بعد رفع الحظر عن استيرادها

تجارة ”الشيفون” تعود إلى الواجهة

 تجارة ”الشيفون” تعود إلى الواجهة
  • القراءات: 1010
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة
بعدما تم رفع الحظر عن استيراد الألبسة المستعملة أو المسماة بـ”الشيفون” أو الـ”الفري بري” في بداية السنة الجارية 2014، عاد العديد من التجار إلى الاستثمار مجددا في هذه السوق التي تشهد تهافتا كبيرا من عدة فئات مجتمعية، تقصدها بحثا عن ماركات عالمية بأثمان جد معقولة..
ورصدت ”المساء” في بعض أحياء العاصمة العديد من المحلات التي تتاجر في الألبسة المستعملة والموجهة لكل الفئات العمرية، حيث تتوفر على ألبسة رجالية ونسائية وحتى للأطفال بكل المقاييس من قمصان وتنانير وأحذية وحتى الحقائب اليدوية، إلى جانب بعض القطع الأخرى التي قد يصعب إيجادها في محلات الألبسة الجاهزة الجديدة.
اقتربنا من السيد خالد ممارس لمهنة بيع ”الشيفون” منذ أكثر من 8 سنوات، وحتى خلال الفترة التي شهدت السوق الجزائرية منعا لاستيراد هذه المادة، إلا أن خالدا لم يوقف نشاطه التجاري، بالعكس كانت تلك الفترة بالنسبة له فرصة لإنعاش تجارته وتحقيق أرباح لم يحققها من قبل، لكنه في المقابل عزف عن الرد على سؤالنا المتعلق بمصدر بضاعته خلال تلك الفترة. وكشف المتحدث أن بضاعته ذات جودة عالية، يقتنيها من إيطاليا عن طريق تونس، وأشار إلى أن محله ذا صيت واسع وسط الفتيات تحديدا بفضل جودة بضاعته. كما أوضح أنه يقسم بضاعته في محله إلى قسمين؛ ذات الجودة العالية كالأحذية والحقائب الجلدية والألبسة غير المستعملة كثيرا، يضعها في محل خاص بعد تعليقها وعرضها بصورة جيدة، في حين تبقى السلع الأخرى معروضة على شكل كومات من الأقمشة تكون بأسعار جد بسيطة تصل أحيانا إلى 20 دج للقطعة الواحدة.
رجعت تجارة «الفري بري» إلى الواجهة بصفة قانونية بعدما تم منعها في وقت سابق بحجة الحفاظ على المنتوج الوطني، إذ أن هذه التجارة كانت منفذا للعديد من العائلات ضعيفة الدخل، إلا أنه حاليا لم يعد الوقوف أمام ”بالات الشيفون” لاختيار قطعة جيدة مقتصرة على الفقراء فقط، هذا ما تأكدنا منه عند وقوفنا على حادثة وقعت في أحد المحلات المختصة في ”الفري بري” بباب الوادي، حيث دخلت شابتان في مناوشات حادة بسبب فستان كان مرميا وسط كومة من الألبسة الأخرى، وحاولت كل واحدة منهما الظفر به، ليقرر التاجر حينها سحبه منهما وعدم بيعه، وعند اقترابنا من إحداهن، أوضحت لنا بأنها غير محتاجة وأنها قادرة على اقتناء فستان من محل بيع الألبسة الجديدة، إلا أنها أعجبت بذلك الفستان لأنه من ماركة عالمية مشهورة وذو جودة عالية ولا يمكن اقتناؤه إذا كان جديدا إلا بسعر خياليّ، وأكدت أنها من حين إلى آخر تتوافد على هذا النوع من المحلات بحثا عن قطع جميلة.
من جهة أخرى، أوضح السيد عماد أنه رب أسرة كثيرة العدد ودخله لا يسمح له باقتناء ألبسة ذات أسعار مرتفعة لتغطية متطلبات كل أفراد عائلته، وأكد أنه يقتني من محلات «الشيفون» بكل عناية ويختار منها غير القديمة، كما أنه كثيرا ما يجد قطعا جديدة وغير مستعملة مرفقة برقعة السعر.