واقع الطفولة بالجزائر

بين التحديات الكبيرة وتفعيل القوانين الخاصة

بين التحديات الكبيرة وتفعيل القوانين الخاصة
  • القراءات: 425
 نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

اهتمّت الشعوب بقضايا الطفولة منذ سنوات، إلاّ أنّ اهتمام الدول العربية لم يظهر بصفة خاصة إلاّ قبل عشرين سنة. وبالموازاة مع ذلك خطت الجزائر خطوات عظيمة، أبرزها كان إصدار القانون الجديد الخاص بحماية الطفل رقم 15-12، المصادق عليه بتاريخ 15 جويلية 2015، والذي وفقا للمادة 146، جعل هذا التاريخ يوما وطنيا للطفل، احتفلت به الجزائر لأوّل مرة في 15 جويلية من السنة الجارية، في سياق يتّسم بتحديات سياسية، اقتصادية، اجتماعية وثقافية عديدة، وفي هذا السياق، تسعى المنظّمات التي تُعنى بالطفل لتجنيب الأطفال تأثيرها السلبي، حيث تشدّد الأطراف؛ من وزارات وجمعيات ومنظمات فاعلة، على الاهتمام بالتعليم، وتعزيز حماية حقوق الطفل كسبيل وحيد لإيجاد حلول مناسبة للعديد من الأزمات. كما تعمل هذه الهيئات على توفير الحماية اللازمة من الآفات الاجتماعية والمخاطر التي تتربّص بالطفل، على غرار الانحراف والاعتداءات والعنف الأسري، كما تعمل على تكريس ثقافة حماية الطفل من خلال برامج متعددة.

برامج ترقية حقوق الطفل ,,, مسلم تثمّن دور الجمعيات 

أكّدت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة مونية مسلم، مؤخّرا خلال إشرافها على إحياء اليوم الوطني للطفولة بحديقة التسلية "الوئام المدني" بابن عكنون، أنّ العمل الجمعوي "سند قوي تعوّل عليه السلطات العمومية في تجسيد البرامج الاجتماعية والتضامنية".  وأشارت مسلم إلى أنّ هذه الاحتفالية التي نُظّمت لأوّل مرة وفقا للقانون الجديد المصادق عليه السنة المنصرمة 2015 والخاص بحماية الطفل، هي تجسيد لروح الدستور المعدل والمصادق عليه، والذي أعطى أولوية استراتيجية لقضايا الطفولة، يعمل بمبدأ ترقية حقوق الطفل، والمساهمة في حماية هذه الفئة الهشة والمرافعة عنها.

ومن هذا المنطلق، ركّزت الوزيرة على "الدور المحوري" للحركة الجمعوية النشطة في مجال الطفولة، وعلى الإرادة القوية للسلطات العمومية في تشجيع العمل الجمعوي الفعال ومرافقته. وفي هذا الخصوص قالت الوزيرة إنّ الدولة تحرص على تعزيز كلّ التشريعات الوطنية، ووضع الآليات الوقائية والحماية، وتوفير الوسائل البشرية والمادية الضرورية، التي من شأنها ضمان حماية الطفولة وترقية حقوقها، مشيرة إلى أن تحقيق هذا الغرض يستدعي تضافر جهود جميع الفاعلين، والتعاون الكامل مع مختلف المؤسسات التربوية والأسرة والجمعيات الفاعلة.

كما أكّدت الوزيرة أنّ الوزارة الوصية سوف تطلق مع الدخول الاجتماعي القادم، "استراتيجية جديدة حول حماية وترقية حقوق الطفل في الجزائر"، معتبرة أنّ الإعلان عن اليوم الوطني للطفل "يُعدّ مكسبا جديدا يضاف إلى مكاسب عديدة تم تحقيقها في هذا المجال".