الألعاب الإلكترونية

بين تنمية القدرات وخطر الإدمان

بين تنمية القدرات وخطر الإدمان�
  • القراءات: 584
بلال عماري/ خير الدين عمالي� بلال عماري/ خير الدين عمالي

انتشرت الألعاب الإلكترونية في مجتمعنا بقوة، إذ لا يكاد يخلو بيت ولا متجر منها، واستطاعت أن تجذب شبابنا لمحتواها الخيالي المفعم بروح المغامرة، وأصبحت شغله الشاغل، حيث استحوذت على عقله واهتمامه. فما هي أثارها على سلوك المراهق أو الشاب؟ للإجابة على هذه التساؤلات، تحدثت "المساء" مع مختلف الشرائح الاجتماعية التي اختلفت آراؤها بين مؤيد يراها متنفسا له وآخر يراها مضيعة للوقت وخطر يحدق بأبنائنا وشبابنا. 

بين الإثارة واكتشاف المجهول يهيم اللاعب بين أروقتها وزواياها التي لا تنتهي في رحلة قد تدوم ساعات لا يشعر فيها الشخص بالوقت الذي استهلكه أو المجهود الفكري الذي بذله للوصول إلى نتائج ترضيه، خاصة حيال الألعاب التي تعتمد على الروح القتالية وتقنية محاربة العدو، أو حتى الانتصار للفريق المفضل فيما يخص كرة القدم التي يقودها أبطال العالم. تختلف رغبة الشباب والمراهقين في البقاء في هذا العالم، فهناك من يفضل التواصل معه باستمرار إلى درجة تحير. فعبد الرحمان شاب يبلغ من العمر 23 سنة، مهووس بالألعاب الإلكترونية، حدثنا عن هذا العالم قائلا: "يصعب الخروج من هذا العالم بعد الدخول إليه لأنه مليء بالمغامرات والخيال والألغاز وبعض الأحاجي التي تحتاج إلى أيام أو سنوات لحلها، فهناك بعض الألعاب الموصولة بالأنترنت التي تجعلك تعيش معها يوميا وتتقدم معها بالدرجات والسنوات" وأضاف محدثنا: "هذه الألعاب تشعرك بالقوة والذكاء خاصة عندما تحل لغزا ما أو تفوز بمعركة طاحنة، لأن معظم الألعاب الإلكترونية تكتسي طابع الإثارة والأكشن، مثل "كال أوف دوتي"، "فار كراي"، "هيت مان" و«كنتر سترايك"، إلا أن هذه المزايا كلها ـ للأسف ـ لم تنجح في إنقاذ تحصيلي الدراسي، فقد كانت للأسف سببا في ضعف نتائجي الدراسية، خاصة أنني كنت أقضي معظم وقتي أمام الحاسوب".

وهناك من الشباب من اختار الاستثمار في هذا العالم لما له من خاصية الربح، يقول مقران صاحب ناد للألعاب الإلكترونية يبلغ من العمر 25 سنة، مجيبا على سؤالنا حول السبب الذي دفعه لفتح مثل هذا النادي المتخصص في الألعاب الإلكترونية فقال: "إن مثل هذه الألعاب تحتاج إلى حاسوب مصمم للعب فقط، مثل "البلايستيشن" و«الإكس بوكس" فمثل هذه الأجهزة باهظة الثمن، حيث أن الوحدة المركزية يتراوح سعرها  بين 100 ألف إلى 150 ألف دينار جزائري فيما يخص العادية، أما التي تكون مجهزة بأحدث التكنولوجيا فيتراوح سعرها بين مليون ومليون و200 ألف دينار جزائري، ناهيك عن الأكسسوارات الأخرى، فغلاء هذه الأجهزة هو الذي دفعني إلى فتح هذا النادي لأنه ليس في مقدور كل شاب الحصول على حاسوب مخصص للألعاب في بيته هذا أولا، أما السبب الثاني فهو راجع إلى كثرة إقبالهم على هذه الألعاب، وهو ما يعود عليّ بالربح"، كما أكد محدثنا أنه تقام وبشكل موسمي بطولات ومنافسات بين الفرق المختلفة الناجحة في هذه الألعاب، مثل تلك التي تقام في دوري كرة القدم.

وهناك من يرى أنها مضيعة للوقت، ومحطمة للذات والصحة، حسبما أشار إليه السيد (ع. إبراهيم) قائلا بأنه أخطأ حين وفر الألعاب والأجهزة الإلكترونية بمختلف أنواعها لولده البالغ من العمر 15 عاماً، فقد أراد توفير البيئة الترفيهية المناسبة له بدلا من الخروج إلى الشارع والتعرض للخطر مع أصدقاء السوء، لكن النتائج كانت صادمة، حسبما روى الأب، إذ أصبح الابن يستغرق من 6 إلى 8 ساعات يومياً في اللعب ويقضي إجازته أمام الشاشات غارقاً حتى اليوم الثاني، وقد سيطر على جسده الخمول والكسل، وأشار المتحدث إلى أن تصرفات ابنه أصبحت عنيفة جدّا، بسبب تقمصه الشخصيات الموجودة في هذه الألعاب.

الجدير بالذكر أن الألعاب الإلكترونية لها دور ترفيهي، كما تنمي قدرات الفرد، لكن الإفراط فيها يهدد صحة وحياة مدمنيها، لذلك من الأحسن أخذ الحيطة والحذر عند التعاطي معها، خاصة أن محتوى بعض الألعاب لا يتماشى مع عاداتنا وتقاليدنا وقيمنا وديننا الحنيف، كما يشير إليه المختصون.