جدل حول فعاليتها في تقوية مناعة الجسم ضد الوباء

تجارة الأعشاب والعلاج البديل ينتعشان خلال زمن ”كورونا”

تجارة الأعشاب والعلاج البديل ينتعشان خلال زمن ”كورونا”
  • القراءات: 895
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

أعاد وباء ”كورونا” الاعتبار للتداوي بالأعشاب، أو بالأحرى الوقاية من بعض الفيروسات، بالاستعانة بما يعرف بالطب البديل، وخوفا من الاصابة بالأنفلونزا الموسمية التي لها نفس أعراض ”كورونا”، ظاهريا، إذ ها هي تلك الأزمة تعيد بعث تقليد أجدادنا في الاستعانة بالأعشاب، لحماية الذات وتقوية مناعتها، خوفا من مضاعفات بعض الفيروسات التي تضعفها.

كان لـ"المساء”، حول هذا الموضوع، جولة استطلاعية لدى بعض العشابين الذين حدثوا عن تجربتهم مع المجتمع، خلال فترة انتشار الجائحة التي لا تزال تستمر منذ شهر مارس من السنة الجارية، حيث أكد السيد مراد، عطار بولاية تلمسان، أن المجتمع وفي مواجهته لهذه الجائحة اختلطت لديه الأفكار والمعتقدات، وبشكل جد معقد، تعامله مع الجائحة، لاسيما في بداية الأمر، خصوصا أن في تلك الفترة لم يكن قد بنى فكرة واضحة عن ”عدو خفي جديد” لم يكن يدرك مدى قوته وسلاحه الفتاك، مما جعل المجتمع ينقسم إلى قسمين؛ قسم يؤمن بوجود الفيروس، وقسم لم يصدق بوجوده، فالأول أدرك أنه من الضروري تبني سبل للوقاية منه ومحاربته للخروج سالما من هذه المرحلة، أما الثاني، فاستهان الموضوع ولم يجعل الوقاية منها إحدى أولوياته.

عن سبل الوقاية حدثنا نبيل، بائع آخر بمحل ثاني قائلا: ”رغم توصيات المنظمات العالمية للصحة ومختلف العاملين بالصحة، عن طرق حماية النفس من الإصابة من الوباء، إلا أن آخرين اجتهدوا في البحث عن سبل أخرى للوقاية من الإصابة، على رأسها تقوية المناعة، وهذا ما دفع بالبعض إلى تبني تفكير التداوي بالأعشاب، والعلاج بها، لاسيما لحماية الجسم من الضعف الذي يسهل الإصابة بالفيروسات، على غرار فيروس كورونا”.

أضاف المتحدث انه منذ حوالي 5 أشهر انتعشت التجارة في محله أكثر مما كانت عليه سابقا، مشيرا الى أنه اليوم وبسبب الوباء، اختلف تفكير الكثيرين، لاسيما بعدما تم منع مضادات الالتهاب المخصصة لعلاج الحمى وبعض الآلام، إذ بات هؤلاء يفضلون الالتفات حول العلاج بالأعشاب الطبيعية لعلاج بعض الأمراض أو تخفيف الآلام.

من جهة أخرى، قال نفس المتحدث، إنه خوفا أيضا من ”كورونا” المستجد، تراجع عدد الاصابات بنزلات البرد التي لا يخلو أي موسم من تسجيلها، حتى خلال فصل الصيف وموسم الحر، بسبب المثلجات أو السباحة ليلا أو المكيفات الهوائية وغيرها، وخوفا من تعريض الجسم لفيروسات أخرى، حيث تبني الفرد بروتوكولا جديدا في حماية صحته وصحة أولاده عن طريق الوقاية، خاصة باستهلاك منقوع الأعشاب والمغلى، منها التي أثبتت فعاليتها في الوقاية من الفيروس في مرحلته الأولى، باعتبارها مشروبات ساخنة تساعد على التخلص من الفيروس والوقاية منه.

فيما أكد أن أكثر الاعشاب التي استهلكها المجتمع خلال هذه المرحلة، عشبة الشيح الذي قال إنه لابد أن يستهلك بطريقة غير عشوائية، باعتبارها تضعف القلب، فضلا على عشبة الزعتر الذي يعتبر مضادا طبيعيا للفيروسات، إلى جانب القرنفل المعروف بقضائه على الأجسام الغريبة في الجهاز التنفسي، إلى جانب أعشاب أخرى هي خلاصة بعض الوصفات التي تداولها الكثيرون، وقيل بأنها فعالة في القضاء على الفيروس، إلا أنه في حقيقة الأمر، لابد من استشاره الطبيب قبل استهلاكها، لأن بعض الخلطات قد تتفاعل مع بعضها وتجعلها أكثر خطورة على الصحة، لاسيما إذا كان الشخص الذي يتداوى بها مصاب بإحدى الأمراض، التي تجعلها مضرة لصحته أكثر من فعالة.