أفرزها النسيج العمراني

بشار تتجند لمحاربة تزايد النفايات المنزلية

بشار تتجند لمحاربة تزايد النفايات المنزلية
تزايد النفايات المنزلية
  • القراءات: 1093

فرضت الوتيرة المتنامية للنسيج العمراني ومظاهر التمدن الذي شهدته بلدية بشار خلال العشرين سنة الأخيرة، على غرار باقي بلديات الوطن، احتياجات جديدة بخصوص التكفّل بالجوانب ذات الصلة بالمحيط البيئي العام، حيث أفرز هذا التطور السريع للخريطة العمرانية متطلبات ملحّة، لاسيما ما تعلّق منه بالنظافة والصحة العمومية وضروريات أخرى للتكفّل بنتائج هذا التوسع، والتي من بينها تزايد كميات النفايات المنزلية الأخرى  التي تنتج يوميا بهذه البلدية، التي تتربع على مساحة 5.050 كلم مربع.

تبرز هذه الظاهرة في تجميع النفايات في مواقع محاذية للمكبات المتواجدة بالوسط الحضري، بسبب رميها العشوائي من طرف المواطنين وأصحاب المطاعم، غير الواعين بالنتائج الوخيمة التي يسببها هذا النوع من  التصرفات غير الحضارية على الصحة العمومية.  تؤثّر فترات الحر الشديد بشكل أكبر على المحيط وصحة المواطنين، بسبب انتشار تلك النفايات والمخلفات الأخرى التي تنبعث منها روائح كريهة، وما  تشكله من بؤر لانتشار الحشرات الضارة الزاحفة منها والطائرة، مما يستدعي مراجعة كلية لمخطّط جمع النفايات من أجل احتواء الخطر الذي يهدّد الصحة العمومية جراءها، وهو ما يستلزم وضع شبكة لمكبات الردم الباطني للنفايات، كما يبرزه ممثلو لجان الأحياء.  يتعين تزويد العديد من الأحياء، على غرار أحياء بشار جديد والدبدابة التي تحصي أزيد من 120 ألف نسمة، بهذا النوع من المعدات البيئية العمومية،  من أجل وضع حد لوضعية استمرت لمدة طويلة، كان بإمكانها أن تتسبب في نتائج وخيمة على الإطار المعيشي العام والصحة العمومية للسكان، مثلما يرى العديد من المواطنين.

تسجيل مشروع تعميم مكبات الردم الباطني 

بالفعل، مسألة إنجاز وتعميم مكبات الردم الباطني للنفايات عبر مدينة  بشار، هو الحل المناسب الذي تقترحه المؤسسة العمومية ساورة- نت،  لتعزيز شروط النظافة وعمليات جمع مختلف أصناف النفايات، حسبما أقرته مديرية المؤسسة.  من جهة أخرى، شرع في إجراء اتصالات مؤخرا، مع قطاع البيئة والمجلس الشعبي البلدي، لإعداد وتسجيل مشروع إنجاز مثل هذه التجهيزات العمومية على مستوى القطاعات الثلاثة الكبرى لمدينة بشار، وهي بشار جديد والدبدابة ووسط المدينة، بغرض تحسين النظافة وعملية التكفل بالنفايات عبر هذه المدينة التي تحصي أزيد من 300ألفنسمة،حسبمديرالمؤسسة،بوفلجةبنحليمة.

يقول السيد بن حليمة إذا تمكنا من تجسيد هذا المشروع عن طريق الدعم المالي للدولة، سنضع حدا لمكبات النفايات المنزلية التي تشوّه الإطار الحضري لمدينة بشار، وسنقوم بتسهيل عملية الجمع اليومي لتلك النفايات وأصناف أخرى، من خلال فرقنا المختصة البالغ عددها 40 فرقة”. تتطلع ساورة- نت التي تقوم فرقها يوميا بجمع أزيد من 180 طنا من النفايات المنزلية وغيرها، إلى مراجعة مخطط جمع النفايات الذي تم إعداده سنة 2008، ولا يستجيب للاحتياجات الحقيقية لبلدية بشار في هذا الخصوص.  تساهم من جهة أخرى، بمشاركة المجتمع المدني، في تحسين الإطار المعيشي لسكان هذه الجماعة المحلية، من خلال العديد من العمليات الخاصة بتنظيف الأحياء والتجمعات الحضرية الكبرى لمدينة بشار، حيث تمكّنت من تحويل 15 موقعا عشوائيا لرمي النفايات إلى مساحات خضراء حقيقية،  بمشاركة الحركة الجمعوية التي أثبتت تعاونها التام مع المواطنين في سبيل تحسين نظافة المحيط في الوسط الحضري. 

استئصال نحو ثلاثين ” نقطة سوداء

سمحت صيغة التعاون والتنسيق مع الحركة الجمعوية، من القضاء على ثلاثين نقطة سوداء عبر بلدية بشار، حسب المسؤول الذي أكد على ضرورة الاستماع لممثلي لجان الأحياء من أجل ترقية نظافة المحيط عبر مجموع أحياء المدينة”. مشيرا إلى أن العائق الأساسي بالنسبة للمؤسسة،  هي أسواق الخضر والفواكه، لاسيما سوق بوهلال وسط المدينة، والذي يتعيّن أن يتكفّل المجلس الشعبي البلدي بعملية تجديده، بعدما أصبح لا يستجيب للمعايير الوطنية للنظافة والصحة العمومية، فالسوق الذي شيّد سنة 1974 وسط مدينة بشار، محل اعتراضات من طرف المستهلكين بسبب وضعيته المتردية، سواء من حيث النظافة أو الجانب الصحي، وهي الوضعية التي لا تستجيب إطلاقا للمعايير الوطنية في هذا المجال، مما يستدعي تجديده بالكامل، ليتمكن من تلبية احتياجات السكان، حسبما يراه العديد من المواطنين.   في السياق، تحتاج النظافة ببلدية بشار إلى بذل المزيد من الجهود، حيث كشف ـبالمناسبةـ عضو جمعية المبادرة الوطنية لحملة النظافة والتشجير بعرج هوقانة، عن قيامهم في الآونة الأخيرة بعملية تنظيف واسعة على مستوى العديد من المدارس الابتدائية عبر المدينة، اعتمادا على إمكانياتهم، لجعل تعليم الأطفال أكثر متعة وتنمية، مشيرا إلى أن الجمعية التي قامت بعملية واسعة لتشجير 40 ألف شجيرة من مختلف الأصناف عبر ولاية بشار، من سبتمبر 2016 إلى غاية أفريل 2017، تتطلع إلى المبادرة قريبا بعمليات تنظيف عديدة، سواء على مستوى بلدية بشار أو الجماعات الأخرى بالمنطقة، لترشيد ثقافة حماية المحيط الحضري للمدن والنظافة  العمومية.