غرفة الصناعات التقليدية بالبليدة تجمع 25 مختصا

بحث سبل توفير الغذاء المناسب لمرضى "السيلياك"

بحث سبل توفير الغذاء  المناسب  لمرضى "السيلياك"
  • 210
رشيدة بلال رشيدة بلال

 وجد مرضى "السيلياك"، في المعرض الذي أُقيم مؤخرا، بغرفة الصناعات التقليدية في أولادي يعيش (البليدة)، إحياء لليوم العالمي للطفولة؛ ضالتهم، لدى الاختصاصيين في التغذية، الذين حضروا للإجابة على تساؤلات المرضى حول كل ما يتعلق بالغذاء وكيفية التقيد بالحمية، إذ تم، في هذا الموعد، عرض مجموعة كبيرة من المنتجات الغذائية والتجميلية الموجهة لهذه الفئة. كما شكلت المناسبة، فرصة للاحتكاك بالجمعيات والاستفادة من الخدمات التي تقدمها لهم، خاصة في مجال تأمين الأغذية الخالية من "الغلوتين".

في مبادرة هي الأولى من نوعها على مستوى ولاية البليدة، اختارت غرفة الصناعات التقليدية، أن تخص الفئة المصابة بمرض "السيلياك" بيوم تحسيسي خاص، من خلال تنظيم معرض شارك فيه 25 عارضًا، حسبما أكده رئيس الغرفة، سعدي آيت زروق، الذي صرح بأنه وقع الاختيار على أن تكون غرفة الصناعات التقليدية ملتقى يجمع كل صانعي المواد الاستهلاكية الخاصة بمرضى "السيلياك"، على اعتبار أن الأغذية تشكل أكبر تحدٍ يواجه المرضى، بالنظر إلى غلائها وقلتها في الأسواق.

وأشار آيت زروق، إلى أن الجديد في هذا المعرض، هو إشراك الحرفيين والمختصين الذين أنتجوا موادا موجهة لمرضى "السيلياك"، من بينها مواد تجميلية وأخرى للعنابية الجسدية خالية من "الغلوتين"، لا تتسبب لهم في أي مشاكل، ولفت إلى أن الهدف من الملتقى هو التوعية بالمرض، خاصة لفائدة الأطفال الذين يعانون من صعوبات كبيرة في تقبله، خاصة ما يتعلق بالحمية الغذائية، حيث يجد الكثيرون صعوبة في احترامها. ومن هذا المنطلق، جاء هذا المعرض للكشف عن بعض المنتجات التي تشبه تلك التي يستهلكها الأشخاص العاديون، حتى لا يشعر الأطفال المرضى بالاختلاف أو الحرمان من بعض المواد الاستهلاكية.

إجابات عن تساؤلات المرضى

شهد جناح المختصة في التغذية "نزيهة بن عربية"، إقبالا كبيرا من زوار المعرض، خاصة أولياء الأطفال المرضى، الذين اغتنموا الفرصة للتقرب منها وطرح تساؤلاتهم الخاصة بالحمية الغذائية، التي يجد الكثير من الأولياء صعوبة في جعل أبنائهم يحترمونها.

وفي هذا السياق، أوضحت المختصة، أن أكثر الأسئلة الشائعة التي تتكرر، تدور حول استمرار المشاكل الصحية، رغم التقيد بالحمية، وهو ما يدفع الأطباء إلى التوصية بزيارة مختصين في التغذية. وبينت أن تدخلها يتمثل في إعادة تسطير برنامج غذائي مخصص لهذه الفئة، مشيرة إلى أن الكثيرين يخطئون في التمييز بين حساسية "الغلوتين" ومرض "السيلياك"، إذ أن الذين يعانون من الحساسية يملكون "الزغابات المعوية"، بالتالي قد تكون الحمية مؤقتة، أو بتقليل كمية الوجبات التي تحتوي على "الغلوتين". أما مرضى "السيلياك"، فلا يمتلكون هذه "الزغابات"، ما يجعل الحمية الغذائية ضرورة دائمة، ويختلف علاجهم الغذائي جذريًا عن الفئة الأولى.

كما لفتت إلى أن عددا كبيرا من الأطفال المرضى يجدون صعوبة في التقيد بالنظام الغذائي، ما يحمل الأولياء مسؤولية كبيرة لتوفير أغذية شبيهة بالعادية، تحفز أبناءهم على احترام الحمية، تفاديا لأي مضاعفات صحية قد تفضي إلى الإصابة بأمراض أخرى. واختتمت حديثها بالقول: "صحيح أن أغذية مرضى "السيلياك" باهظة الثمن، لكنها تبقى الخيار الأمثل، في ظل غياب علاج شافٍ."

