للحد من انتشار داء السيدا بوهران

الوقاية والكشف المبكر ضرورة

الوقاية والكشف المبكر ضرورة
  • القراءات: 427
❊خ. نافع ❊خ. نافع

حذر الدكتور عبد اللطيف صفراوي، المختص في الطب الشرعي ورئيس المجلس الطبي بالمؤسسة الاستشفائية «الدكتور مجبر تاني»، في بلدية عين الترك بوهران، من الارتفاع المقلق لحالات الإصابة بداء فقدان المناعة المكتسبة السيدا، مؤكدا على ضرورة تضافر جهود المجتمع المدني ودور المسجد والهيئات الطبية في سبيل رفع درجة الوعي لدى المواطنين بشأن خطورة هذا المرض القاتل، والتشجع على القيام بالكشف المبكر طيلة شهور السنة، وليس مناسباتيا فقط. مشيرا إلى أن سن الفئة العمرية المعنية بالكشف يتراوح بين 15 و70 سنة.

دعا الدكتور صفراوي خلال اليوم الدراسي الذي احتضنته المؤسسة الاستشفائية «مجبر تاني» مؤخرا، حول «الوقاية من الإصابة بمرض السيدا»، للابتعاد عن العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج، التي تعد المتسبب الأول في نقل الداء والتقيد بشروط الوقاية، حيث سجلت الجهات الصحية المختصة بالولاية خلال السنة الجارية، 145 حالة إصابة جديدة بمرض السيدا، مقابل 36 خلال السنة الفارطة، من بينهم 77 امرأة و8 أطفال حديثي الولادة. بينما سجلت المصالح 560 حالة إصابة بالداء، من بينهم 64 امرأة، هم  مرضى ينحدرون من ولايات الجهة الغربية والجنوبية الغربية من الوطن، نسبة 70 بالمائة من هذه الحالات نتيجة العلاقات الجنسية غير الشرعية، والنسبة المتبقية تتوزع بين استعمال أدوات واحدة  لمستهلكي المخدرات ونقص تعقيم الأدوات الطبية. مشيرا إلى أن الأرقام لا تعكس العدد الحقيقي للمصابين، دون حساب الإصابات المجهولة والمتستر عنها التي تساهم بشكل كبير في نشر الداء، بينما يبقى الكشف المبكر عن الداء، حسب الدكتور صفراوي، السبيل الأنجع للعلاج، لاسيما أن العملية تتم في سرية تامة وبطريقة سهلة عن طريق اللعاب، ويخضع المريض للعلاج ويستفيد من الدواء مجانا.

من جهة أخرى، دعا الدكتور صفراوي عند الولوج إلى عيادات جراحة الأسنان، إلى التأكد من توفرها على جهاز التعقيم «اتوكلاف» الذي فرضته وزارة الصحة على الممارسين في القطاعين العمومي والخاص، للحماية من تنقل عدوى الأمراض والفيروسات من شخص لآخر، والتأكد كذلك من أن الأدوات التى سيستعملها جراح الأسنان معقمة، كذلك بالنسبة لصالونات الحلاقة سواء المخصصة للرجال أو النساء والتي  اعتبرها البعض أحد بؤر انتشار عدوى الأمراض الخطيرة  المتنقلة عن طريق الدم، مثل السيدا والتهاب الكبد الفيروسي وغيرها، لأن هناك محلات لاسيما بالمناطق النائية، لا يحترم أصحابها شروط الوقاية ولا يتوفرون على أجهزة التعقيم في نقص الرقابة من الجهات المختصة، وبذلك يعرضون صحة أبنائهم للخطر، الأمر الذي يستوجب الحذر، حسب الدكتور صفراوي، من التردد على صالونات الحلاقة التى لا تتوفر على أجهزة التعقيم والتأكد من أن صاحبها يستعمل فعلا طريقة سليمة لتعقيم أدوات الحلاقة، والتبليغ عن هذه الحالات للجهات المعنية، مثل مديرية التجارة، وهي ثقافة يجب أن تكون مرتبطة بحياتنا اليومية، يضيف المتحدث، لأنها تمس المحافظة على الصحة العمومية التي هي قضية الجميع.

كما تطرق المشاركون خلال هذا اليوم الدراسي المتزامن مع إحياء اليوم العالمي لفقدان المناعة المكتسبة، إلى حقيقة  الإصابة بمرض السيدا وتطوره وكيفية التعايش معه والتكفل به.