مساحات العرض لا تغطي احتياجات الحرفيين

تحضر فيها الحرفة ويغيب عنها الحرفي

تحضر فيها الحرفة ويغيب عنها الحرفي
  • القراءات: 789
❊ رشيدة بلال ❊ رشيدة بلال

يقدم بعض الحرفيين صورة سيئة عن حرفهم، قد تكون دون قصد في بعض الأحيان، غير أنها تسيء إليهم بطريقة أو بأخرى، لاسيما إن كان بهدف الترويج للسياحة، وهو ما يعكسه غيابهم في المعارض التي يجري تنظيمها، حيث يجد الزبون أو الراغب في التواصل مع الحرفي صعوبة في الحصول على بعض المعلومات، لأنه غائب عن جناحه، ومن يروج للحرفة مجرد بائع مهمته حفظ أسعار ما يبيعه من حرف تعكس تراثا وهوية.

المتجول في ساحتي البريد المركزي و«أودان بالعاصمة، يقف على التنوع الكبير الموجود في الصناعة التقليدية الجزائرية، حيث تبادر الجهات المعنية في كل مرة إلى تنظيم عدة معارض، لمنح الحرفي فرصة التواصل مع المواطنين والترويج لحرفهم، غير أن الباحث عن الحرفي يصعب عليه الوصول إليه، لأنه ببساطة غائب عن جناحه، وقلة قليلة فقط هي من تقبل التواجد في أجنحتها من أجل الترويج لحرفتها طيلة أيام العرض، بينما الأغلبية همها الوحيد البيع، مما يجعلها تسلم حرفتها لغيرها من أجل البيع، وهو ما يعطي انطباعا بأن الحرفي عبارة عن تاجر يبحث عن الربح لا غير.

لدى تجول المساء ببعض المعارض، صادفت في أجنحة العرض عارضين لا يفقهون في الحرف التقليدية شيئا، وتواجدهم يتلخص في حراسة المعروضات أو البيع، وهو ما جاء على لسان بائعة كانت تروج للصابون الطبيعي، وجدت صعوبة في الحديث عن  مكوناته وفوائده، بل وحتى مرجعه التاريخي، ومن ثمة علقت بالقول، إنها بائعة فقط، في حين كشفت أخرى أنها زميلة لحرفية غابت عن المعرض بسبب انشغالها في الورشة، وكلفتها بتولي مهمة البيع وتوزيع البطاقات التي تحوي بياناتها الخاصة، لمن يرغب في التواصل معها، في حين اكتفى البعض الآخر بوضع البطاقة التي تحوي بياناته في جناحه وأوصى زملاءه من الحرفين بالتكفل بالبيع وتوزيع البطاقات للراغب في التواصل معه.

رغم أن بعض الأجنحة كان يروج لها باعة، فإن أجنحة أخرى، حرص الحرفيون على التواجد فيها وتقديم كل المعلومات الخاصة بالحرفة، بل وذهبوا إلى أبعد من ذلك، إذ فتحوا ورشات تطبيقية لإبراز كيفية صناعة ما يروجون له من حرفة، والمعارض، حسبهم، تظل دائما الفرصة الوحيدة للاحتكاك مع المواطنين والترويج لحرفهم التي تظل حبيسة الورشات. حسب رضا يايسي، رئيس فيدرالية الحرفيين في معرض حديثه مع المساء، فإن عدم تواجد الحرفي في الأجنحة راجع إلى عدم قدرة البعض على التواجد طيلة اليوم بسبب انشغالهم في الورشات، كونهم يبحثون في الأساس عن قوت يومهم، بالتالي قد لا يسمح لهم المعرض بتأمين ما يحتاجون إليه، بالتالي يجدون صعوبة في التواجد طيلة اليوم، هذا من جهة، ومن جهة أخرى أوضح محدثنا أن بعض المعارض لا يتواجد فيها الحرفيون فقط، إنما تتلخص مهمة بعض التجار في شراء المشغولات اليدوية وإعادة بيعها، وهم في حقيقة الأمر ليسوا بحرفيين.

من جانب آخر، أوضح يايسي أن الفيدرالية تحرص دائما على تواجد الحرفيين في الأجنحة عند تنظيم المعارض، وأنها نظمت أكثر من مرة  ورشات مفتوحة  لتمكين الزبائن من التعرف أكثر على الحرف، مشيرا في السياق إلى أن الفيدرالية تسعى في كل مرة إلى تطوير مهارات الحرفي، من خلال تمكينه من دورات تكوينية في مجال الترويج للصناعة التقليدية والتسويق، في انتظار استفادتهم من دورات في مجال اللغات التي تعذر، حسبه، تنظيمها بسبب غياب الدعم، وإن كان هذا التكوين غاية في الأهمية لأن الحرفي يتواصل مع الأجانب، بالتالي لابد له من إتقان بعض اللغات للمساهمة في الترويج للحرفة”.