البروفيسور عبد الرزاق بوعمرة المختص في علم الأوبئة لـ"المساء":

تحديد أمراض الصيف تقلص احتمالات الإصابة

تحديد أمراض الصيف تقلص احتمالات الإصابة
البروفيسور عبد الرزاق بوعمرة، مختص في علم الأوبئة والطب الوقائي
  • القراءات: 682
رشيدة بلال رشيدة بلال

دعا البروفيسور عبد الرزاق بوعمرة، مختص في علم الأوبئة والطب الوقائي، المواطنين إلى التحضر لاستقبال فصل الصيف، من خلال التحلي بالثقافة والوعي الصحي لمواجهة مختلف الأمراض الناجمة عن الفيروسات والبكتيريا التي تنمو وتتكاثر مع ارتفاع درجة الحرارة، خاصة ما تعلق منها بالتسممات الغذائية الناجمة عن تناول الأكل السريع.

يُعرف فصل الصيف بانتشار عدد من الأمراض التي ترتبط ارتباطا وثيقا بخصوصية هذا الفصل، الذي يشهد ارتفاعا في درجات الحرارة؛ الأمر الذي يحفّز بعض أنواع الفيروسات والبكتيريا على النمو والتكاثر، لتشكل خطرا على صحة الإنسان. وانطلاقا من هذا ارتأى المختص في الطب الوقائي البروفيسور بوعمر، أن يسلط الضوء على عدد من الأمراض التي تهدد صحة المواطنين في موسم الصيف، وأهم سبل الوقاية منها، التي يؤكد أنها تتطلب التحلي، فقط، بالوعي الصحي، موضحا في تصريح لـ«المساء"، أن "أهم هذه الأمراض وأكثرها شيوعا التسممات الغذائية التي تحتل المراتب الأولى"، مردفا: "بالنظر إلى تسببها في التلف السريع لبعض المواد الغذائية التي لا يجري احترام شروط حفظها، والإقبال، أيضا، على تناول الوجبات السريعة التي يتم تحضيرها بطريقة غير صحية بمحلات الأكل السريع"، مشيرا في السياق، إلى أن التسممات الغذائية لا تنحصر على الأكل خارج المنزل فقط، وإنما هنالك حالات تحدث التسمم بسبب الأكل المنزلي الذي لم تراع فيه ربة البيت التدابير اللازمة في تنظيفه؛ كالغسل الجيد للفواكه والخضر، أو حفظه في درجات الحرارة المناسبة حتى لا يتلف.

ومن بين الأمراض التي ينبغي أخذ الحيطة منها، الأمراض المعدية التي تنتقل عن طريق المياه؛ مثل "حمى التيفوئيد" التي تنتقل عن طريق الماء أو حتى الأكل نتيجة تفشي بعض البكتيريا، وهي، عادة، تصيب العائلات التي تقوم برحلات ما بين الولايات أو إلى بعض المناطق السياحية، ويقبلون على شرب المياه من الأودية أو من بعض المنابع بدون أخذ في الاعتبار إمكانية عدم صلاحيتها للشرب، مشيرا في الإطار إلى أن المياه لا بد خلال فصل الصيف، من باب الاحتياط، أن يتم تعقيمها دائما بقطرتين من ماء جافيل؛ لتجنب الإصابة بأي نوع من الأمراض المعدية، لافتا إلى أن كثيرا من الأمراض مثل الكوليرا وبعض أنواع الحمى مثل حمى الزحار التي تنتشر بشكل كبير في فصل الصيف، يمكن تفاديها فقط بالاعتماد على الوقاية؛ من خلال الحرص على النظافة فقط".

وأشار المتحدث، من جهة أخرى، إلى أن من أكثر الأمراض خطورة والتي ينبغي للأمهات خصوصا أخذ الحيطة والحذر منها والتحلي بالوعي الصحي لمعرفة كيفية التعامل معها، الإسهال عند الأطفال، وتحديدا الأطفال حديثي الولادة؛ كون الإسهال يمكن أن يتسبب في جفاف الرضيع ووفاته؛ لذا لا بد للأمهات، حسب المختص، "الحرص على إعطاء الأطفال خلال فصل الصيف، المياه بصورة دورية، وأن يكون الماء معقما"، مؤكدا أن "الارتفاع الكبير في درجات الحرارة يمكن أن يتسبب، أيضا، في انتشار بعض الأمراض الأخرى؛ مثل آلام الرأس خاصة بالنسبة للأشخاص المسنين الذين يُمنع عنهم منعا باتا، التواجد خارج المنزل في أوقات الذروة، وبالأخص المصابين بالأمراض المزمنة، إلى جانب تفشي بعض الأمراض الجلدية بالنسبة لمن يعانون من حساسية الجلد تجاه الحرارة المرتفعة، أو نتيجة الانتشار الكبير للبعوض، الذي يتسبب في بعض الأمراض الجلدية، والتي يجب مواجهتها بالحرص على النظافة بالاغتسال بشكل دوري، والتعقيم، والاعتماد على المبيدات الحشرية للتخلص من كل مصادر تواجد الحشرات".

ومن جملة الأمراض التي تعرف انتشارا كبيرا خلال فصل الصيف أيضا، تلك المرتبطة بالبحر، والتي تمس بصورة خاصة، حسب المختص في الطب الوقائي البروفيسور بوعمرة، العين؛ إذ تصاب بالاحمرار والتحسس، وتُعد من الأمراض المعدية، والتي ينبغي، أيضا، أخذها بعين الاعتبار والتنبه منها. وفي هذا الخصوص يقول: "أنصح بتجنب لمس العينين عند التواجد في البحر، والخضوع للفحص الطبي لتجنب تعقّد الحالة، خاصة أن الأدوية التي تخفف من احمرار العين التي يتسبب فيها فيروس ينتقل نتيجة الاختلاط في البحر أو استعمال نفس الأدوات عند التجفيف، تساعد على الشفاء في وقت وجيز".