لمياء قلاتي أخصائية نفسانية بمصلحة جراحة القلب:

تحسين أداء الممرضين مرهون بالمرافقة النفسانية

تحسين أداء الممرضين مرهون بالمرافقة النفسانية
  • القراءات: 1148
رشيدة بلال رشيدة بلال

طرحت الأخصائية النفسانية بمصلحة جراحة القلب، السيدة لمياء قلاتي، إشكالية كيفية تسيير الضغط النفسي بالنسبة للممرضين المتواجدين بمصلحة جراحة القلب من أجل التخفيف من الضغط المهني الذي يعانون منه، حيث ناقشت في ملتقى أقيم مؤخرا بالعاصمة، نتائج ما توصلت إليه في بحثها في مجال تسيير الضغط لحماية فئة الممرضين من الوقوع في فخ الاكتئاب الذي يؤثر سلبا على معاملتهم للمرضى.

تقول المختصة النفسانية  في معرض حديثا لـ»المساء»، على هامش الملتقى، بأنه انطلاقا من الدراسات والمقابلات الميدانية التي أجرتها مع عينة من الممرضين والممرضات العاملين بمصلحة جراحة القلب في مستشفى بالعاصمة، تبين لها أنهم فئة تعاني الكثير من الضغوط التي سرعان ما  تظهر في شكل  معاملة سيئة للمريض، حيث يظهر عليه سلوك «متشنج ولا يبدي رغبة في العمل»، رغم أنه يفترض أن الممرض يحرص كل الحرص على معاملة المريض معاملة جيدة حتى لا يؤثر ذلك على صحته بمصلحة حساسة مثل مصلحة جراحة القلب.

الأعراض التي اشتكى منها الممرضون، حسب الأخصائية النفسانية، بعد المقابلات العينية، هي عموما أعراض فيزيولوجية ناجمة عن التعب، مثل أوجاع على مستوى الظهر وأخرى في الرقبة وحالات الحصر، وهي كلها أعراض تقود إلى الاكتئاب الذي يعتبر من أسوء الاضطرابات النفسانية، ومن هنا يظهر دور الأخصائي النفساني الذي يكون مطالبا بالتدخل ليلعب دوره في المجال الوقائي، مشيرة إلى أن تدخل المختص النفساني يكون من خلال برنامج معرفي سلوكي بالاعتماد على نظريات مهمة، تساعد الفرد على تجنب التخبط في مختلف الاضطرابات النفسانية، للوصول إلى بلوغ الوعي الذاتي الذي بدوره يقود إلى تسهيل عملية العلاج.

وحول ما إذا كان هناك وعي بالمؤسسات الاستشفائية حول دور المختص النفساني للتكفّل باضطرابات الممرضين، أشارت المختصة النفسانية إلى أنّه أعيد، مؤخرا، الاعتبار للمختص النفساني بعد الوعي بدوره المهم في متابعة الموظفين، موضحة أنّ الغرض من المشاركة بالملتقيات وعرض مختلف الدراسات الميدانية، هو لفت الانتباه إلى أهمية المختص النفساني في بعض المؤسسات، على غرار المؤسسات الاستشفائية.

خلصت المختصة النفسانية إلى التأكيد بأن نتائج الدراسة التي قامت بها على عينة من الممرضين، أعطت نتائج إيجابية في المتابعة والمرافقة النفسانية للممرضين، بدليل تقول «أنّ بعض الممرضين اعترفوا بتحسن حالتهم بعد الخضوع للمرافقة النفسية، وطالبوا بضرورة التدخل النفسي للحد من الضغوطات التي يعانون منها، والتي تؤثّر سلبا على مردوديتهم.