حملة ضد مخاطر الإدمان على التبغ بالعاصمة

انتحار بطيء ومسبب لأخطر السرطانات

انتحار بطيء ومسبب لأخطر السرطانات
  • القراءات: 539
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

حذّر المختصون في الصحة من أعضاء جمعية الرحمة لمساعدة المرضى، من التدخين، الذي وصفوه بالانتحار البطيء، وقتل النفس؛ حيث عرضت الجمعية على هامش تنظيمها اليوم التوعوي التحسيسي ضد مخاطر تدخين التبغ، من المشاكل الصحية التي لا تُعد ولا تُحصى لهذه العادة السيئة، خصوصا أنها واحدة من الأسباب الرئيسة للإصابة بسرطان الرئة، والثدي، والفم، والبلعم.

أوضح المشاركون خلال اليوم التحسيسي الذي احتضنته ساحة الأبيار بالعاصمة مؤخرا، أن التدخين أصبح ظاهرة مثيرة للقلق، لا سيما وسط الشباب؛ فهو السبب الأول للإصابة بسرطان الرئة، وهو المسؤول عن أكثر من ثلثي حالات الوفاة بسرطان الرئة عالميا، وفي الجزائر أيضا. ولايزال الخبراء يدقون ناقوس الخطر في كل مناسبة، للتنديد بالخطر الذي يحدق بأطفال وشباب الجزائر، لا سيما أن هذه الظاهرة باتت تمس مختلف فئات المجتمع؛ من رجال ونساء من مختلف الفئات العمرية؛ إذ يتم تسجيل حالات التدخين وسط الأطفال الذين لم يتعدوا مرحلة الابتدائي من دراستهم.

وأشار حسام مصداري المكلف بالاتصال بالجمعية، إلى العلاقة الكبيرة بين التدخين وبين عدد من المشاكل الصحية، مسلطا الضوء على أخطرها، وهي الإصابة بالسرطان بمختلف أنواعه، وأكثرها شهرة سرطان الرئة. وأقلها سرطان الفم، أو سرطان البلعم، أو سرطان اللسان، موضحا أنه يتم تسجيل هذه الحالات بين الفئة العمرية 35 و50 سنة، ومشيرا إلى أن تفاعل هذه السموم يختلف من شخص لآخر، ويكون أكثر فتكا إذا ما كان الشخص لا يتبع سلوكا غذائيا صحيا؛ فتجده، من جهة، يدخن. ومن جهة أخرى، يعتمد نظامه الغذائي على مأكولات سريعة ولا فائدة فيها.

ولقد انطلق أعضاء الجمعية منذ أن حطوا رحالهم بساحة الأبيار، في توزيع مطويات على المسافرين، تتضمن معطيات تتعلق بالآثار الوخيمة للتدخين على صحة الفرد، بالإضافة إلى جملة النصائح والإرشادات التي تساعد على الإقلاع من إدمان التدخين. كما أشار المشاركون في هذا اليوم، إلى آثار التدخين السلبي، أو ما يُعرف بالتدخين غير المباشر، والذي لا يقل خطورة على صحة الفرد. وهو ناجم عن الدخان الذي يطرحه المدخن، والذي يسيء لمن حوله، خاصة عند التعرض المستمر له، لا سيما بالنسبة للأشخاص الأكثر حساسية؛ كالمرأة الحامل، والأطفال.

وشدد حسام، في هذا الصدد، على ضرورة الصرامة في الوقوف على تطبيق القوانين المتعلقة بمنع التدخين في الأماكن العمومية وتفعيلها حتى وإن كانت في الشوارع، وكذا في الحدائق العمومية، خاصة في الأماكن المغلقة؛ باعتبار التدخين مسيئا للمدخن وللمحيط به، وهذا ما يجب اعتباره تعديا على حرية الغير في الرغبة في تنفس هواء نقي وغير ملوث، ومضر بالصحة.

ونوّه المتحدث في الأخير، بأن الحملة ستجوب عددا من بلديات العاصمة؛ للاقتراب أكثر من المواطنين، لا سيما الشباب، وعرض مخاطر إدمان التبغ، وإعطاء بدائل للمساعدة على الإقلاع والتخلي عن واحدة من أخطر العادات التي يمارسها نسبة كبيرة من المواطنين.