مختصون يناقشون مشروع "حياة الطفل"

تحقيق الذات يتم من خلال الحافز ومنه النجاح

تحقيق الذات يتم من خلال الحافز ومنه النجاح
  • القراءات: 836
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

ناقش أساتذة جامعيون ومختصون في علم النفس، مشروع "حياة الطفل، المشروع المدرسي، بين الأسرة والمدرسة"، الذي نظّمته أمس، الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث والمرصد الوطني لحقوق الطفل، بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الطفل بحضور أطفال عرضوا مشاريعهم، واحتضنته جامعة الجزائر 3 وافتتحت أشغاله السيدة مريم شرفي المفوضة الوطنية لحماية الطفولة وترقيتها، التي أكّدت أنّ الهيئة تواصل مهامها في حماية الطفولة من خلال الحماية الاجتماعية للأطفال في خطر مع الإعلان عن الخط الأخضر والحماية القانونية للمٌخطر.

قالت السيدة شرفي، عشية الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الطفل، المصادف للعشرين نوفمبر، والذي اختار له صندوق الأمم المتحدة شعار "الأطفال يتولون المهمة ويصنعون المستقبل"، أنّ الجزائر حقّقت الكثير لأطفالها على العديد من الأصعدة، وأصدرت قانون 15-12 لحماية الطفل سنة 2015، المستمد أحكامه من اتفاقية حقوق الطفل التي صادقت عليها الجزائر، مشيرة إلى أنّ مشاركة الطفل في بناء مستقبله ضرورة لأنّه رجل الغد ومستقبل الوطن.

وأضافت شرفي أنّ تعيينها مفوضا وطنيا، جعلها تعمل في مجالين لترقية حقوق الطفل من خلال وضع برامج محلية وطنية مع كل القطاعات الوزارية وكل المتدخلين في مجال الطفولة لترقية الحقوق وحمايتها، إلى جانب العمل على وضع نظام معلوماتي وطني حول حقوق الطفل في الجزائر، بالتنسيق بين جهود المختصين في مجال الطفولة، بغرض حمايتها، على غرار فئة الأطفال في خطر عبر تقديم الحماية الاجتماعية، بما فيها الإعلان عن الخط الأخضر للهيئة الوطنية لحماية الطفولة، موضّحة أنّ اللقاءات المتعددة التي تبرمجها الهيئة على غرار هذا اللقاء، تهدف إلى  ضمان حقوق الأطفال وكذا تعريفهم بها.   

من جهتها، أشارت الدكتورة صبرينة قاهر، نائب رئيس هيئة "الفورام" إلى أنّ هذا اللقاء جاء احتفاء بذكرى موافقة الأمم المتحدة على حقوق الأطفال التي صادقت عليها الجزائر، مؤكدة أن "الفورام" يحاول في كلّ سنة معالجة إشكالية حالية يعيشها الطفل الجزائري، وعرضها للنقاش، قائلة "خلال السنة الفارطة، عملنا للقضاء على مشكل اختفاء واختطاف الأطفال، وهناك تحسّن في وضعية الطفل. وهذه السنة، عملنا بالتوافق مع الشعار العالمي لمنظمة اليونسيف "مشروع حياة الطفل"، حيث سمحنا للطفل بالتعبير بكلّ حرية عن ميولاته، طموحاته وعن اهتماماته، وكلّ ما ينوي اتّخاذه من قرارات في هذا المشروع ليحقّق ذاته، ولهذا  حاولنا من خلال هذا اليوم الإعلامي والتحسيسي إيصال رسالة إلى عامة الأفراد، مفادها أنّ النجاح لا يكون متوقّفا على التحصيل الدراسي والمعدلات، لأنّها في الحقيقة جزء من كلّ مشروع شخصي للطفل".

وضربت السيدة قاهر، مثالا بالبطل الطفل ريان الذي تحدّث عن مشروعه وأبهر الجميع، فرغم أنه برجل واحدة إلاّ أنّه استطاع أن يفكّ ثلاث جوائز وطنية في السباحة، وأن يكون الأوّل على مستوى المتوسطة التي يدرس بها بمعاتقة. وأضافت أنّ هذا الطفل أثبت أن تحقيق الذات يتم من خلال الحافز ومنه النجاح، لهذا فلابد أن نثق في أطفالنا وفي طريقة تطبيق هذه الحقوق ومشاركتهم في كلّ ما يتعلق بهم، وهذا لا يمكن أن يكون إلاّ بإثراء الطفل لمشروعه الشخصي لتحقيق ذاته لكن بشرط أن نجد النضج لدى الطفل.

وأشاد ممثل اليونسيف بالجزائر، بالمجهودات التي بذلتها الجزائر لضمان مجموعة من الحقوق للأطفال على غرار التمدرس والتربية الناجحة، إلاّ أنّه حذّر من الخطر الكبير المحدق بالصغار، والمتمثّل في أخطار الأنترنت التي تسعى اليونسيف من جهتها للتصدي لها.

ونبّه عميد كلية الإعلام والاتصال السيد أحمد حمدي خلال مداخلته إلى أنّ مشروع حياة الطفل بين المدرسة والبيت، يحتاج لوسيط وهو الاتصال بكلّ أشكاله على غرار الاتصال الرمزي، الإشارة واللغوي بين كل الجهات التي يربطها علاقة بالطفل.   

من جهته، أشار ممثل الدرك الوطني إلى أنّ فرق حماية الأحداث يتمثّل دورها في التحسيس والمرافقة في المخيمات الصيفية والمؤسسات التربوية ودور الشباب، بغرض حماية الأطفال من كل الأخطار المحدقة بهم، إلى جانب حمايتهم في العالم الافتراضي من خلال الومضات الإشهارية التي يطلقها الدرك الوطني على مواقع التواصل الاجتماعي.   

وقال ممثل الأمن الوطني في مداخلته إن فرقة حماية الفئات الهشة تعمل بدورها على التوعية والتحسيس، وتمس الآباء والأبناء وجمعيات أولياء التلاميذ على حد سواء، وتسعى لحماية الأطفال من كل الأخطار المحدقة بهم على غرار المخدرات، خطر الأنترنت، مشيرا إلى أن عملية الرقابة للوالدية جد ضرورية لحماية الطفل.