الاحتفال بعيد "الفالنتين" للتعبير عن الحب
بدعة يستنكرها الأئمة وموعد لسلب أموال السذج

- 822

حذر الإمام علي عمر خوجة، إمام مسجد "الفلاح" ببلدية بولوغين في العاصمة، من بعض الاحتفالات الغريبة عن الدين الإسلامي، بل والمروجة لديانات أخرى، مشيرا إلى أن من أكثر الأعياد صيغة وسط الشباب الجزائري، الاحتفال بعيد الفالنتين، أو ما يسمى بعيد الحب، وفي ذلك تبجيل لديانة غير الإسلام، حتى وإن كان في نية محتفليها التعبير عن الحب لطرف ثان.
قال الإمام، إن الأعياد من شعائر الأديان، أي تعبر عن الانتماء لديانة معينة، فمن دان بدين احتفل بأعياده، ولا يحتفل بدين غيره والعكس، ومن احتفل بعيد من غير ديانته، فهو يعرب عن انتمائه لدين غير دينه بطريقة ساذجة، فإحياء مثل هذه الممارسات وسط مجتمع مسلم، سيجعل منها تقليدا للأجيال القادمة، وسوف تعمل على طمس الهوية الحقيقية للمجتمع الجزائري المسلم، فهي تقاليد غير تقاليدنا. وأضاف أن طريق الضلال متعدد، واختصار تلك الطرق، اتباع ملة الكفار والامتثال لما يقومون به، رغم أن لا فائدة فيها، بل مجرد احتفالات ابتكرها الأذكياء لسلب أموال السذج ودفعهم لاقتناء الهدايا في مثل هذه الأيام.
من مظاهر الاحتفال قبل أسبوع تقريبا، تبرز عروض المحلات المغرية والمتمثلة أساسا في تخفيضات لملابس وعطور وشكولاطة مزينة بورود، أو غيرها، تعكس نوعا من الرومانسية التي يمكن تقديمها لشخص آخر، تعبيرا عن الحب والعشق له، في حين تقترح مطاعم عروض خدماتها، لاستقبال عصافير الحب في أجواء رومانسية. وقد استنكر إمام المسجد مثل تلك السلوكيات، التي اعتبرها استغلالا لسذاجة البعض، مشيرا إلى أن الإسلام أكثر الديانات المقدسة للحب للأخ والأخت والأبوين والزوجين..، لكن لا يخصص الإسلام يوما فقط للاحتفال بذلك، أو التعبير عن قوة تلك المحبة، أو قياسها بمقدار ما يتم تقديمه في يوم واحد، بل المودة معاملات وتقدير واحترام وماديات، كل حسب مقدرته، وليس غير ذلك.
يقول الإمام، إن انتشار هذا الاحتفال وسط الشباب، مرده ضعف إيمانهم، وحتى هشاشة شخصيتهم، فلو أدرك هؤلاء حقيقة معنى الاحتفالية لأعادوا التفكير بخصوصها، فحسب المؤرخين، في بداية دعوة النصرانية في الرومان، أصدر الإمبراطور كلايديس الثاني قرارا بمنع الزواج على الجنود، وتصدى رجل نصراني راهب يدعى فالنتاين لهذا القرار، فكان يبرم عقود الزواج خفية، فلما افتضح أمره، صدر حكم الإعدام في حقه، وفي السجن وقع في حب ابنة السجان سرا، لأن شريعة النصارى تحرم على القساوسة والرهبان الزواج وإقامة علاقات عاطفية، لكن شفع له لديهم ثباتُه على النصرانية، حيث عرض عليه الإمبراطور أن يعفوَ عنه على أن يترك النصرانية ويعبُد آلهة الرومان، ويكون لديه من المقربين ويجعله صهرا له، إلا أنه رفض هذا العرض وآثر النصرانية، فأُعدم يوم 14 فيفري عام 270 ميلادي، ليلةَ 15 فيفري عيد الرومان، ومن ذلك الحين أطلق عليه لقب القديس وبات يحتفل به وسط النصرانيين.
في الأخير، قال الإمام، إن اتباع ملة الكفار محرم، ولابد من الابتعاد عن هذا النوع من البدع التي لا قيمة ولا نفع لها، إلا طمس الهوية الإسلامية والانتساب لديانة محمد عليه الصلاة والسلام. للإشارة، مواكبة للاحتفال، تخصصت بعض الصفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خلال هذه الأيام، في طرح عروض للراغبين في الاحتفال، بل وحثهم على ذلك، من خلال خدمة ما سموه بـ"بوكس الحب"، وهي علب وضع داخلها أكل سريع لشخصين، كـ"هامبرغر" أو "ساندويتشات" وعصائر، أو حلوى وشكولاطة، تتراوح أسعارها بين 2200 دينار و3000 دينار للعلبة، مستغلين بذلك المناسبة للترويج لسلعهم.