جمعية "الإشراق لمساعدة مرضى السرطان"

تحذير من العلاج غير الموثق و"الأوهام السوقية"

تحذير من العلاج غير الموثق و"الأوهام السوقية"
  • القراءات: 841
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

حذر موسى عدون، رئيس جمعية "الإشراق لمساعدة مرضى السرطان"، من المغامرة والمخاطرة في اتباع طرق علاجية مبهمة وغريبة وغير موثقة، وغير مضمونة النتائج، لعلاج الأمراض المستعصية كالسرطان، "مهما كثر عنها الكلام في الأسواق، على حد تعبيره، أو في شبكات التواصل الاجتماعية، مؤكدا أنها "تضييع للوقت والسرطان لا ينتظر"، في شعار حمله على هامش مشاركته في صالون الإعلام حول السرطان، الذي شارك فيه، للتحسيس بأهمية اتباع العلاج وفق بروتوكول واضح، وعدم الركض وراء "أوهام سوقية".

كما شدد المتحدث على أهمية معرفة نوع المرض، مسبباته وطرق العلاج منه هو علاج في حد ذاته، حيث قال؛ معرفة السرطان ونوعه، ثم تشخيصه المبكر للتعرف على السرطان في مراحله الأولى، تبقى ذات أهمية كبرى في اختبار نوع العلاج وتحديد بروتوكول العلاج الذي يتم وفق عوامل متعددة، يضيف رئيس الجمعية. أضاف أن الشفاء مرتبط بمرحلة تطور الورم، وتوفر العلاج وانتظامه، فضلا على عمر المريض عند التشخيص وقوة مناعته، إلى جانب العضو الذي انطلق منه الورم، والنوع الخلوي للسرطان، فلكل هذه العوامل، يقول موسى عدون، تأثيرات مباشرة في الشفاء من عدمه، لكن بالرغم من كل ذلك، يستحيل التحكم فيها أو تحديد مصير المريض، إلا أن التشخيص المبكر وبداية العلاج في مرحلة مبكرة، يرفع أكثر نسبة الشفاء، لهذا دعا إلى أهمية عدم الاستهزاء بالمرض أو الاستهانة بأولى أعراضه، فرغم أنه لا وجود لأعراض خاصة بالسرطان، إلا في الحالات المتقدمة منه، يقول المسؤول على الجمعية، كما لا يوجد دائما تناسب بين حدة الأعراض وقوتها وخطورة المرض، فالسرطان يبقى مرضا صامتا في مراحله الأولى، وينتشر في مرحلة معينة بسرعة فائقة، لذا يسمى بالمرض الخبيث.

في هذا الصدد، دعا موسى عدون إلى ضرورة تفادي العلاج الذاتي، وأن لا يلعب المريض دور الطبيب في مثل هذه الحالات، فبعض الدواء أحيانا يمنح الشعور بالراحة، يقول الأمين العام، أو يوهم المريض بتحسن حالته، مما يجعله يتهاون عن المشكل الحقيقي، ويدفع بالبعض إلى التردد في إجراء التحاليل أو الفحوصات بالأشعة للكشف عن المرض، وهذا ما يسبب فارقا زمنيا بين تواريخ الفحص الطبي والاشعاعي والبيولوجي. في الأخير، نصح موسى عدون بأهمية احترام واتباع نصائح الطبيب بدقة، وعدم تجديد وصفة دواء الموصوف من عند الطبيب لتخفيف الآلام إلا بإعادة استشارته، والذي، حسب حالة المريض، قد يرفع من الجرعات، أو بالعكس يخفف منها.

طالب بالمناسبة، نفس المتحدث من السلطات المعنية، بدعمها ماديا، كونها تقدم مساعدة اجتماعية ونفسية وطبية للمرضى، مشيرا إلى أن المجتمع المدني هو الشريك المحوري للسلطات، كونه الأقرب للمريض، وهي نقطة الوصل بينهم وبين الإعانات والدعم الخاص بالفئة المعوزة خاصة، واعتبر أن دعم أنشطة الجمعيات سيتيح لها تحقيق تدخلات أكثر، خاصة أن المراكز العلاجية المتخصصة لا توفر سوى نسبة صغيرة من العلاج، فيما تتكفل الجمعيات بالنسبة المتبقية. في السياق، قال محدثنا بأن الجمعية تعتبر الناطق باسم المرضى، لذلك فهي بحاجة إلى دعم مستمر لتقدم بدورها الدعم للمرضى، لاسيما أنه مرض مكلف جدا ماديا، بالنظر إلى إجراء العديد من التحاليل والأشعة واقتناء الأدوية المخففة للآلام، فضلا على ضرورة تلقي الغذاء المناسب، لذا تبقى الجمعيات أحيانا الحل الوحيد لمساعدة هؤلاء المرضى.