوم الواحد أصبحت لا تتعدى 60 كلغ بعدما كانت سابقا تباع في اليوم الواحد ثلاثة أضعافها.

تنتعش تجارة بيع الحلويات التقليدية خلال رمضان المبارك، إذ تعرض المحلات أنواعا معينة من الحلويات، منها "قلب اللوز" و«الزلابية" اللصيقتان برمضان إلى حد بعيد، حيث يفرض هذا النوع من الحلويات التقليدية نفسه بشدة وسط مجموعة كبيرة من أنواع الحلويات التقليدية المستوردة بين التركية والسورية.

وفي هذا الخصوص، تحدثت "المساء" إلى سامي جمال، صانع "الزلابية" التقليدية الذي قال بأنه رغم مكانة "الزلابية" على الموائد الرمضانية إلا أنها سجلت بعض التراجع في الكمية المستهلكة من طرف الجزائريين، نظرا لارتفاع سعر المواد الأولية، حيث يصل سعر "الزلابية" العادية إلى 280 دينارا للكيلوغرام الواحد، و85 دينارا لحبة قلب اللوز محشي، الأمر الذي يدفع البعض إلى الامتناع عن اقتناء تلك الحلويات وتفضيل اقتناء بدلها الفواكه الموسمية الطبيعية التي تكون أقل تكلفة.

كما أضاف المتحدث أن شهر رمضان لم يعد شهر انتعاش بالنسبة لباعة الحلوى التونسية الأصل، كما كان في عهد سابق، نظرا لغلاء المواد الأولية خصوصا أنه يتم استهلاك كمية كبيرة منها، ويصبح هامش الربح جد قليل، يقول: "بالنسبة لمادة الزيت نستعمل ما يزيد عن 65 دلوا بحجم 5 لترات في الأسبوع الواحد، أي 325 لترا من الزيت، وهي كمية هائلة تستدعي ميزانية خاصة". 

ركود النشاط في السنوات القليلة الأخيرة دفع صاحب المحل إلى ضرورة التخلي عن بعض العمال الذين كانوا ينشطون بعدد لا يقل عن 10 إلى 15 عاملا لاحتواء ذلك الإقبال الهائل على شراء "الزلابية" ومختلف الحلويات التقليدية الرمضانية، يقول المتحدث، مشيرا إلى أنه بات صاحب المحل يكتفي بتشغيل من ثلاثة إلى أربعة عمال لتغطية الطلبيات بين الطهي وتحضير العجائن والبيع وغيرها..

ورغم تأسفه لتراجع استهلاك "الزلابية"، إلا أن سامي أبدى من خلال حديثه لـ”المساء"، استعداد محله لاستقبال شهر رمضان المعظم، ولعل تلك التحضيرات تعد عادية بالنسبة له خصوصا أنه نفس النشاط الذي يمارسه على مدار السنة، فهي نفس التحضيرات من مواد أولية مقتناة وتنظيف للمحل.