لارتباط رمضان بكثرة العبادات

انتعاش سوق الأقمصة والسجادات والمصاحف

انتعاش سوق الأقمصة والسجادات والمصاحف
  • القراءات: 1549
حنان. س حنان. س
يزداد الإقبال خلال رمضان على شراء الأقمصة والسجادات والسبحات وحتى المصاحف، لارتباط هذا الشهر الفضيل بالعبادة عموما، حيث كشف أصحاب محلات لبيع تلك الأشياء عن تسجيل زيادة معتبرة في مبيعاتهم خلال شهر الصيام، لارتباطه الوثيق بزيادة العبادات من صلاة واستغفار وترتيل القرآن، كما أوضحوا أن الزيادة تشمل على السواء رمضان وموسم العمرة وكذا الموسم السياحي، خاصة مع عودة المغتربين..
يرتبط رمضان لدى معظم الجزائريين بالتردد على بيوت الله وإقامة صلاة التراويح كونه شهر العبادات من صلاة وترتيل القرآن والإكثار من الاستغفار، لذلك يحرص الكثيرون على تجديد لباسهم وتحديدا القميص الذي يحبذه الكثير من الرجال لأداء الصلاة، هذا الأمر يؤكده بائع للأقمصة بأنواعها في شارع علي بومنجل بالعاصمة، موضحا أن الإقبال على شراء القميص يبدأ قبيل رمضان بحوالي أسبوعين، مبرزا أن عوامل تفضيل البعض للقميص لا يرتبط برمضان فقط، وإنما بفصل الصيف عموما لخفته وملاءمته لجميع الأعمار والمناسبات.
ويقترح السوق على محبي القميص تشكيلة واسعة منه، فهناك المغربي والخليجي والأسيوي وإن اختلفت في أنواع أقمشتها وبعض تفاصيل التصميم، إلا أنها تتقاسم عامل الإقبال عليها، كما يساعد عامل السعر في زيادة الإقبال أيضا، حيث تقترح بأثمان تتراوح بين 1200 دج و3500 دج، إلا أن هناك استثناءات قد تصل إلى حدود 10 آلاف دينار "وهذا يخص أنواعا معينة من القميص الخليجي، خاصة السعودي منه الذي عادة ما يكون متبوعا بالعباية السوداء، وهو المطلوب في بعض المناسبات كالأعراس أو الحج والعمرة"، يقول التاجر موضحا أن هناك إقبال ملحوظا أيضا على شراء السجادات من أجل إقامة الصلاة التي تكثر خلال رمضان، خاصة التراويح وقيام الليل، إضافة إلى اقتناء المصاحف سواء للترتيل أو التصدق بها أو إهدائها، وهو ما يجعله يستعين بوضع طاولة أمام المحل لوضع المصاحف على اختلاف أحجامها استجابة للطلب المتزايد. وكذلك هناك إقبال خاص على السبْحات بفضل الإكثار من الذكر والاستغفار في شهر العتق من النار، ويقترن شراؤها هي الأخرى برمضان وموسم العمرة، وتأتي بأشكال كثيرة سواء المزركشة أو غيرها، كما أنها من ضمن الهدايا المحببة التي يبادر البعض بشرائها من أجل الإهداء.
ولا يقتصر هذا الانتعاش على هذه الأشياء في رمضان فحسب، وإنما يرتبط أيضا بموسم العمرة والحج وكذا الموسم السياحي وعودة المغتربين، "حيث لاحظنا أن الكثير من المغتربين يتهافتون على شراء القميص والسبحات والسجادات وحتى المصاحف، وبالنسبة للقميص فالكثير منهم يفضلون المصنوع من قماش "المْلفْ"، حيث يمتاز بالخفة وعادة يتم اختيار اللون الأبيض المطرز، كما أنهم يشترون لأبنائهم الذكور لربطهم بأصولهم الإسلامية"، يقول تاجر آخر بنفس الشارع.
من جهته، أشار حرفي صناعة الألبسة التقليدية، السيد عبد القادر أوكيل، إلى ارتفاع نسبة الإقبال على شراء القمصان والبرانيس والسجادات خلال رمضان، وأرجع هذا الإقبال إلى الأسعار المطبقة التي تساعد كافة المداخيل، حيث يعرض القميص الرجالي بين 1200 دج و1800 دج، وسجادة الصلاة يعرضها بـ500 دج، أما القميص المخصص للأطفال فسعره محدد بألف دينار، وهي الأسعار التي سمحت بزيادة 60% من المبيعات منذ اليوم الأول من رمضان. وأوضح المتحدث أن الموسم السياحي ينعش الطلب على هذه الأشياء، وإن كان المغتربون يحبون شراء القميص، فإن السياح يقبلون من جهتهم على البرنوس والقشابية المطلوبين كثيرا من طرف الأسبان والإنجليز والألمان تحديدا، حسبه.
كما كشف الباعة أن هناك طلب آخر على ألبسة أخرى خلال رمضان خاصة بطهارة الأطفال، فليلة السابع والعشرين منه مرتبطة بليلة القدر ذات الشأن العظيم، لذلك يتهافت الكثيرون على إقامة حفلات ختان للأطفال، وبذلك يكون القميص أو البرنوس أو حتى ألبسة تقليدية أخرى على غرار "سروال اللوبيا" أو حتى "الجبادور" مطلوبة بكثرة.    في المقابل، هناك طلب متزايد على ألبسة الصلاة النسوية المتميزة بطقم من تنورة وخمار طويل، حيث كشف بائع خمارات في شارع بومنجل، أن رمضان ينعش الطلب على لباس الصلاة النسوي بحوالي 30%، في انتظار عودة المغتربين وانتعاش الموسم السياحي، مبينا أن السوق اليوم تقترح تشكيلات واسعة من ألبسة الصلاة سواء الرجالية أو النسوية، وهذا ما يشجع الزبائن على الاختيار بين التصاميم والأسعار.