ممارسو الصحة العمومية بورقلة

تأكيد على الامتثال "الصارم" لتدابير الحجر

تأكيد على الامتثال "الصارم" لتدابير الحجر
  • القراءات: 742

دعا ممارسون في الصحة العمومية بورقلة سكان الولاية، للالتزام بشكل "صارم" بتدابير الحجر الصحي الجزئي الذي أقرته السلطات العمومية مؤخرا للحد من تفشي جائحة كورونا.

 أكد أطباء ممارسون أن الحل في مجابهة انتشار كوفيد-19 يتمثل في توحيد جهود كافة الفاعلين لاسيما المواطن من خلال احترام الإجراءات الوقائية والحجر المنزلي التي أصبحت سلوكيات أساسية لقطع سلسلة العدوى.

وفي هذا الصدد، أوضح الدكتور فؤاد محمدي وهو طبيب مختص في الأمراض المعدية ورئيس مصلحة الأوبئة والطب الوقائي بالمؤسسة العمومية الإستشفائية الجوارية بورقلة، أن مكافحة الجائحة "فعل تشاركي"، مؤكدا أن المواطن يظل "عنصرا أساسيا" في هذه العملية بالنظر إلى دوره "المحوري" في  منع نقل الفيروس.

وأضاف أنه، وأمام بعض سلوكيات اللامبالاة إزاء هذا الفيروس القاتل، فإن مسألة توجيه وتحسيس كل مواطن غير واع بخطورة الوضعية، بخصوص دوره في الحد من تفشي الفيروس، تعد من بين الحلول الأساسية لتجاوز هذه المرحلة الإستثنائية التي تمر بها البلاد". وقال الطبيب محمدي: "نحن الآن في المستوى الرابع من جائحة كوفيد-19 والتي تتميز بنشاط أكبر للفيروس"، مضيفا أن العدوى "أصبحت الآن أفقية (عدوى محلية) ما يعكس عدم احترام قواعد الوقاية، لاسيما التباعد الجسماني".

وأثار المتحدث أيضا أهمية إقرار "حجر صحي شامل" لفائدة الأشخاص الأكثر عرضة للأمراض المعدية، من بينهم المسنين والذين يعانون من أمراض خطيرة أو مزمنة وكذا النساء الحوامل وهن أيضا عرضة لأخطار انتقال عدوى الفيروس من شخص حامل له حتى وإن لم تظهر عليه الأعراض.

وبالنسبة لرئيس مصلحة الأوبئة والطب الوقائي بالمؤسسة العمومية الجوارية بتقرت (160 كلم شمال ورقلة)، الدكتور توفيق خديم، فإنه يتعين على المواطن تغيير عاداته، لاسيما ما تعلق منها بالتجمعات العائلية، بهدف "المساهمة في التقليل من تضاعف بؤر الفيروس بالمنطقة "، مبرزا أهمية احترام الكل وبصرامة، للتدابير الوقائية التي تعد مرحلة حاسمة في مكافحة الفيروس.

وبعد أن أعرب عن "قلقه" إزاء تزايد حالات العدوى عقب رفع الحجر الصحي بولاية ورقلة، تحدث الدكتور خديم على ضرورة تعزيز دور المجتمع المدني (جمعيات ولجان الأحياء وغيرها) لاسيما ما تعلق منه بتحسيس السكان حول الوقاية من فيروس كورونا الذي يظل مجهولا من قبل ضحاياه،  باعتبار أنه مرض غامض لدى شريحة عريضة من المجتمع. كما تأسف لسلوكيات بعض المواطنين الذين يرفضون إجراء الكشف أو توجيه نداء لسيارة إسعاف من أجل إجلاء حالة مشتبه بها، حرجا وانزعاجا من نظرة الجيران حول مرض يعتبره البعض من الطابوهات".

ومن جهة أخرى، أبرز متدخلون آخرون أهمية تكثيف أنشطة مصالح الأمن لمراقبة احترام الحجر المنزلي، مشيرين إلى استمرار تسجيل تجاوزات بالخصوص على مستوى الأحياء الشعبية الكبرى.

للتذكير، دفع ارتفاع حالات العدوى بفيروس كورونا بورقلة المصنفة ضمن الولايات الأكثر تسجيلا للجائحة (649 حالة مؤكدة وأكثر من 25 وفاة) بالسلطات المحلية إلى اتخاذ سلسلة من التدابير بهدف الحد من العوامل التي تساعد على تزايد تفشي الجائحة، من بينها غلق جميع الأسواق اليومية والأسبوعية وتعليق منح عقود الزواج إلى إشعار آخر.

كما قررت السلطات المركزية حجر منزلي جزئي لمدة 15 يوما ابتداء من يوم السبت الفارط (الخامسة مساء إلى غاية الخامسة صباحا من اليوم الموالي)، يشمل كافة بلديات ولاية ورقلة وذلك في إطار تعزيز تدابير الوقاية من تفشي كوفيد-19.

ولقد سجلت استجابة واسعة للحجر بأغلب بلديات الولاية في اليوم الأول، السبت من دخول هذا الإجراء الوقائي حيز التنفيذ. كما لوحظ توقف كلي للأنشطة التجارية وبدت الشوارع ومحاور الطرقات خالية تماما من المواطنين وحركة السيارات.

وبعاصمة الولاية، كثفت دوريات الشرطة انتشارها عبر مختلف الأحياء السكنية وأطلقت نداءات بمكبرات الصوت تدعو إلى احترام قواعد الحجر المنزلي وإثبات مدى التحلي بروح المواطنة.