مبادرة تطوعية بيئية أطلقها شباب تلمسان

تدوير البلاستيك مقابل غرس الأشجار

تدوير البلاستيك مقابل غرس الأشجار
  • القراءات: 1900
❊ نور الهدى بوطيبة ❊ نور الهدى بوطيبة

بادرت مجموعة من أعضاء جمعية كوليبري فير بولاية تلمسان (في طور الاعتماد)، والذي يعني اسمها طائر الطنان الأخضر، إلى تنظيم قافلة ولائية لجمع القارورات البلاستيكية، بهدف بيعها لمؤسسات إعادة الرسكلة وتدويرها، مقابل شراء شجيرات وغرسها في مناطق مختلفة بالولاية.

 

ارتأى المقبلون على هذه المبادرة الصديقة للبيئة من خلال عمليتهم، الجمع بين قضيتين مهمتين، أولهما القضاء على البلاستيك المنتشر في الأحياء ويعتبر تهديدا للطبيعة، رغم أنه ثروة حقيقية في حالة معرفة استغلاله، بإعادة تدويره، واستخدامه في صناعة منتجات أخرى ذات الاستعمال اليومي. أما الهدف الثاني من العملية، فيتمثل في إعادة تهيئة أحياء ولاية تلمسان، من خلال غرس الأشجار وتزويدها بكثافة نباتية.

أوضح أصحاب المبادرة، أن العملية تنقسم إلى ثلاث مراحل في الأسبوع، حيث يتم كل يوم سبت، جمع القارورات البلاستيكية من الساعة الثامنة صباحا إلى الواحدة بعد الزوال، ثم يتم اقتناء الشجيرات من المشاتل، وفي اليوم التالي من الأسبوع، يُختار حسب إمكانية المشاركين، يتم غرس تلك الشجيرات في أماكن يُتفق عليها مسبقا.

يشارك في هذه العملية البيئية مختلف شرائح المجتمع، حسب أحد أعضاء المشاركة طوعا في العملية، حيث أشارت ك.س إلى أن الأبواب مفتوحة لكل راغب في الانضمام إلى العملية، من أطفال ومتمدرسين وشباب، ولإنجاح العملية، لابد من مشاركة أكبر عدد ممكن من المواطنين لجمع أكبر قدر ممكن من القارورات، وغرس أكبر عدد من الاشجار.

أضافت أن العملية، حسب المشاركين، تتطلب انتشار وعي بيئي وسط المجتمع، بمعرفة أهمية إعادة تدوير البلاستيك، وعدم رميه في المهملات، لأنه مادة يمكن استغلالها بدل تهديدها البيئي. أشار هؤلاء المتطوعون إلى أن هذه العملية سوف تعمل أيضا على تعزيز تلك الثقافة، لاسيما بالنسبة للأطفال الذين يعتبرون سفراء الرسالة البيئية، فتوعية الطفل بأهمية المحافظة على البيئة منذ صغره، سوف يكبر على ثقافة حماية البيئة والدفاع عليها.

على هامش تلك المبادرة، تتم عملية التوعية والتحسيس، لاسيما خلال عملية الغرس، حيث يقترب الشباب من الأطفال لتشجيعهم وشكرهم على مشاركتهم في العملية، وتوعيتهم بقيمتهم الكبيرة في المجتمع كقوى إيجابية نشيطة تعمل على رفع التنمية، ومشاركتهم في الأعمال التطوعية الخيرية لفائدة المجتمع.

فيما يخص المناطق التي ستستفيد من عملية التشجير، أشار المشاركون إلى أنها ستمس العديد من مناطق الولاية، بداية ستكون حول المعالم التاريخية، لتثمينها وإعادة الاعتبار الذي تستحقه، وإلى غاية الآن، استفاد معلم القلعة من هذه العملية.

للإشارة، استفاد المتطوعون من تكوين في عملية البستنة وتهيئة الحدائق، لاختيار الأشجار وغرسها وفق الشروط اللازمة من مناخ، بيئة، نوعية الأشجار والتربة، حتى يصلح نموها.