الخبراء يسلطون الضوء على مرض "هجرة بطانة الرحم"

امرأة من 10 نساء مصابة بالمرض في الجزائر

امرأة من 10 نساء مصابة بالمرض في الجزائر
  • 722
 زبير. ز زبير. ز

حتى المثقفات لا يدركن خطورة المرض

ورشة لتكوين 40 امرأة بقسنطينة

أشرفت الجمعية الوطنية الجزائرية لمكافحة مرض "هجرة بطانة الرحم"، على ورشة تكوينية تحت إشراف الدكتور حشلاف نسيم، طبيب مختص في أمراض النساء والتوليد، شملت أكثر من 40 امرأة من قسنطينة والمدن المجاورة، على هامش الملتقى الدولي السابع لأمراض النساء والتوليد، الذي احتضنته ولاية قسنطينة نهاية الأسبوع الفارط، على مدار يومين، من تنظيم جمعية أطباء أمراض النساء والتوليد الخواص بقسنطينة.

وحسب السيدة آسيا بلحوسين، رئيس الجمعية الوطنية الجزائرية لمكافحة مرض هجرة بطانة الرحم، فإن هذه الورشة التكوينية مهمة جدا؛ من أجل زرع ثقافة الوقاية عند النساء، والتعرف أكثر على هذا المرض المجهول من مختلف شرائح المجتمع الجزائري، مضيفة أن النساء وحتى المثقفات منهن والمتعلمات من أصحاب المستوى الجامعي، لا يملكن أدنى معلومة عن هذا المرض الذي يمس امرأة من عشر نساء بالجزائر، حسب تأكيد المتحدثة، التي ذكرت أن التسجيل في الورشة شمل 100 امرأة، وكان عن طريق صفحة الجمعية عبر موقعي التواصل الاجتماعي فايسبوك وأنستغرام.

وأوضحت السيدة آسيا بلحوسين، أن مرض هجرة بطانة الرحم أو ما يُعرف بالأندومتريوز، من الأمراض المجهولة حتى من الأطباء العامين، الذين يخطئون غالبا في تشخيصه، والذي من بين علاماته آلام شديدة مع الدورة الشهرية، وتوسع نطاق الألم إلى مختلف أجزاء الجسم، ويتسبب حتى في تأخر الولادة، والعقم، مضيفة أن التشخيص الجيد يمكّن من تفادي المضاعفات، كما يمكّن النساء من الولادة لاحقا.

واعتبرت السيدة بلحوسين التي كانت مصابة بهذا المرض، أن التحسيس وتوعية النساء بشأن هذا المرض، من شأنه التقليل من آلام عدد كبير من النساء، خاصة أن هذا المرض، تضيف محدثتنا، يصيب حوالي 2 مليوني امرأة بالجزائر. وقالت إن الورشة التكونية شملت التعريف بهذا المرض، وفتح نقاش مفتوح مع مريضات. كما عرفت ورشة العمل الإجابة عن مختلف التساؤلات المطروحة من طرف المريضات بشأن هذا المرض الذي يصيب حوالي 200 مليون امرأة عبر العالم. وقالت إن المهم في هذه الورشة هو خروج المشاركات بنظرة صحيحة ومغايرة عما كن يعتقدن حول هجرة بطانة الرحم.

وترى السيدة بلحوسين أن من الضروري الحديث بشكل كبيرة، عن هذا المرض، ونشر معلومات بشأنه بين مختلف شرائح النساء، وحتى بين الفئة الصغيرة، وبين الفتيات حديثات البلوغ، والتأكيد بأن الآلام أثناء الدورة الشهرية، تستدعي التشخيص، وكذلك التعريف بهذا المرض لأكبر شريحة من الأطباء؛ لتفادي طول مدة التشخيص، والتي تصل أحيانا إلى أكثر من 10 سنوات من المعاناة، شاكرة جمعية أطباء أمراض النساء والتوليد الخواص بقسنطينة، التي تساهم في نشر الثقافة، والتعريف بهذا المرض.

وتنصح رئيسة الجمعية الوطنية الجزائرية لمكافحة مرض هجرة بطانة الرحم، النساء بالاستماع أكثر لجسدهن، والتحرك في حال وجود آلام غير طبيعية، مضيفة أن بعض الطابوهات داخل المجتمع الجزائري والتقاليد، تجعل المرأة تعاني في صمت، وترفض الحديث عن خصوصياتها، مضيفة أن الحوار والتواصل يسمح للمرأة بتجنب العديد من المشاكل الصحية في حياتها، وهو الهدف الأساس من وراء هذه الورشات التي ستشمل 58 ولاية، حسب ذات المتحدثة، التي كشفت أن الموعد المقبل سيكون وفق برنامج عمل، بولاية بجاية.