مخاطر ومشاكل البيئة تؤثر سلبا على صحة الأفراد، مما يساهم بشكل كبير في الوقوف كحجر عثرة في سبيل تحقيق التنمية المستدامة المنشودة. "المساء" التقت ببعض الخبراء وتحدثت معهم عن العلاقة الموجودة بين المدينة والصحة والجهود المبذولة في مجال الحفاظ على البيئة في الجزائر.

الدكتور عيساني محمد الطّاهر طبيب مكوّن في الطب البيئي:

انعدام مؤشرات تقييم البيئة الهوائية

يرى الدكتور عيساني أن تبني مشروع المدينة والصحة الذي يعتمد أساسا على التأسيس لمشروع يأخذ بعين الاعتبار الجوانب الاجتماعية والبيئية والصحية، إلى جانب السكان هو الحل الكفيل بتحقيق تسيير أمثل للمدينة، يأخذ بعين الاعتبار الأولويات التي يمكن أن تؤثر على صحة المواطن باعتبار المدينة هي التي تستهلك أكثر صحيا، كما أنها تؤثر على جانب الأمراض المتنقلة عن طريق الحيوانات، مضيفا أنّ مشروع المدينة والصحّة يعبر بصدق عن الانشغالات الأساسية للمواطن التي تعالج من خلال لقاءات متعددة القطاعات على المستوى المحلي، من خلاله يتم إعطاء منهجية وآليات يتم بموجبها تحقيق كل سنة تسيير أمثل للمدينة من الجانب البيئي خاصة، كما قال، فإنّ الوضع في المدن الكبرى جد مترد، إذ يلاحظ تلوّث متعدد الأوجه؛ من تلوث للهواء المرتبط بالحركة الكبيرة للمركبات وكذا الإفرازات الغازية، كما أنّ انعدام مؤشرات تقييم البيئة الهوائية على مستوى هذه الأخيرة زاد الطين بلّة.. إلى جانب التلوث الصوتي والتلوث الناجم عن الحيوانات القارضة خاصة الفئران، إلى جانب وجود الحشرات والباعوض، دون إهمال التلوث المرتبط بالعنف داخل التجمعات السكّانية الكبرى، مشدّدا على ضرورة انتهاج سياسة شاملة تجعل من المدينة خضراء بامتياز.

فيصل لوجاني خبير في البيئة:

متفائل بالبرنامج الوطني للتسيير المدمج للنفايات 

من جهته، أشاد فيصل لوجاني بالبرنامج الوطني للتسيير المدمج للنفايات الذي أطلقته الدولة بداية من سنة 2000، مشيرا إلى أنه وبعد مرور 16 سنة من إطلاق هذا البرنامج، هاهو يعود بالفائدة الكبيرة على الجزائر من خلال المشاريع العديدة التي انطلقت، كمركز الطمر التقني ومراكز تسيير النفايات المنزلية وتسيير النفايات الخاصة وتسيير النفايات الاستشفائية والنفايات الهامدة، دون نسيان مؤسسات الاسترجاع في القطاعين الخاص والعام، مما أدى إلى تسجيل تحسن ملموس في مجال تسيير النفايات الحضرية، دون الحديث عن العديد من مناصب الشغل التي تم استحداثها في كل ولايات الوطن، سواء في القطاع العمومي أو القطاع الخاص.

الأستاذ الدكتور اليامين مزجري مختص في البيئة البحرية:

تبني منظومة التصرف ضرورة 

وعن مدى تأثير النفايات السائلة في المنطقة الصناعية البتروكيماوية بسكيكدة على المحيط الطبيعي لوادي الصفصاف والبحر، فقد قلّل الأستاذ الدكتور مزجري من التأثيرات السلبية التي تحدثها تلك النفايات، من منطلق النتائج الأولية للأبحاث التي أجريت والتي كشفت عن وجود فعلا تأثير، لكن لا يشكل خطورة كبيرة، مضيفا أن الأبحاث التي قمنا بها مكنت من الوصول إلى حقيقة، وهي أن وادي الصفصاف يحمل مادة الزئبق بطريقة طبيعية ناجمة عن مصادر طبيعية مصدرها الجبال المحيطة بوادي الصفصاف، ومنه أكد وجود عوامل طبيعية أخرى تؤثر على الثروة السمكية خارج النفايات السائلة للمنطقة الصناعية البتروكيماوية، منها الظاهرة المناخية (إلينيو) التي تمنع الأسماك من الولوج إلى البحر الأبيض المتوسط، مشددا على ضرورة تبني ما يعرف بنجاعة منظومة التصرف في كل النفايات ومكافحة التلوث ومنه تغيير نمط الإنتاج بالاعتماد على وسائل غير ملوثة.