حذّر الدكتور عبد العزيز باداك المختص في الطب العام وعضو في جمعية مرضى السكري لولاية الجزائر، من الاستهلاك المفرط للحلويات والتحليات قبل وخلال عيد الفطر المبارك، مشيرا إلى أن المواطنين لاتزال فئة كبيرة منهم تغيب عنهم الثقافة الاستهلاكية الرشيدة، ويصعب عليهم التحكم في شهيتهم ورغبتهم في استهلاك كل ما قد يكون مضرا بالصحة، موضحا أن عيد الفطر المبارك قد يكون المناسبة التي تعرّض صحة هؤلاء للخطر بسبب ارتفاع السكر في الدم؛ نظرا للاستهلاك الكبير لمختلف أنواع الحلويات.

وقال المتحدث: "رغم جميع التوصيات التي تقوم بها الوصاية في إطار محاربة داء السكري ومختلف حملات التحسيس والوقاية التي تشنها الأطراف الناشطة في مجال الرعاية الصحية لحماية الصحة العمومية، إلا أن فئة كبيرة من المجتمع لا تأبه، تماما، لتلك النصائح، بل وتضربها عرض الحائط، لتمارس سلوكات غير صحية، وتتبنى نمطا غذائيا مضرا بالصحة، ويعرّضها للإصابة بمخاطر وأمراض عديدة قد لا يُحمد عقباها". وأوضح أن عيد الفطر المبارك هو مناسبة دينية، تطبعها إحدى العادات الجميلة حول كافة العالم العربي والمجتمعات المسلمة، وهي تحضير أشهى الحلويات وأطيبها بأنواع لا تُعد ولا تحصى.

تتنافس فيها ربات البيوت، عادة، فيما بينها لتحضير أكثر عدد وألذها. وتسمح، اليوم، مواقع الأنترنت وصفحات التواصل الاجتماعي، بالاطلاع على جميع الوصفات، وتعطي جميع أسرار نجاح تحضيرها بكل تفاصيلها، ليكون لهؤلاء قائمة لا تنتهي من الوصفات التي ترغب ربات البيوت في تحضيرها وتجربتها وإسعاد العائلة بها، إلا أن جمال تلك العادة، خاصة اجتماع أفراد العائلة صبيحة كل يوم من ذلك الأسبوع، أمام مائدة تحمل عددا متنوعا من الحلويات، منها المحضّرة بالبيت، وأخرى تم تبادلها مع الجيران، يقول الطبيب، "واستهلاكها بشكل مفرط رغبةً في تجربة كل صنف، قد يعرّض حياة الفرد لارتفاع نسبة السكر في الدم، بل ويزيد تعقيد المصاب، أساسا، بداء السكري".

وعليه حذّر الدكتور عبد العزيز باداك من تلك السلوكات، وأشار إلى أهمية تبنّي ثقافة استهلاكية داخل البيت؛ بأن يكون أحد الأفراد له الوعي الكافي لتوعية باقي أفراد العائلة، مشيرا إلى أن أكثر الأشخاص عرضة لتعقيدات صحية خلال هذه المناسبة، هم كبار السن، والأطفال، لأنهم أكثر من يصعب التحكم في تصرفاتهم، ولا يدركون الخطر الحقيقي وراء الاستهلاك الكبير للسكر المتواجد داخل تلك الحلويات. وأضاف: "يمكن اليوم اعتماد بعض الوصفات المتوفرة في الأنترنت، لحلويات غير غنية بالسكر. كما يمكن استبدال السكر الأبيض فيها ببعض الفواكه كالموز أو التمر، وبذلك تكون حلويات صحية أكثر"، موضحا أن الكثير من الدول الأجنبية اليوم، تلتفت نحو هذا النوع من الوصفات، وتحاول محاربة الاستعمال التام للسكر الأبيض الذي يعد سمّا قاتلا أكثر من المخدرات، على حد تعبيره.