لمذاقها الفريد ومنافعها التي لا تحصى

تجارة فاكهة الرمان تنتعش خلال هذه الأيام

تجارة فاكهة الرمان تنتعش خلال هذه الأيام
  • القراءات: 2450
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

تنتعش هذه الأيام في الأسواق الشعبية، تجارة الرمان الذي يعد من الفواكه الموسمية المحبّبة لدى المواطن الجزائري، تلك الفاكهة العجيبة التي كانت ملهم العديد من الألغاز الشعبية، تجد محبيها خلال هذه المرحلة من السنة الذين يستمتعون بمذاقها اللذيذ وفوائدها التي لا تعد ولا تحصى.

في جولة قادت «المساء» إلى أحد الأسواق الشعبية ببلدية باب الزوار، التمسنا مدى انتعاش هذه التجارة خلال هذه الأيام، وهو النشاط الذي يزاوله العديد من الشباب الذين نصبوا طاولاتهم البسيطة على قارعة الطرق لعرض منتجاتهم من فواكه موسمية، وكانت سيدة تلك المنتجات فاكهة الرمان.

بلونها الأحمر بتدرجاته الفريدة والجميلة، والتي أطلقت بعض الأطياف من الألوان اسما من كلمة الرمان «غرنادين»، تمكّن مزاولو هذا النشاط من استقطاب عشاق تلك الفاكهة في أجواء يعتبرها البعض احتفالا سنويا لحبهم لتلك الفاكهة، كغيرها من الفواكه الأخرى التي يصعب إيجادها على مدار السنة، مما يجعل موسم وفرتها بمثابة المناسبة التي لا يمكن تفويتها وهو ما يجعل الإقبال عليها متزايدا إلى غاية انتهاء الموسم.

تبدأ عملية نضج هذه الثمار خلال أوائل أيام موسم الخريف، وترى بذلك باعته ينتشرون عند مداخل الأحياء، وأمام الأسواق وعلى قارعة الطرق  منذ أولى ساعات النهار ليعرضوا فاكهتهم الطازجة للبيع.

يعتبر موسم الرمان للمزارعين موسما غنيا ينتظرونه بشغف، كونه يوفّر عائدا ماليا يساعدهم على تدبير أمورهم الحياتية وتوفير الحاجيات الأساسية في ظلّ الغلاء المعيشي الذي يمرون به والأزمات الخانقة، مما يؤدي إلى خلق تجار موسمين، البعض منهم بطالون يمارسون نشاطات زراعية من حين لآخر، ويقبلون على عرض فواكه موسمية حين تسنح لهم الفرصة لذلك.

تشهد عربات الرمان إقبالا جيدا، كون غالبية الناس يحبونه ويشتهونه نظرا لطعمه اللذيذ وفوائده الجمّة، يقتنى عادة بالكيلوغرام، في حين يفضل البعض بيعه بسعر الوحدة الواحدة إذا كان المحصول كبيرا، وتقريبا كل الحبات لها نفس الوزن، وككلّ فاكهة موسمية ينطلق الموسم بأسعار مرتفعة لينخفض تدريجيا مع مرور الأسابيع..

بداية، اقتربنا من أحد الباعة في السوق الأسبوعية بباب الزوار، إذ يعدّ من الأوائل الذين يقتنون الفاكهة عند انطلاق موسمها، قال «في كلّ مرة أحاول اقتناء الفاكهة الموسمية خلال أيامها الأولى، إذ يكون المواطن قد اشتاق لمذاقها الفريد، مما يجعل توفّرها في السوق ضروريا»، حيث أشار إلى أنه يقتنيها من سوق «بوفاريك» في ولاية البليدة، ويشتريها من عند باعة الجملة بأسعار الجملة ويعيد بيعها في بعض الأسواق، كسوق باب الزوار.

اقتربنا من بائع آخر من ولاية بومرداس، وصاحب مزرعة بأحد القرى، فقال «أجني تلك الثمار من مزرعتي الخاصة التي تعطي محصولا وفيرا يسمح لي ولإخوتي الثلاثة بتقسيم المحصول واختيار منطقة معينة لعرض محاصيلنا، أحدهم بولاية بومرداس واثنين بالعاصمة». مشيرا إلى أنّ المواطن في المدن الكبيرة دائما ما يشكل أكبر زبون لنا، إذ ينتظرون بفارغ الصبر دخول الموسم لتذوّق الفواكه المتوفرة آنذاك.

تعد ثمرة الرمان من بين أكثر الثمار التي يهتم بها منتجو العصائر، يؤكّد تاجر آخر بنفس السوق قائلا «يقبل خلال هذا الموسم علينا العديد من أصحاب محلات الأكل السريع وكذا أصحاب الفنادق والمطاعم الفخمة، لاقتناء هذا المنتج الذي يصنع منه عصير الرمان الطازج، والذي يعدّ من أكثر المشروبات التي يتناولها المستهلك الجزائري على مدار السنة، لكن ليس طبيعيا، وإنما على شكل عصائر مركزة يضاف إليها الماء أو الحليب، وتحتوي في أصلها على الكثير من المواد الكيماوية غير الطبيعية، كالملونات الغذائية والسكريات ومنكهات بذوق الرمان. وللسماح لزبائن تلك المطاعم أو الفنادق بتناولها طازجة، يقبل أصحابها على محلات بيعها لتحضير عصائر طازجة ولذيذة.

إلى جانب مذاقه اللذيذ والفريد، يحتوي الرمان على العديد من الفوائد الصحية، إذ تعد هذه الثمرة الفاتحة للشهية نافعة للحفاظ على صحة القلب والشرايين، حيث تعدّل نسبة الكوليستيرول في الدم، كما يساعد على تعديل نسبة السكر، هذا ما يجعل العديدين يقتنونه لتقديمها للمرضى، كما أنّ الرمان يحتوي على نسبة عالية من مضادات الأكسدة التي تقضي على الخلايا السرطانية، إلى جانب فوائد أخرى لا تعد ولا تحصى، فبات من المنتجات التي كثيرا ما يهتم بها الباحثين في علم الأدوية وكذا في المنتجات التجميلية وشبه الصيدلانية.