الصالون الدولي للكتاب موعد لإثراء مكتبة البيت

بناء للعلاقات الأسرية والنفسية

بناء للعلاقات الأسرية والنفسية
  • القراءات: 751
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

جاء معرض الجزائر الدولي للكتاب في طبعته 26، هذه السنة، بالكثير، الذي حاولت دُور النشر خلاله، عرض كل ما يخدم المجتمع الجزائري؛ حيث عرضت مجموعات متنوعة من الكتب والمؤلفات التي تلبي رغبات عشاق المطالعة؛ من كتب تهتم بالدين، والتاريخ، وروايات، وكتب أخرى تخصصت في العلوم والثقافة. وبعضها اهتم بالتنمية البشرية. وغيرها من المجالات التي لا تُعد ولا تُحصى، اجتمعت في أكثر من 300 ألف عنوان.

شهد معرض الكتاب طرح حصة كبيرة من العناوين الموجهة لفئة الأطفال؛ حيث خصص منظمو المعرض جناحا لها، يعكس مدى اهتمام دُور النشر منذ سنوات، بهذه الشريحة من القراء، خاصة بعد أزمة كورونا؛ بهدف تعزيز مهارات الطفل العلمية والثقافية والسلوكية، وحتى الترفيهية، لبناء شخصية مستقبلية واعية، ومتزنة، تدرك سبل الاندماج في المجتمع بالطريقة الصحيحة.

للطفولة حصة الأسد من "سيلا"..

اهتمت دور النشر بمواضيع عديدة تخص الطفل؛ حيث عرضت عناوين مختلفة؛ بين كتب تاريخية، وأخرى دينية؛ كقصص الأنبياء والسيرة النبوية، وفنون مختلفة؛ بين كتب الرسم وأخرى للخط. كما تم تخصيص جناح للأطفال من ذوي الهمم، وكتب خاصة بهم مختلفة أيضا؛ بين روايات، وكتب تاريخ ومعرفة، وأخرى للغات؛ على غرار المكتبة الخضراء، التي عرضت سلسلة رائعة لقصص الأنبياء، بأسلوب سلس وبسيط، موجه للطفل من سن سبع سنوات فما فوق، باللغتين العربية والفرنسية، وهي حديثة لسنة 2023.

تعزيز مهارات الأطفال من ذوي الهمم...

عرضت مؤسسة "حورس" الدولية للنشر والتوزيع، برامج خاصة بذوي الهمم، اختلفت عناوينها بين "تمهين التعليم في التربية الخاصة"، و"الاضطراب المشترك"، تهتم بإعطاء رؤية ومدخل جديد عن تشخيص الاضطرابات عند الطفل، إلى جانب كتاب "التقويم والتشخيص في التربية الخاصة" للدكتور خالد عبد الرزاق النجار، المختص في علم النفس من كلية التربية للطفولة المبكرة من جامعة القاهرة، وكتاب "الطلاب الموهوبون والإعاقات التعليمية"، الذي يهتم بعسر القراءة بشكل خاص، وأجزاء من قاموس "الإشارى المصري" الموحد للصم، إلى جانب كتب أخرى لذوي اضطراب طيف التوحد.

وإلى جانب كل تلك الكتب الموجهة للطفل في الإطار التثقيفي المعرفي، خُصصت أجنحة أخرى للترفيه، عادة ما تكون طريقة للتعلم عن طريقه؛ كمنشورات "غميضة "، وهي إحدى المجلات على شاكلة الشريط المرسوم مائة بالمائة جزائرية، بشخصيات جزائرية، وثقافة شعبية. حدّثت "المساء"، في هذا الصدد، صبرين بوراس، المكلفة بالتسويق بمجلة غميضة، قائلة: "إن المجلة متخصصة في أدب الطفل.

أول إصدار لها كان في 2019. واليوم تعرض عددها 12. وسبق لها أن شاركت في معرض الكتاب المنظم كل سنة، إلى جانب الشريط المرسوم بعنوان " يوميات مروى "، من رسم وتأليف حورية كوزة. وتهتم المجلة، حسب صبرين بوراس، بـ "تعزيز حب المطالعة عند الطفل من ست سنوات، بفضل الخط الواضح، والعربية السلسة، وتشكيل الحروف؛ لتمكين الطفل من مطالعتها بدون صعوبة أو حاجته إلى البالغ لمساعدته ".

وأكثر ما يثير اهتمام الأولياء في اقتناء هذه المجلة، تقول محدثتنا، أنها " تعكس الثقافة الشعبية للجزائريين، وبذلك تعزز المعرفة بالعادات والتقاليد المحلية، وهي أيضا تحمل في طياتها حكما وعبرا، يستمدها الطفل من خلال القراءة".

تقدير الذات.. أول مرحلة لبناء شخصية الطفل

أشارت حفصة بكليم من مؤسسة "رواحل" لتطوير المناهج وإعطاء حلول عملية، إلى أن الصالون جاء في هذه الطبعة، بجديد في مجال الاهتمام بالطفل والطفولة، في إطار إبداء مدى اهتمام الجهات المعنية بترقية الطفل؛ قالت إن "مؤسسة رواحل تولي عناية خاصة بالطفل؛ حيث تسعى من خلال الورشات، إلى توعية الأطفال، وصقل مهاراتهم في جو تربوي يعزز المشاركة الفاعلة في العمل المجتمعي بكافة أشكاله الخدماتية والثقافية والاجتماعية. كما تسعى المؤسسة إلى تقديم النموذج الإنساني الراقي، وتحفيز المجتمع نحو تبنّي مكارم الأخلاق، وتطبيقها من خلال خطوات وأهداف واضحة وبرامج مدروسة، من شأنها أن تصحح نظرة الإنسان إلى نفسه، ونظرته إلى الحياة مهما كان صغيرا ".

وأضافت محدثة "المساء"، أن صقل المهارات وتطويرها وتعزيز الشخصية وبناءها، يكون منذ السنوات الأولى من عمر الإنسان، مشيرة إلى أن "المؤسسة صممت منهاجا خاصا بتقدير الذات، يُعد آخر إصداراتها بعنوان " تقدير الذات "، موجةا للصغار؛ إذ تحاول تلك الصفحات مساعدة الطفل في حل مشاكله النفسية البسيطة؛ من خلال تعاريف واضحة، وتمارين سهلة، يدرك من خلالها نقاط القوة والضعف في شخصيته، وكيف ينجح في دراسته؛ فهي تهتم أكثر بالجانب النفسي للطفل".