عرفت مدارس التكوين المهني المشاركة بقوة في الصالون الوطني للتكوين المهني المتواصل، الذي أسدل عليه الستار مؤخرا، تردد العديد من الشباب للاستفسار حول كيفية الالتحاق بها، وقد أجمعت أغلب المدارس التي تحدثت إليها "المساء" عن التوجه نحو تخصصي التسيير والتسويق. لعل أكثر التخصصات التي يتجه الشباب الجامعي وخرجو المعاهد إلى طلب التكون فيها بغية الحصول على شهادات تزيد من فرص قبولهم في سوق الشغل، تخصصي التسيير والتسويق، وهو ما أكده ممثل المعهد الوطني للتسيير، السيد طارق، حيث قال: "إن توجه سوق العمل اليوم يميل إلى بعض التخصصات دون غيرها، ويأتي في المقام الأول تخصص التسيير الذي أصبح ذا قيمة في السنوات الأخيرة، فكل الأمور في حياتنا تحتاج إلى تسيير منظم ومهيكل، وبحكم أننا معهد مختص في التسيير فقط، نشهد إقبالا كبيرا على مدار السنة، مشيرا إلى أن أغلب الشباب في الآونة الأخيرة يتجهون إلى إنشاء مؤسسات صغيرة، ولنجاح هذه الأخيرة، لابد من تسطير برنامج تسيير، وهذا يتطلب أن يكون صاحب المشروع مكون في المجال، الأمر الذي يفسر سبب الإقبال الكبير على هذا التخصص في المقام الأول".

ومن جملة التخصصات التي تعرف بدورها إقبالا كبيرا، حسب فلة شتوي أستاذة في مدرسة الأناقة الكبرى للخياطة الجاهزة بباب الوادي، الخياطة الرفيعة التي استقطبت اهتمام الباحثين عن إنشاء مؤسسات مصغرة في مجال اللباس الجاهز، ولعل السبب في التردد على هذه المدرسة التي يزيد عمرها عن 17 سنة، اعتمادها على طريقة إيطالية مبتكرة في التفصيل يحصل المتربص بعد سنتين على شهادة تؤهله إلى فتح مؤسسته الخاصة، مشيرة إلى أن تطلع الوافدين إلى المدرسة اليوم يتجه نحو الانتقال بالخياطة إلى العالمية من خلال اقتحام عالم مصممي الأزياء بالخياطة للمشاهير، على غرار الشباب الذي تحصل على شهادة من مدرستنا، وهو اليوم من أشهر مصممي الأزياء في باريس، وتضيف؛ "نحمل مشروعا نتطلع إلى تفعيله، إن تم تدعيم المدرسة ممثلا في اقتحام السجون لتمكين المساجين من الحصول على شهادات تكوينية". من جهته، كشف عزوز عزوزي، مدير مدرسة تكوين مختصة في الكهرباء والإليكترونيك، أن "المدرسة تشهد إقبالا كبيرا عليها من الشباب، خرجي الجامعات والمعاهد، طلبا لشهادات تكميلية تؤهلهم لاقتحام عالم الشغل بثقة، بحكم أن الجامعات لا تؤهلهم من الناحية التطبيقية، وأن أكثر التخصصات طلبا اليوم، إلى جانب التسيير والتسويق، تخصص الكهرباء المعمارية والكهرباء الصناعية، "ويعلق؛ "لدينا طلب كبير من المؤسسات على هذا النوع من اليد العاملة التي نعمل على تكوينها، إذ بعد انتهاء فترة تربصها تتجه مباشرة إلى سوق العمل".