أسواق الملابس المستعملة "الشيفون"

بديل العائلات المعوزة لاقتناء ملابس العيد

بديل العائلات المعوزة لاقتناء ملابس العيد
  • 963
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

أدى تدني القدرة الشرائية للكثير من العائلات، نتيجة مخلفات جائحة "كورونا"، وما تبعه من تعطل في مداخيل فئة واسعة، إلى البحث عن بدائل لنفقاتهم اليومية، كالأكل واللباس. ولاستقبال العيد، بدأت بعض الأسر المعوزة في رحلة البحث عن بديل للغلاء، الذي مس هذه السنة على وجه التحديد، أغلب ملابس الأطفال المستوردة، حيث توجهت نحو محلات وأسواق الملابس المستعملة، أو ما يعرف بـ"الشيفون".

وجدت بعض العائلات ضالتها في سوق الملابس المستعملة، التي رغم ارتفاع سعرها خلال هذه السنة، حسبما أكده البعض ممن حدثتهم "المساء"، إلا أنها تبقى منخفضة السعر مقارنة بالملابس الجاهزة، لاسيما أنه يمكن وصفها بـ"شذرات ذهب"، على حد تعبير الكثيرين. "الشيفون" اسم أطلق على الملابس المستعملة، وقد وُجدت لها في الجزائر أسواق ومحلات تخصصت في تجارتها، من خلال اقتناء أطنان منها وتسويقها، فبعض التجار فصل كل قطعة على حدى؛ السراويل والأقمصة والتنانير والأحذية وكذا حقائب اليد، والبعض يفقه في نوعيتها ويرتبها على أساس خاماتها أو علاماتها التجارية، وبين هذا وذاك، وجد الكثير من المستهليكن ضالتهم في تلك الأسواق، منهم من يبحث عن القطعة الأصيلة، في حين يقتني آخرون قطعا وفق ميزانيتهم المحدودة.

وفي جولة "المساء" بأحد الأسواق، التي ذاعت شهرتها في عرض بضائع "الشيفون"، والواقع بحي درقانة في بلدية برج البحري، حيث أثار دهشتنا، العدد الهائل من العائلات التي توافدت على تلك السوق الأسبوعية منذ أولى ساعات النهار، رغم أن أيام رمضان تشهد سكونا في الحركة خلال الصباح، وقد أبدى من تحدثنا معهم في تلك السوق، اعتيادهم على التوافد على محلات وأسواق "الشيفون"، في حين أكد آخرون أنها أضحت تقليدا جديدا، بعد الارتفاع الجنوني في أسعار الملابس الجاهزة الجديدة، التي بات البعض لا يستطيع توفير جميع حاجياته منها. هذا ما أوضحه معاد ـ رب عائلة ـ رفقة صبيه، الذي قال إن سوق "الشيفون" أصبح ملاذه لاقتناء ملابس العيد لأطفاله الثلاثة، موضحا: "أصبح من المستحيل توفير كافة حاجيات أبنائي من الملابس في هذه المناسبة"، ولعدم تفويت فرصة الفرحة بالعيد دون منح الأطفال فرصة ارتداء ملابس جديدة، يفضل البحث عن ملابس بأقل سعر".

من جهتها، قالت مونية، أم لتوأم، إن تلك السوق يمكنها أن توفر ملابس ذات نوعية جيدة وبأسعار أقل، كل ما يجب القيام به هو اقتناء القطع الأقل اهتراء، فمنها ما لا يزال عليها بطاقة العلامة التجارية أو الماركة، وهو ما يدل على أنها جديدة ولم يتم لبسها مطلقا، مضيفة أنها تحرص على غسلها جيدا قبل استعمالها. أما وداد، فقد أكدت أنه سبق وأن اقتنت ملابسها وملابس طفلها الصغير المخصصة للعيد من تلك السوق، مشيرة إلى أن تراجع قدرتها الشرائية، لاسيما أن زوجها بات عاطلا عن العمل، بسبب جائحة "كورونا"،  مما دفعهم إلى البحث عن بدائل للنفقة على العائلة، دون أن تضع الأسرة نفسها في ضيق مالي.