حذرت الدكتورة سهام دحماني، المختصة في الطب العام، والممارسة بمصلحة الطب الجواري لسيدي امحمد في العاصمة، من الاستهلاك المفرط للسكريات خلال موسم الصيف، مشيرة إلى أن موسم الحر هو مرادف لتغيّر السلوك الغذائي، وتحول بعض العادات الغذائية من سليمة إلى خاطئة، بسبب النظام المتبع خلال هذه الفترة، والتي ترتفع فيها نسبة تناول الوجبات السريعة خارج البيت، وكذا زيادة وتيرة استهلاك الحلويات، المشروبات والمثلجات ومختلف منتجات المحلات، التي تعرض الصحة للخطر، بسبب الإفراط في استهلاكها.

أوضحت المختصة، أن من عادات الفرد خلال موسم العطل في فصل الصيف، التوجه نحو أماكن الراحة والاستجمام لكسر روتين سنة كاملة من العمل والدراسة، ومن تلك الروتينات التي يحاول الفرد كذلك كسرها، عادات الأكل والشرب، ليصبح للفرد عادات قد تكون مغايرة تماما عما اعتاد خلال سنة كاملة، ومنها الاستهلاك المتكرر للمشروبات الغازية، العصائر، الفاكهة، وكذا المثلجات، وكلها منتجات تحتوي على نسب متفاوتة من السكر، حيث يلجأ إليها المواطن قصد الانتعاش وإطفاء الظمأ والعطش، بسبب ارتفاع حرارة الجو وضغطه.

وأضافت الطبيبة أن الإصابة بالسكري اليوم، بات مشكلا عاما، لاسيما بعدما أصبح يصاب به حتى الصغار، أي بات أطفال اليوم يصابون بالسكري من النوعين، خاصة الأول، وهذا الأمر يقلق كثيرا خبراء الصحة، خاصة أن عوامل كثيرة تزيد من تعقيد الصحة، فكما أن هذا المرض يمكن أن يكون وراثيا، إلا أن النظام الغذائي في هذه الحالة يزيد الطين بلة، خصوصا إذا كان يحتوي على نسب عالية من السكر، وضعيف من حيث الألياف، خاصة التي تعمل على تعديل السكر في الدم.

للإشارة، تقول دحماني، إن داء السكري من النوع الأول لدى الأطفال، من أكثر ما يقلق الأطباء، لأنه حالة يتوقف فيها الجسم عن إنتاج الأنسولين، ويصبح من الضرورة الاعتماد عليه. وقالت إن هذه الإصابة تكون جد ثقيلة على الأولياء، إذ لا يتحملون إصابة أطفالهم بهذا الداء، حتى وإن أخذ حقنة الأنسولين دائما ما تكون مؤلمة للأولياء، خصوصا أن فكرة الإصابة بالسكري، كانت سابقا داء منتشرا بين كبار السن فقط، وهذا راجع ـ حسبها ـ إلى تغير روتين الحياة، وتأثير عوامل عديدة.

أكدت الطبيبة أنه لا يوجد علاج شاف لداء السكري من النوع الأول عند الأطفال، لكن يمكن التحكم فيه، من أجل تحسين جودة الحياة والتحكم في نسبة السكر في الدم، إلا أنه يمكن الوقاية منه، من خلال تبني نظام غذائي سليم متزن، وممارسة نشاط رياضي منتظم.

وحذرت في الأخير، من إفراط استهلاك السكريات خلال هذا الموسم، لاسيما المثلجات والمشروبات الغازية، التي تحتوي على نسبة عالية من السكر، وشددت على أهمية استبدالها بمشروبات طبيعية محضرة في البيت، وفواكه طبيعية، خاصة أن هذا الموسم هو موسم تنوع الفواكه.