دليلة ميموني حرفية في الفن العجمي والزخرفة الإسلامية

تراث وإبداع الجزائر يبرز من خلال المعارض الدولية

تراث وإبداع الجزائر يبرز من خلال المعارض الدولية
دليلة ميموني حرفية في الفن العجمي والزخرفة الإسلامية رشيدة بلال
  • 777
❊ رشيدة بلال ❊ رشيدة بلال

تكشف لنا الحرفية دليلة ميموني، مختصة في الفن العجمي والزخرفة الإسلامية والخط العربي على الألواح والسيراميك والزجاج في هذا اللقاء، عن مشاركتها مؤخرا، في معرض الصناعات التقليدية بجنوب تونس، أين مثلت الجزائر أحسن تمثيل، وعن شغفها لهذا الفن الذي رغم صعوبته، تمكنت من إتقانه والتحكم في أسراره.

بداية، حدثينا عن مشاركتك مؤخرا في معرض الصناعات التقليدية بتونس؟

❊❊ كان لي شرف المشاركة مؤخرا في معرض الصناعات التقليدية بمهرجان الحامة الدولي ومدينة الحامة بتونس، بهدف عرض كل ما أقوم به في وطني،  وتحديدا في ولاية برج بوعريريج، حيث سعيت إلى عرض ما أبدعته في مجال تخصصي كحرفية في صناعة التحف الفنية، وتجسيد الخطوط العربية والزخرفة الإسلامية. حاولت قدر الإمكان إعطاء صبغة مميزة لأعمالي، من خلال النحت على التحف الفنية وعلى السيراميك والخشب والزجاج، وتجسيد اللوحات المستوحاة من الفن والزخرفة الإسلامية بكافة أنواع الخطوط في قالب جذاب.

كحرفية، ماهي الإضافة التي تقدمها لك المشاركة في المعارض الدولية للحرفي؟

❊❊  من خلال المشاركة في مثل هذه المعارض، أهدف في المقام الأول إلى تمثيل بلدي في المحافل الدولية والمهرجانات، وإبراز ما تزخر به الجزائر من تراث وإبداع، وفي المقام الثاني، توصيل مهنتي في مجال تخصصي في الثقافة الإسلامية لإحياء التراث الإسلامي، وثالثا التشجيع على إرساء ثقافة استهلاك المنتوج اليدوي الحرفي المحلي الذي أضر به في السنوات الأخيرة المنتوج المقلد.

هل تكتفي الحرفية ميموني بمشاركاتها في المعارض للترويج لحرفتها؟

❊❊ في الحقيقية، أميل كحرفية، إلى التواصل المباشر مع المستهلك، من خلال المشاركة في المعارض المحلية والدولية، لأنها في اعتقادي، أسهل طريقة للترويج،  وتظل الأنترنت التي أصبحت تغزو كل المجالات، من الوسائط التي يمكن الاستعانة بها للعرض لا للتعليم، لأن الحرفة التي تخصصت فيها لا يمكن تعلمها على الفضاء الافتراضي، الذي يمكن أن يتحول ـ في رأيي ـ إلى فضاء للتقليد  والإساءة لأعمالنا كحرفيين.

حدثينا عن سر اختيارك لهذه الحرفة؟

❊❊ ولجت عالم الحرف التقليدية كهاوية في أول الأمر، لأن تخصصي الجامعي في  الإعلام الآلي وتكنولوجياته، ووقع اختياري على الزخرفة التي رغم صعوبتها، تعلقت بها وكنت مصرة على تعلمها، حيث بدأت أبحث عن أصول هذه الحرفة،  وتدريجيا طورت قدراتي في مجال الفن العجمي والزخرفة الإسلامية، واليوم وبعد أن تحكمت في الحرفة، أصبح بإمكاني إبداع تحف فنية فريدة من نوعها.

ـ يعزف البعض عن ولوج عالم الحرف لضعف العائد المالي، ما تعليقك؟

❊❊  العمل اليدوي يحتاج إلى الكثير من الجهد اليدوي والتعب الفكري والعضلي، بالتالي لا يمكن تعويضه ماديا، وعليه لابد من التضحية لنتمكن من توصيل رسالتنا، لأن العائد المادي ـ في اعتقادي ـ مسألة رمزية فقط، بالتالي الحرف يفترض أنها مجال فني ثقافي، وليس تجارة، بهدف تكوين ثروة، ومن ثمة لابد من تصحيح الأفكار المغلوطة حول الحرف عموما، من خلال تشجيع الحرفيين.

ـ ما هي الصعوبات التي واجهتك لتعلم هذه الحرفة؟

❊❊ الفن العجمي يتطلب نوعية رفيعة من الدهانات والألوان الزيتية، حتى تكون نوعية الخط جيدة على اللوحة المنتقاة، سواء كانت من السيراميك أو من الزجاج أو غيرها، طبعا حتى تعمر طويلا، وعليه، يجب علينا بيع منتجاتنا حتى نتمكن من اقتناء المواد الأولية، وهي أساسية لاستمرار هذا النوع من الفنون، والتي تشكل أكبر عائق لنا. بالمناسبة، حبذا لو تدعمنا الدولة حتى نقدم أكثر بهذه الحرفة التي تشهد تراجعا كبيرا في الآونة الأخيرة. 

ـ هل من كلمة أخيرة؟

❊❊ بودي توجيه ندائي للجهات المعنية من أجل الاهتمام بالصناعات الحرفية، ولعل أكثر ما يحتاجه الحرفي، التشجيع حتى يبدع، وعندما يطور ويساهم في إنعاش السياحة التي بدورها تجلب المال ـ طبعا ـ وتطور الاقتصاد بشكل مباشر،  فنحن نملك كل المقومات لكي نكون بلدا سياحيا بامتياز، لأن الأصل في السياحة، الحرف والصناعات التقليدية، وعندما نهتم بها فإن السياحة حتما ستنجح.