حدة جغيدل تمارس مهنة استعصت على الرجال

امرأة تقتحم عالم ميكانيك السيارات بالأغواط

امرأة تقتحم عالم ميكانيك السيارات بالأغواط
حدة جغيدل هي أول امرأة تقتحم عالم ميكانيك السيارات بولاية الأغواط
  • القراءات: 773
و. أ و. أ

حدة جغيدل هي أول امرأة تقتحم عالم ميكانيك السيارات بولاية الأغواط، وبشهادة مهندس دولة في الميكانيك التي تحصلت عليها سنة 2011 من جامعة "عمار ثليجي"، تعمل اليوم في ورشة لتصليح السيارات.

لقد فرضت ظروف شح مناصب الشغل على حدة في عقدها الثالث، أن تعمل في ورشة تصليح السيارات في 2016، وهي مهنة تدخل في صميم تخصصها الجامعي، كما أن الجانب التطبيقي لتخصصها، يسمح لها برفع مستوى التحصيل لديها في مجال الميكانيك، مثلما أوضحت لوكالة الأنباء. أكدت في هذا الصدد، أن ولوج الورشة والتعامل عن قرب، مع محركات السيارات والشاحنات، مكنها من الحصول على معلومات جديدة أكثر عملية مما تلقته في الشق النظري، ضمن مسار دراستها الجامعية. وأعربت عن قناعتها الذاتية، لاسيما في ظل ما يفرضه المجتمع من إكراهات، لأنه مجتمع محافظ، بأنها لا تشعر أبدا بوجود اختلاف بينها وبين زملائها الرجال، وأن وجودها بالورشة مكنها من تبادل الخبرات معهم، فوجدت في من يمتلك شهادة تقني بسيط، ما لم تجده في من يحمل شهادات عليا، على حد قولها. قالت هذه المرأة المصممة على رفع التحدي، أن في البداية، كان الأمر "صعبا بعض الشيء، باعتبار أن الشائع في المجتمع أن مهنة الميكانيك تقتصر على الرجال فقط، ذلك أنها تتطلب جهدا بدنيا يصعب غالبا على المرأة تحمله".

إن التطور التكنولوجي في المجال المهني، سهل من عملية كشف أعطال المحركات، بالتالي تصليحها، عبر تقنية المسح الضوئي الإلكتروني للذاكرة الموجودة بكل مركبة، وهو ما قد يسهل اقتحام النساء في ميدان ميكانيك السيارات مستقبلا، حسبها.

بالمناسبة، أثنت الآنسة حدة جغيدل على ما حظيت به من تشجيع ودعم كبير من أسرتها، التي حفزتها على مواصلة العمل وتقديم صورة مميزة عن المرأة، التي يمكن أن تصنع التميز في أي مجال مهني. أكد صاحب الورشة التي تعمل بها حدة، العربي طوال، أن انضباط هذه العاملة في الوقت، والعمل أثر بشكل إيجابي في كل زملائها، مما سمح بتحقيق نجاعة للورشة وزيادة في مردوديتها على الصعيدين الكمي والكيفي. اعتبر نفس المتحدث، أن وجود مهندسة دولة في الميكانيك في ورشته يعد قيمة مهنية مضافة، وهو الأمر الذي يسمحن، كما قال، بالجمع بين الجانبين الأكاديمي والتطبيقي، ويعزز بالتالي، من فرص تحسين الخدمة للزبائن.