طباعة هذه الصفحة

الحجر المنزلي يفرض العودة إلى الحياة القديمة

بعيدا عن محلات البيتزا والصالونات.. التفاف حول موائد الأمهات

بعيدا عن محلات البيتزا والصالونات.. التفاف حول موائد الأمهات
  • القراءات: 884
❊أحلام محي الدين ❊أحلام محي الدين

يبدو أن ثمار الحجر المنزلي الوقائي الصحي بدأت تجني ثمارها في معظم أحياء العاصمة، على غرار حي عين النعجة بجسر قسنطينة؛ حيث عمدت الأمهات للاستجابة لنداء المختصين والسلطات، لحماية أفراد الأسرة بإبقاء الصغار بالبيت؛ حيث خيّم الهدوء على الأماكن. كما أن أمر بقاء أفراد الأسرة مع بعض خلال هذه المرحلة العصيبة من عمر البشرية جمعاء، ولّد إحساسا بالأمان والطمأنينة في قلب البيت؛ لأن العدوى خارج أسوار المنازل؛ حيث اجتهدت الأمهات في تحضير الأطباق التقليدية لإبقاء الأبناء في البيت.

على خلاف العادة؛ فمحلات بيع البيتزا والقرنطيطة والأطعمة الجاهزة أغلقت أبوابها؛ حفاظا على أرواح الناس وسلامتهم، ليجد كل فرد الملاذ والراحة في أحضان البيت، الذي كان لوقت غير بعيد، مجرد مرقد للكثيرون وبشهادتهم؛ فإنه الآن بعد المستقبل للجميع بعد المفر من الداء، خاصة بعدما فهم الكثيرون أنه من الهدي النبوي في حماية الأنفس وقت الطواعين والأوبئة؛ يقول "محمدك« (صيدلي): "العالم كله أدرك قيمة الحجر، وهو ما تطرقت إليه صحيفة أمريكية مؤخرا، حيث أشارت إلى أن المعلم الذي علّم البشرية كيفية الحفاظ على البقاء هو الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ومعظم مواطنينا أدركوا قيمته الآن، وهو أقوى حماية للجميع إلى حين يُرفع البلاء عن الأرض".

وفي اتصال ببعض الصديقات والأمهات العاملات بوجه خاص، أكدن في حديثهن لـ "المساء"، أنهن وجدن في البقاء إلى جانب أفراد الأسرة وأبنائهن خاصة الصغار، فرصة للتقرب منهم وفهم مطالبهم ورغباتهم. وأكدتآمال (موظفة) أنها تفاجأت بابنتها الوسطى صاحبة الأربع سنوات، ممسكة بجبتها في كل ركن من البيت كما لو أنها تخشى ذهابها في أي لحظة؛ تقول: "رغم كل الأجواء المخيفة المحيطة بنا ككل البشر، إلا أن جلوسي إلى جانب أبنائي واللعب معهم وسؤالهم عما يريدون تناوله من أطعمة في ذلك اليوم، يجعلني أنسى الحالة العامة التي لا أغفل عن معرفتها من خلال التلفزيون، لكني لاحظت التعلق الغريب العجيب لابنتي الوسطى بي، والتي طارت فرحا لما أخبرتها أني سأبقى إلى جانبهم"، في حين اختارت الكثيرات أن يدرن الوقت بأساليب مختلفة، احتلت فيها العودة إلى الأطباق التقليدية المكانة الرئيسة في مختلف المناطق، وثم الاعتماد على الأطباق التي يحبها أفراد الأسرة؛ تقول مريم: "لقد حرصت على تحضير الأطباق التقليدية الصحية المعروفة برفع الطاقة، على غرار الكسكسي والبركوكس، لأمنع خروج الأبناء من البيت لشراء الخبز؛ لأنني أخشى عليهم من الاحتكاك، ولا آمن عليهم العدوى. كما برمجت لتحضير خبز الدار أو الفطير والمطلوع يوميا، حتى يأكلوا جيدا إلى أن تمر هذه الجائحة علينا؛ فالأمن والأمان والاستقرار خير كبير، فهمنا معناه الآن".

وأقر الكثير من الشباب بأن الظرف شبيه بأيام رمضان من حيث إلزامية الأكل في البيوت، مشيرين إلى أنها فرصة لتناول طعام الأمهات، اللواتي يُصررن في الأيام العادية، على تناوله مع رفضهم بحجة أن الأكل الخفيف والساندويشات هي ما يروقهم. وأشار إسلام إلى أنه لأول مرة في حياته يكتشف أمورا كان غافلا عنها؛ يقول: "لقد رأيت الخوف الشديد في عيني الوالدة، التي أمرتنا بالجلوس في البيت خاصة أننا لا نملك عملا قارا، مضيفة أنها ستوفر لنا كل احتياجاتنا من المأكل والمشرب، ومن الأطباق التقليدية التي نحبها. وقد فعلنا ذلك ولا نخرج إلا للضرورة القصوى كشراء الدواء".