بسبب فوضى السوق وبروز محلات غير معتمدة

تحذير من استعمال النظارات الطبية والشمسية المقلدة

تحذير من استعمال النظارات الطبية والشمسية المقلدة
  • القراءات: 846
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

حذر عبد الحميد بن عيسى، مختص في تركيب النظارات الطبية، من ارتداء النظارات المقلدة سواء الشمسية أو الطبية، التي تعرض في الأسواق وحتى بعض المحلات التي يدعي أصحابها بيع الأصلي منها، في غياب الرقابة التي تضمن سلامتها ومطابقتها للمعايير العالمية، بالنظر إلى الانتشار الواسع لتلك المحلات، لاسيما أن بعضها غير معتمد، إلى جانب حدوث فوضى في تجارة النظارات التي تستورد في غالبيتها من الصين، والمصنوعة من مواد بلاستيكية، بعضها مرسكل لا يحمي العين، بل وقد تزيد من المشاكل الصحية المرتبطة بهذه الحاسة المرهفة.

يلجأ المصاب بضعف البصر إلى الطبيب المختص في طب العيون لاستشارته، والذي يقدم له بدوره وصفة طبية تحمل مواصفات الزجاج الذي يتلاءم مع بصره لتصحيح النظر، حينها يتجه المريض مرة أخرى نحو السوق، بحثا عن نظارات وإطارات تتماشى مع شكل وجهه وما يريحه منها، إذ يبحث في نفس الوقت، عن السعر الذي يتلاءم مع ميزانيته، ليصدم بوجود عدد لا يحصى ولا يعد من أنواع النظارات، خصوصا في المحلات المخصصة لبيع هذه النظارات، التي يذهب بعض التجار في شأنها إلى الادعاء بأنها طبية وأصلية وخاضعة للرقابة، في حين أن سعرها أقل بكثير من تلك التي تباع في المحلات المخصصة لبيع النظارات الطبية.

وقد قال المختص في هذا الصدد: “نظرا للفوضى التي باتت اليوم تعم هذه السوق، وقلة الرقابة عليها، ظهر العديد من التجار الذين يدعون “الحرفة” في المجال، وتم فتح محلات مختصة في بيع النظارات الشمسية والمصححة للنظر، فكل واحدة منها لابد أن تكون لديها مواصفات خاصة تضمن سلامة العين وتحفظ النظر ولا تضر به”.

أضاف الخبير بن عيسى، أنه كثيرا ما حذر المختصون من وجود نظارات شمسية وكذا المصححة للنظر مقلدة في الأسواق، وحتى المحلات ذات الواجهات الجميلة، تتسبب في إصابة مستخدميها بضعف النظر أو بالعمى، بدل تصحيح النظر، لاسيما أن الإقبال عليها راجع من جهة، إلى سعرها الزهيد أو “لموديلاتها” التي تتماشى مع الموضة.

يتم الترويج لتلك الأنواع من النظارات “الخطيرة” بشكل لافت في العاصمة، يقول عبد الحميد بن عيسى، حيث تكثر المحلات التي تعرض مختلف أنواع النظارات، حتى المصححة للنظر، إذ يعرضها شباب ومراهقون ويقبل عليها المواطنون لاقتنائها وارتدائها بدون وعي بمخاطرها، التي قد تصل إلى التسبب في عمى صاحبها، فيما يقتنيها البعض لتغيير الزجاج والاحتفاظ بالإطار فقط، رغم أن هذا الأخير كذلك قد يكون مضرا بالصحة.

النظارات المقلدة قد تسبب ازدواجية الرؤية

في هذا الشأن، قال بن عيسى؛ إن المواد التي تصنع منها تلك الأنواع غير الخاضعة للرقابة، تصنع من مواد بلاستيكية بخسة، ومصدرها من الصين، تتسبب في البداية، بصداع وألم في العينين وحولهما، كما أنها لا توفر أي حماية لعدسة العين، مؤكدا في هذا السياق، أنها لا تحتوي على مرشحات لحماية العين من الأشعة فوق البنفسجية، وهذه النوعية من النظارات المقلدة، قد تسبب ازدواجية الرؤية، وغالبا ما تكون خطرا على مستخدميها إذا نظروا بها إلى الشمس، ظنا منهم أنها تقوم بدور الحماية الكافية لبصرهم، وأضاف أن أخطر نوع منها، هي تلك النظارات الشمسية التي تحتوي على عدسات “داكنة”، وهي النوع الذي يلقى رواجا كبيرا في فصل الصيف، لحجب أقصى كمية ممكنة من الأشعة، إلا أن حقيقة الأمر عكس ذلك تماما، فتلك الألوان القاتمة “تتسبب في فتح حدقة العين وتوسع الشبكية”، وفي نفس الوقت، بما أن تلك العدسات غير معالجة ولا تحتوي على “مرشحات لحماية العين” كحاجب الأشعة الضارة، فبذلك تجتاز تلك الأشعة العدسات مباشرة، وتكون بذلك عرضة للإصابة بمشاكل في البصر، بسبب الأشعة الضارة”.

في الأخير، دعا المتحدث إلى أهمية اقتناء نظارات شمسية أصلية، بالإقبال على محلات ذات السمعة الحسنة واختيار تلك التي لها سنوات خبرة، ويعتبر مسيروها أصحاب مهنة ويدركون مهنتهم ولديهم ضمير مهني، مع ضرورة طلب فاتورة للتأكد من أصلية المنتج وضمان حماية العين التي تعتبر عضوا حساسا من الجسم، وهو المسؤول على واحد من أهم حواسنا، وهو النظر.