أخصائي التغذية كريم مسوس يؤكّد:

بروز ثقافة استهلاكية وسط المجتمع

بروز ثقافة استهلاكية وسط المجتمع
أخصائي التغذية كريم مسوس
  • القراءات: 677
 نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

دعا أخصائي التغذية كريم مسوس إلى ضرورة تبني سلوك غذائي رشيد وتفادي السلوكيات الخاطئة التي تضرّ بالصحة، مشيرا بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة داء السكري، الذي نظم مؤخرا، إلى أن التقليل من مادتي السكر والملح قاعدتين أساسيتين لصحة جيدة، وشدد في حديثه لـ»المساء» أن «ممنوع المنع» هو الشعار الذي يحمله عند حديثه مع الأشخاص الذين يستشيرونه من اجل حمية غذائية سليمة.

أوضح المتحدّث انتشار هذه الثقافة اليوم بين العديدين، والدليل الإقبال المتزايد على مراكز الأخصائيين الغذائيين، خصوصا من النساء المتزوجات اللواتي يبحثن عن الرشاقة ويحاولن الرجوع إلى قياسهن السابق قبل الولادة، حيث قال أنّ الكثيرات يستشرن اليوم أخصائيين في التغذية سواء عبر إقبالهن على مراكز الأطباء الأخصائيين المنتشرين في مختلف الولايات، أو بكلّ بساطة المشاركة في برامج أخصائيين عالمين عبر الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، التي أصبحت تروّج لثقافة استهلاكية رشيدة وصحية من خلال مجموعة من النصائح التي تقدّم على شكل برنامج شهري يعطي تفاصيل الوجبات الغذائية لليوم الكامل.

وفي هذا الخصوص، شدّد المتحدّث على ضرورة استشارة تلك البرامج التي تطابق عادات وتقاليدنا الغذائية، حيث أنّ الميزات العربية المرتبطة بمطبخنا تختلف عن المطبخ الأوروبي أو الأمريكي، هاتين الأخيرين لها نظام خاص بهم وكذا مواد غذائية تختلف عن موادنا، سواء من حيث النوعية أو كذا تقاليد الطبخ.

وأشار مسوس إلى أنّ المائدة الجزائرية تتميّز باختلاف الأطباق التقليدية، مثل الكسكسي، الزفيطي، الشخشوخة، الدوبارة، وغيرها من الأطباق المعروفة بـ»المرقة»، تتميّز بغناها بالمواد الدسمة لاحتوائها على اللحوم، وكذا السكريات نظرا لأنّ الكثير منها محضر من العجائن، وقال الأخصائي أنّ قاعدة «ممنوع المنع» التي لابد أن يطبقها الفرد خلال حمياته الغذائية، سواء كان مصابا بمرض مزمن كالسكري، أو الضغط الدموي، من خلال حميات غذائية تجنّبه المضاعفات الصحية، أو بكل بساطة فقط من اجل الوقاية من إصابته بمرض معين وهذا من خلال إتباع حمية سليمة بعيدة عن المخاطر الصحية، ويقصد بقاعدة «ممنوع المنع»، يضيف المتحدث، أنّه ليس المقصود بذلك السماح للنفس بتناول كل ما تشتهيها، وإنما يقصد بذلك تعديل الوصفة لتكون صحية أكثر، كتقليل الملح، الزيت، السكر لنفس الوصفات، مع التركيز على الخضروات والفواكه، واستهلاك اللحوم باعتدال، تقليص حجم الصحن بالنسبة للحصة المستهلكة.

وحذّر المتحدّث من الاستهلاك المفرط للمشروبات الغازية وحتى العصائر غير الطبيعية التي تحتوي على نسب عالية من السكر، مشيرا إلى أنّه لابدّ من عدم الوقوع في فخ دعايات «العصائر الطبيعية» أو «الصحية» أو «الخالية من السكر» أو دون مواد حافظة، فكلّها منتجات غير صحية، حتى التي يكون مصدرها من دول رائدة في المجال، موضحا أنّ المنتجات الطبيعية تبقى أحسن خيار أمام الفرد للحفاظ على صحته.

وفي الأخير، دعا مسوس إلى تجنّب الأكل ما بين أوقات الأكل، لاسيما المواد الغنية بالدسم والسكريات، كالبيتزا، الهمبرغر، السندويشات وكذا الحلويات، وتبني بدلها سلوكيات أكثر سلامة كالخضر والفواكه المغذية.