إلياس الصغير منسق النشاطات شبه الطبية بمصلحة الحروق بالعاصمة يكشف:

بتر للأصابع، حروق عميقة وعاهات مستديمة.. هذا ما تفعله المفرقعات

بتر للأصابع، حروق عميقة وعاهات مستديمة.. هذا ما تفعله المفرقعات
  • القراءات: 2609
 رشيدة بلال رشيدة بلال

عرض إلياس الصغير منسق النشاطات شبه الطبية بمصلحة الحروق بالعاصمة، جملة من الحوادث المؤسفة لبعض الحالات التي توافدت على المصلحة في حالات متقدمة من الضرر كانت المفرقعات سببها الرئيسي حيث قال في حديثه لـ”المساء” من مقر مصلحة الحروق الكائنة بالعاصمة أن من بين الحالات التي تأسفنا عليها وأثرت بصورة كبيرة فينا كأطباء قصة الشاب الذي لا يزيد عمره عن 13 سنة الذي استقبلته المصلحة في سنة 2011 حيث تم بتر ثلاثة أصابع من يده، تعد ضرورية في القيام بالأعمال اليومية كحمل الملعقة، أو القلم، وكانت المفرقعات السبب الرئيس وراء ذلك وهي تلك التي تسمى ”دوبل بونب”، التي حسب تصريحه لحظة أشعلها عوض أن يرميها سريعا انفجرت بيده وأتلفت أصابعه الثلاثة الخنصر، البصر، والسبابة، ولكم أن تتصوروا الحالة النفسية التي عاشها طيلة أيام العلاج إذ كان من الصعب عليه تقبل الأمر.

من الحالات الخطيرة التي تحدث عنها إلياس، حتى يأخذ أفراد المجتمع منها العبرة، قصة طفل آخر لا يتجاوز سنه 12 سنة، تسببت الألعاب النارية في إحراق وجهه، وجزء من أذنه وتسببت له في تشوه اثر على حياته النفسية والاجتماعية، وعموما يضيف: ”من الحالات التي نقف أمامها متأسفين أيضا لخطورتها حالات فقد البصر والتي تنتج عن الرمي العشوائي للمفرقعات. وفي هذا الإطار اذكر أننا قبل أيام استقبلنا حالة لم تكن خطيرة ناتجة عن إلقاء طفل على صديقه مفرقعة فسببت له بعض الحروق الطفيفة”.

وفي رده عن سؤالنا حول أكثر بلديات العاصمة التي تسجل عددا كبيرا من الضحايا أيام الاحتفال بمولد خير البشرية، أفاد بأن المصلحة تستقبل ضحايا من كل البلديات ولا فرق بين بلدية، كما يقال، راقية مثل حيدرة، أو بلدية تضم أحياء شعبية مثل باب الوادي لأن الأمر يتعلق بمدى الوعي وتغليب الثقافة الاحتفائية.

نعتمد اليوم، يقول إلياس، للحد من عدد الضحايا ولو بنسبة واحد بالمائة على صور الضحايا الذين سبق وأن تعرضوا لحوادث أذهبت بعض أعضائهم، أو سببت لهم بعض الحروق وذلك لتخويف الأولياء والأطفال على حد سواء بعدما أضحى التحسيس بالكلام دون فائدة ترجى.

يعتقد إلياس بأن الوعي بخطورة المفرقعات على حياة الأطفال وحتى البالغين عرف تحسنا بدليل ما أسفرت عنه الإحصائيات التي أفضت إلى أن نسبة الحوادث الناجمة عن المفرقعات تراجعت منذ سنة 2011، ولكن هذا لا يعني يقول: ”أننا كأطباء لا نتطلع إلى التخفيض أكثر فأكثر من الحوادث بزيادة الوعي وتحديدا لدى الأولياء الذين يدفعون بأبنائهم إلى اقتناء مثل هذه السلع”.