وفي سياق متصل، أكدت المتحدثة، أن العامل النفسي يلعب دورا في ظهور المرض، إلى جانب العوامل الوراثية، إذ أن التوتر يُعد من الأسباب التي قد تساهم في تفشي المرض.

الجمعيات المتخصصة همزة وصل

من جهتها، ترى رئيسة جمعية مرضى "السيلياك" لولاية الوادي، حكيمة بالعروسي، المعروفة على مواقع التواصل الاجتماعي باسم "أم بشير"، أن وجود الجمعيات يلعب دورًا في دعم المصابين، خاصة الأطفال. وأوضحت أن من بين الأسباب التي دفعتها إلى تأسيس الجمعية، هو مرض ابنها، حيث كانت تجد صعوبة كبيرة في جعله يحترم الحمية الغذائية، بسبب قلة المواد الغذائية الخالية من "الغلوتين" وارتفاع أسعارها.

وقد اضطرت بالعروسي، إلى التنقل من ولاية الوادي إلى العاصمة لشراء احتياجات ابنها. ونظرا لوجود معاناة كبيرة لدى الأولياء، قررت تأسيس الجمعية تساهم في توفير الأغذية الخالية من "الغلوتين"، وتكون همزة وصل مع الجهات المختصة، كوزارات التجارة، الصحة والتضامن، لإعادة تصنيف مرض "السيلياك" كمرض مزمن، والتدخل لمراقبة أسعار الذرى والأرز، وهما المادتان الأساسيتان في غذاء هذه الفئة.

وأضافت، أن أكبر تحدٍّ يواجه المرضى، خصوصا الأطفال، هو تأمين المواد الأولية، وعلى رأسها الأرز والذرة، ما يجعل من هذا الملتقى فرصة للتعرف على المنتجين المحليين المهتمين بصناعة المواد الخالية من "الغلوتين".

وقد أشارت إلى أن جمعيتها بالوادي، سجلت 720 مريض، وأن مشاركتها في المعرض تهدف إلى تقديم تجربتها ومقترحاتها، من بينها وصفات مجربة من بعض المرضى الذين بحثوا عن بدائل، تساعدهم على التقيد بالحمية. وذكرت مثالًا عن سيدة من الوادي، أنتجت "فرينة" من مسحوق بعض الحبوب، صنعت منها مواد استهلاكية مختلفة، مؤكدة على ضرورة الاجتهاد في هذا المجال، خاصة من قبل الأسر التي لديها أطفال مصابون بالمرض.

وأوضحت بالعروسي، أن الجمعية، وبفضل مواقع التواصل الاجتماعي، استطاعت بناء علاقات قوية مع جمعيات ومختصين، مما ساعد على توفير بعض المنتجات للمرضى، إلا أن الانشغال الأكبر يبقى، حسبها، تصنيف المرض كمرض مزمن. وأفادت أن عدد الجمعيات الناشطة في مجال مرضى "السيلياك"، على المستوى الوطني، بلغ 23 جمعية، تسعى جميعها إلى حث المرضى على احترام حميتهم وإيصال انشغالاتهم.

مواد تجميل وأغذية خاصة بمرضى "السيلياك"

عرف صالون مرضى "السيلياك"، بغرفة الصناعات التقليدية، حضورا مكثفًا لعدد من المنتجين المختصين في مواد التجميل الطبيعية، من بينها كريمات واقية من الشمس وأخرى للعناية بالجسم، بعضها صُمم خصيصا لمواجهة مشاكل مرتبطة بالمرض، كضعف بصيلات الشعر.

الحرفية خديجة صغير، عرضت وصفات مستخلصة من نباتات طبيعية وزيوت تقوي بصيلات الشعر، مشيرة إلى أنها اختارت التخصص في تحضير مواد عناية خالية من الغلوتين، تناسب هذه الفئة الحساسة، وقد لاقت منتجاتها ترحيبا كبيرا من الزوار.

أما السيدة زهية سدود، فقد تخصصت في تحضير الأغذية الخالية من "الغلوتين"، من "رشتة" وكسكسي، مخبوزات وحلويات ومملحات، حتى لا يشعر المرضى، خاصة الأطفال، بالحرمان. وذكرت أن سبب دخولها هذا المجال، هو ابنها المريض، الذي كان يجد صعوبة في احترام الحمية، لرغبته في تناول أطعمة متنوعة. فقررت دخول السوق ومواقع التواصل الاجتماعي باسم "أم زينو" لصناعة الأغذية الخالية من "الغلوتين"، خاصة وأن الطلب كبير على مثل هذه المنتجات.

واختتمت بالقول، إن الهدف الأسمى هو القضاء على شعور المرئ بالحرمان، من خلال توفير كل المنتجات الخالية من "الغلوتين"، رغم تكاليف المواد الأولية.