الدعم .. الضرائب والاهتمام بالتسويق...

انشغالات الحرفيين في عيدهم الوطني

انشغالات الحرفيين في عيدهم الوطني
  • القراءات: 1137
رشيدة بلال رشيدة بلال

يعتبر الحرفيون عيدهم الوطني المصادف لـ9 نوفمبر من كل سنة، فرصة ذهبية لعرض إبداعاتهم في مختلف المساحات التي تخصص لهم بالمناسبة، كما يسعون أيضا من خلاله إلى طرح بعض الانشغالات التي تعيق ترقية حرفهم التي تعكس تراث الجزائر، وما تزخر به من تنوع.

التقت "المساء" ببعض الحرفيين الذين أفضوا لها بأهم العراقيل التي يتخبطون فيها، حيث حدثنا الحرفي عبد  القادر قسومي من ولاية المدية قائلا: "كان ميولي متجها دائما نحو الخشب كمادة تصلح لأن تكون مجالا خصبا للإبداع، ولأنني فنان، كان من السهل علي تحويله إلى تحف تحمل دلالات اجتماعية وتراثية، على غرار بعض الأواني التقليدية كالمهراس والصناديق الخشبة التي كانت تستخدم قديما في إخفاء الملابس بزخاريف بربرية، إلا أن أكثر ما يعيقني كحرفي محب لحرفتي؛ غياب الدعم من غرفة الحرفيين، فالحرفي يحتاج دائما إلى عتاد معين للعمل، يصعب عليه اقتناؤه بسبب ضعف عائداته، لهذا يتجه إلى غرفة الحرفيين بهدف طلب الدعم، غير أن الطلبات تظل مركونة ولا يتم النظر إليها لسنوات، لذا، حبذا لو أن غرفة الحرفيين تسارع للفصل فيها حتى نتمكن من العمل والمساهمة في الحفاظ على تراثنا التقليدي".

من جهته، اختار الشاب حسان حيقون حرفي في صناعة التحف، أن يعبر عن تراث ولاية المسيلة من خلال التفنن في اللوحات الرملية، وقال بأن أهم انشغال يعيقه هو قلة مساحات العرض، يضيف: "بالنظر إلى شساعة الجزائر،  من المفترض أن لا يتوقف الحرفي مطلقا عن العرض على مدار السنة، غير أن الواقع يحصر مجال عمله في موسم الصيف فقط، وهذا لا يخدم الحرفي ولا الحرفة، ولا حتى السياحة، هذا من ناحية، ومن جهة أخرى، نواجه مشاكل جمة فيما يتعلق بالدعم على مستوى غرفة الحرفيين، إذ نجد أن البعض يستفيد بسهولة من الدعم الممثل في عتاد العمل، فيما تظل ملفات البعض لأعوام تنتظر، لذا حبذا لو يعاد النظر في طريقة تقديم الدعم ليتسنى لنا توسيع نشاطنا وتعليم غيرنا من الشباب الراغب في تعلم الحرف".

بينما حصرت مربية النحل كنزة من ولاية البليدة، انشغالها في التسويق قائلة بأن المشكل الذي يعاني منه كل من اختاروا تربية النحل، هو المنافسة التي يعرفها  المنتوج المحلي من قبل المستورد، لذا أعتقد أنه آن الأوان لإنجاز مخابر تتكفل بتحليل ما يجري استيراده في مادة العسل. أما فيما يخص طريقة التسويق، فأكدت محدثتنا أن أغلب الحرفيين يعتمدون على المعارض، وعلى الرغم من قلتها، إلا أنه يعول عليها لتصريف ما تم إنتاجه، وهو مشكل آخر يجب على الجهات الوصية النظر فيه، ناهيك عن أن الدعم الذي نحصل عليه من غرفة الحرفيين قليل، فمثلا؛ حصلت في إطار المساعدة على 30 صندوق لتربية النحل وهو عدد قليل لأن نشطانا يحتاج لأكثر من هذا العدد. 

وإذا كان مشكل الدعم يشغل بال عدد كبير من الحرفيين، فإن الضرائب هي الأخرى أربكت البعض الآخر منهم في ظل ضعف التسويق، وهو ما حدثتنا عنه ربيعة زيتوني حرفية في اللباس التقليدي قائلة: "ارتفاع تكاليف اللباس التقليدي وعزوف المواطنين عن اقتنائها دفعني إلى التفكير في طريقة أخرى للترويج للباسنا التقليدي، حيث توجهت إلى صناعة ألبسة تقليدية للأطفال مزينة بالحرير ومختلف الخيوط الذهبية من فتلة ومجبود، ولقيت الفكرة ترحيبا كبيرا، خاصة أن الأسعار معقولة، وبهذه الطريقة حافظت على الزي التقليدي وجعلته في المتناول، وبطرقة غير مباشرة ساهمت في تعريف أبنائنا باللباس التقليدي، غير أن الإشكال الذي نواجهه يتمثل في الضرائب المفروضة على الحرفي، والتي نتمنى أن يتم مراجعتها  خاصة أن دخله ضعيف ومرهون بما يتم تسويقه في المعارض القليلة التي يشارك فيها".

ورغم كثرة المشاكل التي يتخبط فيها الحرفيون عموما، إلا أن قطاع الصناعات التقليدية لا يزال يستقطب اهتمام عدد كبير من الشباب الراغب في تعلم الحرف، هروبا من شبح البطالة، وهو ما لمسناه في المعرض، وما عكسه الشاب  نصر الدين محروش من ولاية برج منايل الذي اختار عن قناعة، التوجه إلى تعلم حرفة الفخار بعد فشله في مشواره الدراسي وهروبا من البطالة، حيث احتك ببعض الممارسين للحرفة بهدف التعلم، ويقول: "أطمح إلى ترقية حرفة صناعة الأواني الفخارية والإبداع فيها، مع الحفاظ طبعا على بصمتها التقليدية لأنها جزء من تراثنا العريق".