بعد رفع القيود الاحترازية على الحدود

انتعاش نسبي لنشاط وكالات السياحة والأسفار

انتعاش نسبي لنشاط وكالات السياحة والأسفار
  • القراءات: 1198
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

أكّد وائل مولاي، المدير التجاري لوكالة سياحة وأسفار، أنّ الوكالات السياحية في الجزائر لم تستعد بعد نشاطها مائة بالمائة بعد ضربة الأزمة الصحية لكورونا، مشيرا إلى أنّ الكثير من العوامل أثّرت ولا تزال تؤثّر، بشكل كبير على انتعاش عمل الوكالات، فرغم رفع الحجوزات وتخفيض الضغط الذي كان يكبح حركة الأسفار، إلاّ أنّ هناك الكثير من الظروف التي تأثّرت بتلك المرحلة، ولعلّ ارتفاع الأسعار وتكاليف السفر وتراجع القدرة الشرائية هي أكبر مسبّبات تراجع عمل الوكالات بالوتيرة التي كانت عليها قبل فترة "كوفيد 19".

تحاول الوكالات السياحية، خلال هذا الموسم، استرجاع نشاطها، فبعد أكثر من سنتين من القيود الصارمة التي تمنع الحركة، وفق مراحل متدرجة، بداية بغلق تام للحدود ومنع الحركة مهما كانت نوعيتها، وغلق المجال أمام السفر برا، بحرا وجوا، رافقتها قيود صارمة لمنع انتشار أكبر لفيروس كورونا، بفرض أخذ جرعات اللقاح، ثم الخضوع لفحوصات الكشف، وتفادي كلّ التجمعات وغيرها من القيود، التي قرّرت الحكومات تخفيفها قبل أشهر فقط، ما أعاد الأمل لكثير من الوكالات السياحية في استعادة نشاطها، وتعويض ما فاتها من خسائر مادية كبيرة طيلة فترة الحجر. إلاّ أنّ ذلك الأمل سرعان ما كبحه واقع مرتبط بأزمة صحية لا تزال قائمة، تسبّبت في الأزمة الاقتصادية والمالية التي تتخبّط فيها المجتمعات والتي يبدو أنّها غيّرت واقع السياحة لاسيما في الجزائر.

هذا ما أكّده وائل مولاي، مشيرا إلى أنّ انتعاش السياحة خلال فصل الصيف، كان أمرا مريحا قبل أزمة كورونا، موضّحا أنّه رغم كلّ المعاناة التي كانت تعيشها الوكالات السياحية خلال باقي فصول السنة، إلاّ أنّها كانت تتنفّس الصعداء خلال فصل الصيف أو بالأحرى موسم الاصطياف، أي من جوان إلى غاية أواخر سبتمبر، وهي الفترة التي كانت تشهد أكبر عدد من الحجوزات والسفريات، وكانت بعض الوكالات تضاعف عدد عمالها خلال هذا الموسم لمواكبة العدد الهائل من الزبائن الذين يقصدون خدماتها، ورغم تخفيف كلّ القيود لا يزال عمل الوكالة منوطا بواقع آخر، وهو تأثيرات تلك الأزمة على "حياة الرفاهية" للمواطنين.

أما محمد لعروسي مدير وكالة سياحة وأسفار فقال إنّ الوكالات السياحية التي عادة ما تعتمد على وجهات سياحية محدّدة ينتعش نشاطها خلال هذه الأيام، لاسيما تلك التي كانت بارزة في الترويج لأكثر من ثلاث وجهات سياحية محبّبة لدى الجزائريين، سواء لتكاليف السفر معها أو حتى القيود التي تفرضها من حيث التأشيرة، وهي مصر، تونس وتركيا، مشيرا إلى أنّ الطلب على السفر تضاعف وهذا بعدما عاشه المواطن الجزائري من ضغوط خلال أزمة "كوفيد19"، وها هو اليوم يبحث الترويح عن النفس".

وعن التكاليف وأسعار التذاكر قال لعروسي "إن ارتفاع الأسعار لا سيما سعر التذاكر مبّرر، إذ أنّ مختلف شركات الطيران لم تستأنف عملها بالكامل، ولا تزال هناك قيود مفروضة عليها، حيث أنّ عدد رحلاتها مقلّص إلى النصف تقريبا، وهذا ما يجعلها تحاول سدّ ثغرات ذلك النقص من خلال رفع سعر تذكرة الرحلة، إلاّ أنّ الأسعار سوف تعرف انخفاضا، وسرعان ما يتم استئناف عدد الرحلات الجوية لكلّ شركة".

أما قيود اللقاح أو اختبارات الكشف، فأكّد لعروسي، أنّ الكثير من الدول  ألغت جميع القيود المرتبطة بالدخول إلى أراضيها، فمثلا انجلترا رفعت إجبارية حيازة دفتر التلقيح ضدّ كورونا أو ضرورة إجراء الاختبار قبل دخول أراضيها، أما فرنسا فألغت القيد ابتداء من الفاتح أوت، في حين تطبّق تركيا القرار منذ 17 جوان وكلّ هذا يساعد وبشكل كبير السائح الجزائري في اتّخاذ قرار السفر نحو تلك الدول التي رفعت تلك القيود، لأنّها تعتبر بالنسبة للسائح تكاليف إضافية ومرهقة هو في غنى عنها.