عمر درارمة صاحب مؤسسة فرز النفايات وتثمينها:

بدأت بالزجاج وأتطلع إلى النفايات المسترجعة

بدأت بالزجاج وأتطلع إلى النفايات المسترجعة
عمر درارمة صاحب مؤسسة فرز النفايات وتثمينها رشيدة بلال
  • القراءات: 945
❊رشيدة بلال ❊رشيدة بلال

يعرض السيد عمر درارمة، تجربته المميزة في حماية البيئة، وشعاره في ذلك حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها لا اله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق". وحسبه، فإن هذا الأذى تحول إلى مصدر رزق يبدأ بالفرز وينتهي بإعادة التدوير والتثمين، مثل الزجاج الذي اختار الاستثمار فيه.

المبدأ العام الذي انطلق منه السيد درارمة، الحاصل على ماجستير في إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية، مدرب التنمية البشرية ومساعد بهيئة الأمم المتحدة في إنشاء المشاريع، صاحب مؤسسة لفرز النفايات الخاصة وتثمينها "العمارية... بيئة في خطر"، هو التحدي الذي يواجه البيئة اليوم ولم يكن كبيرا فيما مضى، حيث كانت مختلف الأغذية، حسبه، طبيعية يجري استهلاكها مباشرة مما تنتجه الأرض من خيرات ولا تخلّف الكثير من النفايات، وانتشرت اليوم الأغذية المعلبة والمصنعة التي أهم ما يميزها، التغليف الذي تحوّل إلى أهم خطر أصبح يتهدد البيئة، فهذا التغيير ومواكبة التطور الصناعي، فرض إجبارية تغيير سياسة التعامل مع ما ننتجه من نفايات، لاسيما أنها أضحت اليوم تشكّل أكبر تهديد للبيئة بالنظر إلى صعوبة تحلّلها كالزجاج والبلاستيك.

حسب محدثنا، كانت الانطلاقة في التأسيس لمؤسسة تعنى بفرز النفايات، واختار مادة الزجاج، وجاء ذلك صدفة بعد وقوفه يوما على حادثة تفريغ شاحنة بإحدى المساحات عددا معتبرا من الزجاج، فدفعه فضوله إلى الاستفسار عن الكيفية التي يمكن الاستفادة منها بالنظر إلى كثرتها، ورغم أن المخابر التي اتصل بها أكدت له صعوبة الاستثمار في هذا المجال، كون الزجاج من المواد التي لا تخلط مع غيرها، وأن الأمر يتوقف على التعقيم وإعادة التدوير، كل هذا زاده إصرارا على الاهتمام بهذا النوع من النفايات، ومن هنا كانت الانطلاقة، يقول "بدأت بعملية الفرز، ومن ثمة  التعقيم وإعادة التدوير وتحول هذا الاستثمار إلى مصدر رزق هام، والتحدي الأكبر هو حماية البيئة من هذا النوع من النفايات الصعبة". مشيرا في السياق، إلى أن المعارض لعبت دورا كبيرا في التعريف باستثماره، من خلال عرض تجربته وربط  علاقات شراكة مع مستثمرين مهتمين بالبيئة عرب وأجانب.   

اهتمام محدثنا بالزجاج كنفايات يجري فرزها وإعادة تدويرها، جعلته بعد إنشاء مؤسسته التي سماها "بيئة في خطر"، يتطلع إلى الذهاب إلى أبعد من ذلك، حيث وسع من دائرة اهتمامه وانتقل إلى استرجاع الكرتون والبلاستيك، موضحا أن عمله لم يعد يقتصر على تسيير المؤسسة، إذ أنه وبالنظر إلى ما يتمتّع به من مؤهلات علمية وخبرات، يسعى إلى دفع الشباب للاستثمار في هذا المجال الخصب، من خلال الإشراف عليها، ويضيف "سأعنى بتدريبهم وإكسابهم مهارات تسيير مؤسسات والاستثمار في البيئة". موضحا في السياق أن التجربة انطلقت في تونس، حيث تمّ تدريب شباب ويتطلع في الأيام القليلة القادمة إلى المشاركة في أشغال ملتقى بتركيا،  لتعليم اللاجئين السوريين كيفية التحضير للفكرة وتطويرها وتأسيس مؤسسة".

عن مشاركته في الصالون الدولي لاسترجاع وتثمين النفايات الصناعية بالعاصمة مؤخرا، أشار محدثنا إلى أن مشاركته كانت بعرض تجربة مميزة في استغلال المواد المسترجعة من النفايات، في إنتاج مساحات الأرض "المكانس المخصصة لتجفيف الأرضية من المياه". أما المشروع الثاني، فيتمثل في جلب آلة لاسترجاع زيوت السيارات وهي تدخل ـ حسبه ـ في إطار ربط علاقات استثمار مع أجانب، حيث تمكنا ـ يوضح ـ«بعد الخضوع لتكوين من جلب آلة مختصة في إعادة استرجاع الزيوت المستعملة".

عن مدى وعي المجتمع بالبيئة، بالنظر إلى تجربته الطويلة، أشار محدثنا إلى أن درجة الاهتمام بها بدأت تأخذ منحنى إيجابيا، ولتفعيلها أكثر، اقترح تحويلها بلغة تجارية إلى قضية ربح وخسارة، الأمر الذي يشجع على الاستثمار فيها".