مديرة مخبر البحث في اللغات والثقافات الدكتورة أكمون هدى لـ "المساء":

"بابور اللوح" عكسَ واقع "الحرڤة" في الجزائر بكل تصوراتها

"بابور اللوح" عكسَ واقع "الحرڤة" في الجزائر بكل تصوراتها
الدكتورة أكمون هدى، مديرة مخبر البحث متعدد التخصصات في اللغات والثقافات في الجزائر
  • القراءات: 1033
رشيدة بلال رشيدة بلال

اختارت الدكتورة أكمون هدى، مديرة مخبر البحث متعدد التخصصات في اللغات والثقافات في الجزائر، أن تشارك في أشغال المؤتمر الدولي حول الهجرة والحرقة واللاجئين، والذي انعقد، مؤخرا، عن طريق تقنية التحاضر عن بعد بكلية الآداب واللغات بجامعة البليدة "2" بالعفرون علي لونيسي، بمداخلة تحليلية لشخصيات مسلسل "بابور اللوح"، الذي عُرض خلال شهر رمضان على شاشة التلفزيون، حيث قالت: "رغم نقاط الضعف المسجلة فيه، إلا أنه عكَس ظاهرة الحرقة في المجتمع الجزائري، بكل ما تحمله من تصورات مختلفة لهذه الآفة".

أوضحت الدكتورة أكمون في تصريح خصت به "المساء"، أن اختيارها مداخلتها التحليلية بالاعتماد على حيثيات مسلسل "بابور اللوح"، كان انطلاقا من تخصصها في تعليميات اللغات من جهة، وانجذابها إلى الطريقة التي عُرض بها الفيلم من جهة أخرى، والتي تُعتبر، حسبها، "سابقة"، حيث تم تناول الظاهرة بطرق مختلفة ومن زوايا مختلفة، مشيرة إلى أن مداخلتها كانت انطلاقا من تحليل الشخصيات التي لعبت مختلف الأدوار في الفيلم، حيث كان لكل شخصية سبب معيّن للحرقة مع اختلاف ظروفهم ومراكزهم ومستوياتهم التعليمية، موضحة: "الأسباب التي تغذّي ظاهرة الحرقة والتي تناولها مخرج الفيلم بصورة واضحة، تباينت بين الفقر، وزواج القاصر، والتمييز العنصري". وأكثر ما شد الدكتورة هدى في مسلسل "بابور اللوح"، البطل الرئيس أو ما يُعرف "بأمير البحر"، وتصوراته الهجرة التي شابتها متغيرات مختلفة، والتي جعلته يرفض فكرة "الحرقة"، وسرعان ما تغيرت لتغذي الظاهرة لديه، وتجعله تحت تأثير ظروف معيّنة، جعلته مجبرا على "الحرقة"، ليصل، في النهاية، إلى الإقناع بأن الهجرة بحرا ليست الحل، ولكن الظروف التي تحيط به هي التي جعلته يشجع الظاهرة، ويتبناها، ما يعطينا، حسب توضيح المختصة، "مفهوما حول المتغيرات التي تتحكم في آفة الهجرة السرية عبر البحر".

وأشارت المتحدثة إلى أن من "بين الشخصيات التي بنت عليها مداخلتها شخصية الشرطي، الذي يمثل، من جهة، سلطة الدولة، ومن جهة أخرى يتفهم ما يدفع بهؤلاء الشباب إلى "الحرقة"، الأمر الذي جعله يتخبط بين الإحساس تجاه راكبي مخاطر البحر وبين ضرورة تطبيق القانون. وتقول المختصة في هذا السياق: كل هذه التصورات جعلتني على يقين بأن الفيلم أعطى صورة واضحة للآخر، وكيف ينظر إلى الهجرة، وأنه لا يشجع على الهجرة، وإنما يجسد الواقع بما يحمله من متغيرات وحقائق، تدعونا، كباحثين، إلى التعمق فيها". وحول النتيجة التي خرجت بها من خلال تحليلها واقع مسلسل "بابور اللوح" ومناقشته ظاهرة "الحرقة"، أوضحت المتحدثة: "الظاهرة موجودة. وفي غياب ترابط الجهود، كلٌّ يعمل، من جهته، على محاربة الظاهرة من دون أي تعاون بين كل الفاعلين أو المعنيين بالظاهرة، وهو ما يجب العمل عليه من خلال الربط بين كل المساعي للحد من الظاهرة، وهو لب الموضوع"، مشيرة إلى أن المسلسل عالج الظاهرة كما يجب كصناعة. ويمكن أن يلعب دورا هاما في التحسيس بخطورتها من وجهة نظره الفنية.