أبواب مفتوحة حول داء السكري بالدار البيضاء

تحسيس وفحص وتلقيح ضد الأنفلونزا

تحسيس وفحص وتلقيح ضد الأنفلونزا
  • القراءات: 708
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

نظمت المؤسسة العمومية للصحة الجوارية برج الكيفان في درقانة، بالتنسيق مع بلدية الدار البيضاء بالعاصمة، أبوابا مفتوحة حول داء السكري، حيث استفاد خلالها المواطنون من تلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية، إلى جانب الفحص المجاني للأفراد، مما ساعد على اكتشاف بعض الإصابات بالسكري، فيما عمد الأطباء والمختصون في طب الأطفال والأخصائيون النفسانيون إلى شرح طرق الوقاية من السكري، وطرق العلاج والمتابعة، لتفادي التعرض لتعقيدات الداء المختلفة.

أوضحت مديرة المؤسسة العمومية للصحة الجوارية برج الكيفان بدرقانة، سميرة معيوف، في هذا السياق، أنه تم الاعتماد على محورين أساسين في هذ اليوم التحسيسي، وهما "الوقاية والعلاج". وذكرت أيضا، أن الأبواب المفتوحة التي احتضنتها الساحة العمومية لبلدية الدار البيضاء، تم من خلالها العمل على توجيه المواطنين وتحسيسهم بمخاطر هذا الداء، مضيفة بقولها: "يعد هذا النشاط من صميم وأهداف المؤسسة، ويرتكز على تسليط الضوء وتوجيه المواطنين إلى السلوكات التي تقيهم من المرض، ولعل أهمها الجانب الغذائي، أي من خلال الغذاء المتوازن والاهتمام بالجانب النفسي، بفعل ما يعيشه المواطن من ضغوطات الحياة والاهتمام، مع الإشارة إلى ضرورة الاعتماد على النشاط البدني، خاصة مع ما نشاهده في حياتنا اليومية من الجلوس الطويل وراء شاشة الكمبيوتر أو الهاتف، أو السياقة الطويلة للسيارة".

بخصوص طريقة العمل المنتهجة، تقول معيوف: "خصصنا لهذا اليوم فرقا من المختصين في علاج مرضى السكري لدى الصغار و البالغين، وهم أطباء عامون ومتخصصون في طب الأطفال، وآخرون في التغذية، مع أخصائيين نفسانيين، والكل في خدمة مختلف الشرائح لتقديم كل التوجيهات من أجل تفادي الإصابة بهذا المرض المزمن، مؤكدين خلال الشق الوقائي، أنه لابد أن يكون من خلال الكشف المبكر، لأن هناك من يصل إلى 40 أو 45 سنة، وهو مصاب بالمرض ولا ينتبه، وهو ما يزيد من تعقيدات المرض". فيما يخص المحور العلاجي، تقول المديرة: "سلطنا الضوء على كيفية التعامل مع المرض في حالة الإصابة، وكيف يتكيف ويتأقلم المريض من خلال المتابعة عند المختصين بطريقة منتظمة لأخذ الدواء، حسب إرشادات الطبيب، إلى جانب الغذاء المتوازن، لاسيما أن المريض يحتاج إلى نظام غذائي مضبوط، كما يوصي به الطبيب".

أشارت معيوف إلى تذكير المرضى بالحركة البدنية، بدون إغفال الجانب النفسي والتكفل النفسي، قائلة: "هناك أطفال أصيبوا بالمرض ولابد أن يلعب الطبيب دوره، وعلى مستوى الأسرة أيضا بالتكيف، إذا أخدنا توجيهات المختصين". وأوضحت معيوف أنه تم تخصيص نقطتين لخدمة المواطنين، وتقديم التلقيح ضد الزكام الموسمي، مع إمكانية أخذ عينات الفحص مباشرة لمعرفة الحالة".

من جهته، أشار الدكتور بوشندوقة، رئيس وحدة العيادة متعددة الخدمات بالدار البيضاء، أن هذه الأبواب المفتوحة جاءت لخدمة المواطنين، بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة السكري، موضحا بقوله: "عملنا من خلال خمس ورشات على تلقيح الأنفلونزا الموسمية للمصابين بداء السكري، ورشة خاصة بالمختص النفسي للأطفال، ورشة الطبيب العام وقياس السكري، وورشة التربية الصحية لمريض السكري، التي توضح كل ما يتعلق بالتغذية، كما قمنا بـ150 كشف سكري، وعمد المختصون إلى الإجابة على كل تساؤلات المواطنين المتعلقة بالداء والدواء وطرق المتابعة. 

المرافقة النفسية للأطفال مرضى السكري وعائلاتهم

أشار المختصون النفسانيون المشاركون في اليوم التحسيسي، إلى أن مرض السكري هو أحد الأمراض المتسببة في اضطراب الصحة النفسية، إذ يؤثر انخفاض السكر في الدم على إفراز المخ لهرمون السيروتونين المسؤول عن السعادة، وتحسين الحالة المزاجية، مما يؤدي إلى شعور مريض السكري بالتوتر والقلق والحزن غير المبرر، وحتى الاكتئاب الناتج عن عدم تقبل المرض.

فيما يخص التدخل النفسي لأطفال مرضى السكري، تمت الإشارة إلى أن مريض السكري الصغير وعائلته يمرون بضغوط نفسية واجتماعية، وهو ما يستوجب مساعدة المريض لإدراك مرضه، وحتمية وجود صدمة انفعالية تحدث اضطرابا، وتؤثر على الحياة الشخصية للفرد، لذا لابد من المرافقة، من خلال موقف أو علاقة إو مساعدة المريض وأسرته في ما يمرون به، بهدف تقديم المساعدة والعمل على راحة المريض ورفع معنوياته، في الفترات الصعبة التي يمر بها هو وعائلته، والتي تعد طريقة من طرق الدعم العلاجي والتكفل النفسي، والتي تستند على بناء علاقة طيبة بين الأخصائي النفسي والمريض، حيث تضمن استمرارية اتصال المريض مع بيئته الاجتماعية، سواء في المستشفى أو خارجها، ومنه يكون الأخصائي النفسي جسرا يربط بين الطفل المصاب وعائلته، إذ يعمل على توعية الطفل وعائلته فيما يخص ماهية المرض وطريقة التعايش معه كجزء لا تجزا من كيان الطفل، على أن يكون التعاون مشتركا بين الأطباء المعالجين والأهل والأخصائيين، من أجل إيجاد الطرق المناسبة لمرافقة الطفل، والتوصل إلى حل يتناسب مع حاجاته وحاجات أسرته، من خلال تقوية العزيمة.