طباعة هذه الصفحة

احتفالية المولد النبوي الشريف

تثمين للمنتج التقليدي وترسيخ للعادات

تثمين للمنتج التقليدي وترسيخ للعادات
سميرة مولاي أحمد
  • القراءات: 684
❊نور الهدى بوطيبة ❊نور الهدى بوطيبة

اعتبر الحرفيون المشاركون في معرض الصناعة التقليدية، الذي نظم مؤخرا بساحة "أودان"، أن المناسبات الدينية لا تتجزأ من العادات والتقاليد الراسخة في قلوب الجزائريين، وعلى غرار تلك العادات، الطبخ الشهي الذي يختلف باختلاف المناطق، حيث تشتهر كل منطقة بأطباق تميزها بحكم بيئتها وطبيعتها، كما أنه لا يمكن فصل لذة المذاق عن الأواني التقليدية المصنعة من طين وفخار وخشب، وتعكس بدورها جماليات الشكل.

 نظم هذا المعرض في إطار الاحتفالية بالمولد النبوي الشريف، الذي تفصلنا عنه أيام قليلة، حيث ارتأى منظموه إحياءه من خلال فتح فضاء أمام الزوار، لاقتناء مختلف القطع التقليدية التي تمنحنا الشعور بالدفء والانتماء للعروبة والإسلام، حيث تعتبر تلك القطع التي عرضها الحرفيون من ولايات عديدة، اللمسة الفنية لتزيين البيوت بها في هذه الاحتفالية المباركة.

أكثر ما شد انتباهنا خلال تجول "المساء" بمعرض الصناعة التقليدية، الذي شهد مشاركة أكثر من 25 حرفيا من مختلف الولايات، الأواني التقليدية التي سجلت حضورها بقوة، بالنظر إلى الارتباط الذي أصبح وطيدا بين المناسبات الدينية والطبخ التقليدي.

في هذا الصدد، حدثتنا سميرة مولاي أحمد، من مدينة سيدي بلعباس، المختصة في صناعة الأواني الخشبية والطبخ التقليدي، ويلجأ لخدماتها الكثيرون، لإعداد أكثر الأطباق التقليدية من غرب الوطن، قائلة "إن المولد النبوي الشريف كغيره من المناسبات التي تجتمع في سهرتها العائلة على أطباق تقليدية، خاصة أن لكل مناسبة نكهتها الخاصة"، وأشارت في حديثها، إلى أن لكل عيد أكلته التي تحاول كل أسرة المحافظة عليها، خاصة الأطباق الصحية منها".

عن تلك الأطباق التقليدية، قالت مولاي "لكل منطقة عاداتها الخاصة بحكم البيئة التي تعيش فيها، إلا أن النقطة المشتركة بين الجميع تتمثل في الطبق التقليدي الغني بالنكهة المستمدة من اللحوم بمختلف أنواعها، والتوابل التي تتميز بها كل منطقة، وتتنوع بين حلوة وحارة"، وفيما يخص الأواني، قالت محدثتنا "في حين يعتبر اقتناء الأواني التقليدية من الأمور التي تقوم بها المرأة مع اقتراب تلك المناسبات، كالمولد النبوي الشريف، عيدي الفطر والأضحى، عاشوراء وغيرها من الاحتفالات التي يحييها الكثيرون بتلك الطريقة".

أشارت مولاي أحمد، إلى أن العديد من العائلات اليوم، تعود تدريجيا إلى تقاليدها، مضيفة أن أشهر المقولات في هذا الصدد، هي "العودة إلى الأصل فضيلة"، فقبل سنوات من الآن، هجر الكثيرون عاداتهم وتقاليدهم، وتخلوا عليها بسبب تفتحهم على عادات أجنبية، بعد تفتح سوقنا على السوق العالمية، وطغت القطع الأجنبية "العملية" على عاداتنا، إلا أن جيل اليوم، على حد تعبيرها، أكثر وعيا بأهمية الحفاظ على تلك التقاليد من خلال اقتنائها والعودة إليها بتصنيعها والترويج لها واستعمالها في الحياة اليومية.

من أشهر الأطباق المحضرة في هذه المناسبة، تقول مولاي، طبقي الكسكسي والرشتة، حيث لا زالا يتربعان على عرش أكثر الأطباق المحببة لدى الكبير والصغير، والتي لا يختلف اثنان على لذتها وأصالتها، فدائما ما ينتظر الجزائري المناسبة لكسر روتين الأطباق اليومية، من خلال تحضير أحد تلك الأطباق، أو حتى الشخشوخة التي تعتبر نوعا آخر من العجائن التي ترتبط بالمناسبات والأفراح التي يلتف حولها الجميع، للتلذذ بمذاقها الغني بنكهات متعددة.

أشارت الحرفية إلى أن من العادات التي لا يتخلى عنها أي بيت في المولد النبوي الشريف، تحضير "الطمينة" المزينة ببعض المكسرات والقرفة، فمن عادات الأسر الجزائرية استقبال المواليد الجدد بهذه الحلوى. في الأخير، قالت محدثتنا، إن تقديم تلك الأطباق في قطع تقليدية أو استعمال قطع الديكور التقليدية في بيوتنا خلال هذه المناسبة المباركة، شيء يوحي بالدفء في البيت ويزيده جمالا وتناسقا.