إقبال المغتربين والسياح على معرض الصناعات التقليدية

بحث عن هدايا مميزة ومنفردة

بحث عن هدايا مميزة ومنفردة
  • القراءات: 1697
 رشيدة بلال رشيدة بلال

تحول فضاء "مصطفى كاتب" إلى مرجع للباحثين عن هدايا مميزة ومنفردة في موسم الصيف الذي يعرف عادة بكثرة المناسبات والأفراح، على غرار الأعراس، بالنظر إلى كثرة المعارض الخاصة بالصناعات التقليدية التي تقام فيه وجعلت المواطنين وحتى الأجانب  والمغتربين يقصدونه بحثا عن هدايا فريدة من نوعها.

يعج فضاء "مصطفى كاتب" وإلى غاية حلول شهر سبتمبر المقبل، بعدد كبير من الحرفيين الذين اجتهدوا في جلب أجمل ما جادت به أناملهم من وحي التراث، حيث تستوقفك وأنت تتجول بالمعرض جمالية المعروضات التي تباينت بين الحلي التقليدية والمصنوعات الجلدية من حافظات نقود وتحف خشبية لصناديق تعود بالنظر إلى شكلها المزخرف والمتقن إلى العهود الغابرة، حيث كانت تستخدم في منازل القصبة العريقة لإخفاء الثياب، وكذا تحف السيراميك التي حملت  ألوانا وأشكالا مميزة من التراث الأمازيغي والصحراوي. وحسبما لاحظته "المساء"، فإن الإقبال على هذا الفضاء كبير من الزوار على اختلاف شرائحهم العمرية، الأمر الذي دفعنا إلى الاستفسار من  الحرفيين عن غاية الزوار من اقتناء هذه التحف؛ هل هو عشق التحف التقليدية أو شيء آخر؟

كانت البداية مع الحرفية أمال بالكيسة التي كانت تعرض مجموعة متميزة من التحف الممثلة في لوحات تصور أماكن تاريخية في الجزائر، إلى جانب مرايا مزينة بفسيفساء دقيقة الصنع وعلب خشبية  مختلفة الأشكال والأحجام، وردا عن سؤالنا حول مدى انتعاش سوق الحرف التقليدية في موسم الصيف، أكدت محدثتنا "أن أغلب الزوار من الذين يلجون المعرض هدفهم من الشراء هو تقديم التحف أو المشغولات التقليدية كهدايا خاصة، خصوصا أننا في موسم الصيف، حيث تكثر الأفراح ويجد البعض صعوبة في الحصول على هدية مميزة، لاسيما إن كانت المناسبة فريدة من نوعها.

وهو نفس الانطباع الذي رصدناه عند الحرفية فريدة التي أبدعت في عرض تحف مزخرفة على الخشب والزجاج، حيث قالت؛ "إن زوار المعرض يتطلعون من وراء زيارة المعرض إلى البحث عن تحف فريدة من نوعها، وهو ما نؤمنه نحن كحرفيين لأننا عادة عندما نصنع التحف لا نصنع أخرى تشابهها، من أجل هذا يسألنا دائما الزوار الراغبون في تقديم ما نصنعه كهدايا إن كانت فريدة من نوعها، هذا من جهة، ومن ناحية أخرى الأسعار جد معقولة ولعل هذا ما يفسر أيضا  التهافت الكبير على تحفنا أمام كثرة المناسبات المختلفة في الصيف.

الزي التقليدي المطرز مطلب  المدعوين إلى الأعراس 

من بين الصناعات التقليدية التي كان الطلب عليها كبيرا لتقديمها كهدايا في هذا الموسم الذي يعرف بكثرة حفلات الزفاف، تقام فيه مختلف المشغولات اليدوية المطرزة ممثلة في البرنوس المطرز باليد، الأوشحة المطرزة بغرزات مختلفة، مثل غرزة "المنزل" وغرزة "النابل" و«قارديرا"، إلى جانب الأفرشة المطرزة بالطرز الجزائري ومفارش الطاولات والستائر والوسائد المزينة بالطرز البربري وأطقم الرفوف، دون أن ننسى الجبة القبائلية بكل ما تحمله من دلالات وأكسيسورات، وحسب السيدة عزيزة تراي، ممثلة تجارية عن مؤسسة مراكز تعليم الخياطة، والمشاركة في المعرض بمجوعة متميزة من الألبسة التقليدية "فإن الوافدين على المعرض من الزوار وتحديدا النساء، يقتنين كل ما يدخل في تصديرة العروس ومصنوع بطريقة تقليدية، لتقديمه كهدايا،  مشيرة إلى "أن البحث عن التفرد والتمييز في الهدية هو الذي يدفع  البعض إلى البحث في الصناعة التقليدية عن قطع مميزة، لاسيما إن كان المهدي إليه شخص من العائلة.

المغتربون والسياح ... للذكرى

يصر المغتربون من الذين يختارون تمضية عطلتهم على أرض الوطن،   التردد على مختلف المعارض التي تروج للصناعة التقليدية لاختيار بعض التحف وتقديمها كهدايا للأصحاب والأحباب بعد انقضاء عطلهم والرجوع إلى ديار الغربة، وهو ما حدثتنا به الحرفية علجية بوزيد التي اختصت في الزخرفة على الخشب وعرضت تشكيلة متميزة من الأعمال الفنية لصناديق تقليدية زاوجت فيها بين النحاس والخشب، حيث قالت "حقيقية الزبائن الذين يترددون علينا خلال المعارض التي نقيمها في الصيف يكون من أجل  اقتناء هدية مميزة، حيث يجري سؤالنا عن الهدية التي تلائم المناسبة المدعوين إليها وعادة فإن أكثر التحف التقليدية التي تباع؛ التحف صغيرة الحجم، أما بالنسبة للمغتربين فعادة من السهل عليهم الاختيار، حيث يقصدون مباشرة أكثر التحف التي تذكرهم بموطنهم، مثل اللوحات التي تصور بعض الأماكن التاريخية، كالقصبة العريقة أو علب حفظ الحلي المزينة بزخارف تقليدية ويكون الغرض من ذلك إما الاحتفاظ بها في المنزل أو تقديمها كهدية بعد الرجوع إلى ديار الغربة، بينما يفضل الأجانب عادة اقتناء أي شيء تقليدي يرمز إلى الجزائر ليذكرهم بزيارتهم إلى هذا البلد الذي يزخر بموروث تقليدي.