تحتفل العائلات العنابية بمنتصف رمضان بـ"الثريدة" و"القرتلية" والشموع

تحتفل العائلات العنابية بمنتصف رمضان بـ"الثريدة" و"القرتلية" والشموع
  • القراءات: 1366
 هبة أيوب هبة أيوب

تحضر العائلات العنابية خلال الاحتفالات بمنتصف شهر رمضان، الأطباق التقليدية منها؛ "الثريدة والقريتلية والشخشوخة" وهي الأكلات الأكثر طلبا على مائدة رمضان، وعليه تحضر النسوة يومين قبل هذه الليلة المباركة العجينة الخاصة بهذه الأطباق التي تأخذ الكثير من الوقت خاصة مع الارتفاع المفاجئ لدرجة الحرارة، وهناك من سكان عنابة من يستغل هذه الأيام المباركة، خاصة منها ليلة القدر والنصفية لصناعة "الشخشوخة والثريدة" لبيعها في الأسواق المحلية، وهي تدر على ذوي الدخل الضعيف أرباحا إضافية، لأنها مطلب كل سكان المدينة وما جاورها، وقد يصل الكلغ الواحد من "القريتلية والثريدة" بين 500 إلى 800 دينار، وخلال جولة لنا بالسوق المغطاة لاحظنا إقبالا كبيرا على محلات بيع العجائن، رغم أن هذه الأطباق ثقيلة على معدة الصائم إلا أن ذلك لم يكن سببا في عدم اقتنائها بكميات كبيرة من طرف المواطنين  وحسب السيدة جميلة معلمة في الابتدائي، فإن ليلة النصفية لها وقع خاص وهي ليلة مباركة نحتفل فيها بتحضير مختلف الأطباق ويكون طبق "الشخشوخة" سيد المائدة، لتضيف أن تقديم العجائن أو كما يطلقون عليه بالنعمة خلال رمضان يعتبر فال خير ورزق على العائلة، إلى جانب تشبت العائلات بهذه الأطباق والشربة و"البوراك" العنابي واللواحق الأخرى.

من جهتها السيدة نصيرة وبناتها أجمعن على أن طبق "الثريدة" هو المفضل خلال الاحتفالات بمثل هذه المناسبات الدينية وقد يتعداها إلى الأعراس وحفل الختان، وعليه فإن طبق "الثريدة والشخشوخة" وحتى المعجنات الأخرى ضروري في منتصف رمضان ولم تغفل بعض السيدات في التذكير بأن مثل هذه الأطباق تلم شمل العائلة.

وعلى صعيد متصل، لا تخلو الاحتفالات بهذه الليلة بتقديم خلال السهرة  من طبق "المحلبي" والشاي والمكسرات و"القشقشة" والتي توزع على الأطفال، كما أن هناك من أهل المنطقة يحضرون الحنة المزينة  بالشموع  و الحلوى  خلال الاحتفال بختان الأطفال، كما توزع الحناء على العازبات من أجل تيسير الزواج لهن ولا تختلف الاحتفالات بمنتصف رمضان كثيرا عن المساجد، والتي تعيد بعث برنامج خاص بتكريم بعض حفظة القرآن ومشائخ الزوايا. وبالنسبة للشباب يفضلون قضاء سهرتهم على الشواطئ خاصة مع الرطوبة العالية، حيث يتذكرون أحبابهم وأصدقائهم الذين أبحروا إلى الضفة الأخرى، فيما تفضل عائلات أخى قضاء وقت طويل في ساحة الثورة لتناول "الكريبونة" والمثلجات التي تنعش النفوس، خاصة عند منتصف الليل، حيث تتحرك نسمات البحر لتغيير الجو قليلا، هروبا من لفح الشمس وحرقة الرطوبة القاتلة في المنازل..