صدق من قال؛ من زار تركيا لابد أن يركب البوسفور.. ختام جولتنا السياحة العلاجية كان بالتنقل إلى منطقة ايمنينو بقلب اسطنبول، حيث تعج الحياة بالحركة، فبعد النزول من الترامواي، تجد ساحة كبيرة يقابلها مسجد سليمان الكبير الذي يعتبر زينة المكان، كما يتوزع هناك باعة الخبز المغطى بالسمسم المحمص والمسمى "السميت" المرفوق بالزبدة أو الجبن لمن شاء،  وهو طيب المذاق غالبا ما يتذوقه السياح، كما اكتنزت المحلات الصغيرة لبائعات الورد بمختلف أنواع الورود، منها ما هو آسيوي وآخر أوروبي حسب التقسيم الجغرافي لاسطنبول، حيث تجذبك الورود بألوانها الزاهية خاصة أحمر القطيفة منها وأزهار اللوتس، المارغريت والزنابق مختلفة الألوان. وقد جلست صاحباتها إلى جانبها في طمأنينة كبيرة، كيف لا والورود تعطي إحساسا رائعا بالحياة خاصة في فصل الربيع؟.   
وعلى الجانب المحاذي، يوجد مرفأ ساحر به العشرات من البواخر السياحية التي تنقل عشاق البحر في جولة ساحرة لمدة ساعتين أو ثلاث، حيث يستمتع الفرد بمشاهدة العمران والمباني القديمة التي تحاكي مختلف الحضارات مترامية الأطراف على ضفافه، حيث يخيل لك أنك تشاهد العالم الإسلامي على يمينك في طريق العودة والعالم الغربي على شمالك. فحين تشق الباخرة عباب البحر تاركة رغوة تبهج قلب مشاهدها، تجذبك المباني والألوان وتشاهد الجسرين العملاقين، وهما جسر "محمد الفاتح" و«البوسفور" يقطعان البحر ليمكنا من يجتازهما من الخروج من حضارة للدخول في أخرى، حيث تشاهد القلاع القديمة، المساجد والكنائس والكليات وكذا النوادي، كما يجذبك سحر "التوب كابي" أو قصر "الملك سلمان" ومسجد "محمد الفاتح"، "المسجد الأزرق" ذو القباب المتعددة.
العارفون بجماليات الإبحار لا يفوتون فرصة أخد بعض الخبزات من "السميت" وهم في عرض البحر، لعرضها على النوارس، لأنه غذاء تعشقه، حيث ترافق بوجوده أسراب هذه الطيور الباخرة لمسافات عديدة وتشاهد آلية الكفاح من أجل البقاء في أجمل صورها، وتلتقط لقيمات الخبز التي ترمى لها في الهواء بصورة رائعة تجمع بين الوجود في البحر والاستمتاع بجماليات ما في الجو.     

 اكتشاف "الونج"
اختارت إدارة "الخطوط الجوية التركية" باسطنبول أن تعرف الوفد الإعلامي الجزائري باستراحة "الونج" الموجودة بالمطار، وهي فضاء مخصص لرجال الأعمال لقضاء بعض الوقت إلى حين قدوم موعد إقلاع طائراتهم. الونج فضاء هادئ، يمكن أن تجد به كل ما يخطر على بالك من حمام للاستجمام، قاعة للعب البيار،  البيانو العازف، أجنحة مختلفة للطعام والحلوى والقهوة والشاي من كل البلدان، فهو يضمن للجالس الراحة من أتعاب السفر والتنقل، حيث يمكنه من تجديد الطاقة، ومنه الاستعداد للسفر من جديد.