المدفأة الطبيعية مازالت تفرض نفسها

بحث عن الأمن والأمان.. عودة إلى ”الكانون”

بحث عن الأمن والأمان.. عودة إلى ”الكانون”
  • القراءات: 981
سميرة عوام سميرة عوام

تسارع العائلات خلال هذه الأيام، تزامنا مع انخفاض دراجات الحرارة، إلى اقتناء المدافئ المشغلة بالغاز، لتقيها من  برودة الطقس، وفي سياق تحذيرات المختصين لتجنب شراء التجهيزات المغشوشة وغير الأصلية، المتسببة في الكثير من المآسي وعشرات ضحايا الاختناقات، هناك من العائلات من عاد بها الحنين إلى الماضي، من خلال استعمال المدفأة الطبيعية التي تبعث بدفئها من جمر متوهج، الأمن والأمان، وتعود بمن اجتمع حوله إلى ذكريات الماضي الجميل.

تعرض هذه الأيام، أغلب المحلات في ولاية عنابة، أنواعا وأشكالا مختلفة من المدفآت من صنع محلي أو أجنبي، لاسيما مع التقلبات الجوية الأخيرة، وانخفاض درجة الحرارة، من خلال عرضها بأسعار مغرية، حيث اتسعت رقعة إقبال العائلات التي تبحث عن جودة المنتوج، خاصة مع كثرة الحديث عن مخاطر تسربات الغاز ووفاة الكثير بمثل هذه الأدوات الكهرومنزلية، منها المدفأة وسخان الماء. يحرص الزبائن في بحثهم عن نوعية المنتوج الجزائري، باعتباره أحسن منتوج في شعبة التدفئة، مع مرافقته بجهاز كشف تسرب الغاز، هذه الواسطة الجديدة التي يرتاح لها الكثير لمواجهة مخاطر تدفق الغاز من المدفأة، لكن مع الإقبال الواسع للعائلات على هذا الجهاز الكاشف، سارع أصحاب المحلات، خاصة مع الظرف الصحي الحالي، وللإسراع في ربح الوقت، إلى عرض عدة أشكال من الأجهزة الكاشفة لتسرب الغاز. حسب الزبائن، فإن مثل هذه المدافئ، منها المقلدة في السوق، وقد تصيب المواطن بأضرار جسيمة في حال عدم الانتباه لتسرب غاز أكسيد الكربون القاتل، وعليه، حذرت عدة جهات لها باع في ميدان إصلاح مدفأة الغاز، بعدم الاعتماد على مثل هذه الأجهزة، لأنها مغشوشة، وعلى العائلات اختيار منتوج جيد وصيانته وعرضه على المختصين قبل تشغيله، لتفادي الموت البطيء، الذي يتسبب فيه غاز أكسيد الكربون المنبعث من المدفأة.

في سياق متصل، هناك عائلات ما زالت تعتمد على المدفأة الطبيعية في فصل الشتاء، لتفادي كل المخاطر، كما تعتبر من الأكسسورات الجميلة التي تعطي رونقا للمنزل، خاصة أن المدفأة الطبيعية تعتمد على الفحم، وهو ما يزيد الجلسة العائلية بهاء، وقد تتحول إلى قعدات للذكريات المستمدة من عهد كانون الجمر، ولمة الجدات والأحفاد، فكانوا يعيشون أوقاتا تميزها سهرات الشتاء الطويلة، بفضل مدفأة الجمر المصنوعة من خشب الصندل والزيتون، وغيرها، وكلها قطع جميلة تشعر الجالس بالأمان، كيف لا والكل يحن لتلك الفترة المميزة، وعليه، فإن المختصين يحذرون من تقليد المنتوجات المقدمة في السوق، والتي تتسبب في موت العديد من العائلات، مشددين على اتخاذ الحيطة والحذر، ومن ربات البيوت من يتخذن مدفأة كهربائية كحل في الوقت الراهن، رغم استهلاكها الكبير للطاقة الكهربائية، غير أنها لا تخلف آثارا سلبية على الأفراد.